غادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري المنطقة أمس بعد أن اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الثانية في أقل من 12 ساعة في مسعى لإنقاذ العملية التفاوضية المتعثرة مع الفلسطينيين. وتخلى كيري عن برنامج جولته الاثنين ليسافر إلى القدس الغربية ثم سافر إلى أوروبا مرة أخرى بعد محادثاته التي أجراها في الصباح الباكر مع نتنياهو. ولم ترد على الفور أنباء عن تحقيق انفراجة وقال مسؤول فلسطيني إن كيري قد يعود إلى المنطقة اليوم الأربعاء ليلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وبدا أن المفاوضات على شفا الانهيار في مطلع الأسبوع عندما امتنعت (اسرائيل) عن المضي قدما في تنفيذ وعدها بالإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين. وتريد (اسرائيل) ضمانات بأن الفلسطينيين سوف يلتزمون مواصلة المحادثات عندما تنتهي في 29 إبريل نيسان مهلة أولية للتوصل إلى اتفاق. وتسعى (إسرائيل) بمماطلتها إلى كسب المزيد من الوقت لتوسيع رقعة الاستيطان على حساب الأرض الفلسطينية. ويقول مسؤولون أميركيون إن التوصل إلى اتفاق يسمح بأن تستمر المفاوضات يمكن أن يشمل الإفراج عن الجاسوس جوناثان بولارد الذي أمضى أكثر من 25 عاماً في سجن بالولايات المتحدة لإدانته بالتجسس لصالح (اسرائيل). وذكرت مصادر قريبة من المحادثات طلبت عدم الكشف عنها أنه بموجب الترتيب المقترح سيتم الإفراج عن بولارد قبل عطلة عيد الفصح اليهودي التي تبدأ في غضون أسبوعين، مقابل إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين القدامى. وقام بولارد بتسليم (اسرائيل) آلاف الوثائق السرية حول الأنشطة الاستخباراتية الأميركية في العالم وتقول الوثائق بان بولارد (59 عاما) اخبر المحققين بأن (اسرائيل) طلبت منه الحصول على معلومات أميركية حول البرامج النووية العربية والباكستانية بالإضافة الى "الأسلحة العربية الغريبة". وساعدت المعلومات التي قدمها لإسرائيل على قصف المقر الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس واغتيال الرجل الثاني في المنظمة ابو جهاد في تونس العام 1988.