لَو سَألتَ عَن الدُّنيَا ببسَاطَة لقُلنَا: إنَّها أَشبَهُ بمُبَاريَات الذِّهاب والإيَاب، فهي يَومٌ لَك ويَومٌ عَليك، وأَحيَانًا يَتفَاءل المُتفَائلون ويَقولون: «يَوم عَليك، وعَشرة أيَّام لَك»، وفي الجَانب الآخَر، يَتشَاءم المُتشَائمون ويَقولون: «الدُّنيَا شَهر، 25 يومًا عَليك، و5 أيَّام لَك»، أيّ لَكَ الفَترَة التي تُنفق فِيهَا رَاتبك..! بَعد هَذا أَقول: يُؤكِّد الحُكمَاء أَنَّ الدُّنيَا مَزرعةٌ، فِيهَا الأشوَاك وفِيهَا الورُود، وعَلى الإنسَان العَاقِل أَن يُكثِّف مِن زِرَاعة الوَرد، ويُقلِّص كميَّة الأشوَاك، وعَليهِ أَيضًا أَنْ يَتصبَّر في مَمرَّات الشَّوك؛ لأنَّه مَوعود بالورُود فِيمَا بَعد..! قَبل فَترة كَتبتُ نَاصيةً، وَجَدَتْ استحسَانًا طَيِّبًا لَدى بَعض المُتلقِّين تَقول: يَقول الله -جَلَّ وعَزَّ-: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)، لذَلك نَحنُ نُكابِدُ ونُصَارعُ في الحيَاة.. تُعطيني الدُّنيا عشرين سَبَبًا للحُزن، وأَنَا أُعطيها وَاحِدًا وعشرين سَببًا للسَّعَادَة، لتَكون النَّتيجَة «وَاحِد صِفر» لصَالح سَعَادتي..! نَعم، إنَّ الحيَاةَ مَمرَّات، فِيهَا الفَرَح، وفِيهَا التَّرَح، وفِيهَا السَّعَادَة، وفِيهَا التَّعَاسَة، ولَكن عَلَى الإنسَان أَنْ تَكون إيجَابيَّته غَالِبَة عَلى سَلبيَّته، وأَنْ يَعتَقد جَازِمًا أَنَّ اليَومَ خَيرٌ مِن الأَمس، وأَنَّ غَدًا -بمُفَاجآته وآمَاله- سيَكون أَحلَى مِن اليَوم، وهَكَذا تَمضي الحيَاة..! يَجب عَلى الإنسَان أَنْ يَعيشَ سَعيدًا، وإذَا لَم يَستَطع، فليُعَاشِر السُّعدَاء، وإذَا لَم يَجد السُّعدَاء، فعَليهِ أَنْ يَتمنَّى السَّعَادَة، وحَريٌّ بالمَرء أَنْ يَتمنَّى الشَّيءَ، ويَعمل عَلى تَحقيقهِ، ليَناله في يَومٍ مِن الأيَّام، وقَد قَال الأَديب «جورج برنارد شو»: (السَّعَادَة كالقَمح، لَا يَستحقُّ أَنْ يَأكلَه إلاَّ مَن زَرعَهُ)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ نَقول: إنَّ السَّعادةَ آمَالٌ وأحلَامٌ، وتَطلُّعَاتٌ وأُمنياتٌ، كُلَّها تَتمثَّل فِي حُسن الظَّنِّ باللهِ، وجِديَّةِ التَّوكُّلِ عَليه، وقَد قَال الله -جَلَّ وعَزَّ- فِي الحَديث القُدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي)، لذَلك اللَّهمَّ اشهدْ أنَّنا تَوكَّلنَا عَليك، ونَنتَظرُ مِنكَ الأمَلَ والسَّعَادَةَ، والنَّجَاحَ والفَلَاحَ..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :