أبوظبي: علي داوود يعتبر ملتقى السمالية الربيعي الوطني الـ 19، نشاطاً لافتاً في خريطة النشاطات التراثية والشبابية في الدولة، فهو يقام تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وتستمر فعالياته حتى 29 ديسمبر الجاري. الملتقى يأتي كبرنامج تراثي ثقافي فني مجتمعي لاستثمار أمثل للعطلة المدرسية؛ إذ يعايش المشاركون في الملتقى الذين يصلون إلى 6 آلاف طالب من منتسبي النادي، تجربة الآباء والأجداد التراثية، في أجواء شبابية تمتزج فيها البرامج الترفيهية والمسابقات، في جزيرة السمالية التي تحتضنهم بكل محبة وترحاب. الملتقى يأتي كبرنامج تراثي ثقافي فني مجتمعي لاستثمار أمثل للعطلة المدرسية؛ إذ يعايش المشاركون في الملتقى الذين يصلون إلى 6 آلاف طالب من منتسبي النادي، تجربة الآباء والأجداد التراثية، في أجواء شبابية تمتزج فيها البرامج الترفيهية والمسابقات، في جزيرة السمالية التي تحتضنهم بكل محبة وترحاب. ويزخر برنامج الملتقى هذا العام، بأكثر من 40 فعالية تراثية وثقافية وفنية ومجتمعية، تستقطب يومياً بين 300 و500 طالب من منتسبي النادي، وعدداً من الهيئات والأندية ذات الصلة بالتراث، وثقافة الشباب، وتتيح لذويهم متابعتها والاستفادة من بعضها، في إطار تراثي شبابي وطني. ويهدف الملتقى الذي تشرف عليه إدارة الأنشطة، إلى تنمية روح المواطنة لدى الناشئة والشباب، وترسيخ قيم التمسك بالعادات والتقاليد والتراث الوطني العريق لديهم، كما يهدف من خلال البرامج المتنوعة إلى تحصينهم ضد الاختراق الثقافي المغاير للهوية الوطنية، وإكسابهم المعارف والقيم النبيلة والاتجاهات التي تمكنهم من فهم التراث واستلهام عبره التربوية؛ فضلاً عن تعريفهم بمكونات التراث وعلاقته بالهوية الوطنية، كما تهدف برامج الملتقى، التي تضم مهرجانات بحرية ومسابقات ثقافية، وزيارات تجمع بين المعرفة والترفيه، ورحلات تعريفية لأهم المتاحف والأماكن التاريخية في الدولة، إلى استثمار أمثل للعطلة الربيعية المدرسية، بما يعود بالفائدة على المشاركين والمشاركات للتعرف إلى المفردات التراثية ذات الصلة بحياة مجتمع الآباء والأجداد. ويشتمل البرنامج على ورشة تدريبية عن تجارة اللؤلؤ في البحر الطواشة بإشراف المدرب التراثي حثبور بن كداس الرميثي، كما نظمت للمشاركين من مراكز أبوظبي، والسمحة، والوثبة، وسويحان، ورشة عمل ثانية، خصصت لتدريبهم على كيفية صناعة أدوات الغوص وشباك الصيد، ثم نظمت لهم جولة بحرية على متن السفينة التراثية في مياه الجزيرة، لممارسة صيد السمك بالشباك، والتعرف إلى طريقة الإبحار ومشاهدة تضاريس الجزيرة من البحر، ثم التعرف إلى مخزون المياه من الشعاب المرجانية وغيرها. مركز أبوظبي نظم للشباب للمشاركين برنامجاً بعنوان الدفارة، وتعني صيد الأسماك بالشباك (الليخ)، ويتعلم الطلبة من خلاله كيفية الاصطياد في البحر، إلى جانب فنون ومهارات الصيد التقليدي، وسط عمل جماعي يستعيد روح التكاتف في مجتمع الإمارات البحري القديم، فضلاً عن نشاطات الميادين الرسمية لتعليم المشاركين مهارات الرياضات التراثية، مثل الفروسية، والهجن والصقارة والقوارب الرملية والشراعية التقليدية، والشراعية الحديثة، والتجديف والعادات والتقاليد، والسفينة التراثية. وقال عبد الله خميس، طالب في مدرسة التميز، الصف السابع، الذي التقيناه خلال جولتنا في جزيرة السمالية: سعيد جداً بهذه المشاركة كوني تعرفت إلى تراث الآباء والأجداد، ومارست أنشطة من خلال برامج كثيرة من بينها برنامج الدفارة، مشيراً إلى أنه شارك في فعاليات العام الماضي، التي تحاكي حياة الأجداد، مؤكداً أن التجربة مميزة ومفيدة، واكتسب عدداً من الخبرات والمعارف الجديدة في عالم الصيد التقليدي والحياة البحرية، كما استطاع ركوب الخيل والجمال، والتدرب على التعامل مع الصقور والصيد، إلى جانب الكثير من الأنشطة كممارسة الألعاب الشعبية والسباحة. وأكد خميس أن هذه الأنشطة تعزز الانتماء إلى الوطن، مضيفاً: حين أزور الجزيرة وأتعرف إلى هذه الأنشطة التراثية التاريخية، أشعر بالفخر والحماس، وأدعو جميع زملائي إلى المحافظة على تراثنا، وتلك العادات والتقاليد الشعبية السمحة التي ورثناها عن الأجداد. راشد علي الكويتي، طالب في المدرسة الثانوية العسكرية، التقيناه خلال الجولة، يقول إنه يزور جزيرة السمالية لأول مرة، ويتعرف إلى برنامج الملتقى الثري والمتنوع بالفقرات، خصوصاً البرنامج البحري، وما اكتسبه من معرفة ومعلومات عن البحر والصيد، وكيفية استخدام أدوات الصيد التي ورثناها عن الأجداد. ويؤكد الكويتي أن هذه الأنشطة تنمي روح المواطنة وترسخ قيم التمسك بالعادات والتقاليد والتراث الوطني؛ لأن الملتقى يتيح فرصة للتعارف بين الطلبة في المدارس الأخرى. ويضيف: أشكر سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان على رعايته ودعمه لهذه الفعالية، وقال: وجدنا الرعاية والاهتمام الكبير، علاوة على تدريب من قبل اللجان المشرفة على هذا الحدث التاريخي. ويوضح خليفة عوض الكويتي، الطالب في الصف الثاني بمدرسة الظفرة، أنه تعرف إلى أشياء تراثية كثيرة، كما تمكن من خلال مشاركته من التعرف إلى كيفية تحريك الشراع، وركوب الخيل والإبل، وممارسة الصيد بالصقور، وقال إنه خلال زيارته الجزيرة شاهد عدداً من الطيور والحيوانات التي كانت تتجول بين الأشجار، وأن تلك الأنشطة تذكرنا بالكثير من تراث أجدادنا، وتعرّفنا إليه بصورة أقرب. محمد منير، طالب في الصف السادس بمدرسة المتنبي، يقول إنه انضم إلى عضوية نادي تراث الإمارات منذ عامين، مشيراً إلى أنه تعلم أشياء كثيرة ومفيدة؛ كونه تعرف إلى ركوب الخيل والجمال، وكيفية التعامل مع الهجن، وإناخة ووقوف الجمل، إضافة إلى الفروسية وركوب الخيل، وممارسة الصيد، علاوة على التدرّب على الشجاعة وأساسيات الفروسية. ويشير الطالب عبد الله منير، إلى أن هذه المشاركة الثانية له، لافتاً إلى أنه تعرف إلى الكثير من الأنشطة في الجزيرة التي تحوي الكثير من الأنشطة التراثية المتنوعة، مثل الألعاب الشعبية، والعادات والتقاليد، والشراع التراثي، والهجن والفروسية، كما تعرف إلى كيفية ممارسة السباحة البحرية، والفلك والبيئة والرماية والشراع الرملي، والسفينة التراثية، وغيرها من الأنشطة التي تحاكي تراث الأجداد العظيم وتربط الماضي بالحاضر. ويضيف: كل تلك الأنشطة المتنوعة التي تتحدث عن تراث أجدادنا تنمي القدرات، وتجعل الناس متدربين على أشياء كثيرة، كما تجعلنا أكثر قرباً إلى تفاصيل الحياة البيئية القديمة، وأكثر شيء أثار إعجابي كان البيئة الصحراوية التي نشأ فيها أجدادنا العظماء. ويلفت زايد سلطان الطالب بالصف السادس، إلى أنه يزور جزيرة السمالية للمرة الرابعة، مؤكداً أنه انتابه الشعور بالفخر والعزة حين شاهد هذه الأنشطة منذ الوهلة الأولى، وأكد أن قيام مثل هذه الفعاليات يعرف النشء بحياة الأجداد والمعاناة التي وجدوها، حتى أسهموا في تراث تاريخي أصبح يتحدث عنه الجميع. ويؤكد سلطان أن هذه الأنشطة التاريخية المتنوعة تصقل مواهب ومهارات الطلاب، كما أنها تُخرج من المشاركين كوادر شبابية متدربة، قادرة على البذل والعطاء، كما تزودهم بالمعرفة، وتعزز مفهوم الهوية الوطنية في النفوس، فضلاً عن ترسيخ المشاعر الوطنية والتبصير بواجبات المواطنة، تجاه الوطن الذي ظل مكان فخر لنا وللجميع. استثمار أمثل للعطلة المدرسية مبارك سيف الخيلي، مدير مركز العين التابع لنادي تراث الإمارات، يشير إلى تنوع النشاطات بين عروض الصقارة والمحاضرات وورش العمل التدريبية، والذهاب بالأنشطة إلى الجمهور المستهدف من الطلبة والطالبات لزيادة معارفهم وربطهم بتراث الآباء والاجداد بروح معاصرة وفي أجواء شبابية منطلقة بعيداً عن قاعة الدروس، لاستثمار أمثل للعطلة المدرسية، مؤكداً أن مركز العين ظل يقدم أعداداً كبيرة من عضوية الطلبة والطالبات ويدعم عدداً من الجهات التي تهتم بتراثنا التاريخي الأصيل. مشاريع تخدم الشباب يؤكد سعيد علي المناعي، مدير إدارة الأنشطة في النادي، أن المشاركة في هذا الحدث الوطني تأتي في إطار توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، الرامية إلى ضرورة الحضور في جميع المناسبات والمشاريع التراثية التي تخدم قطاع الشباب، كما تأتي في إطار استراتيجية ورسالة النادي بأهمية تفعيل العمل المؤسسي بين النادي وجميع المؤسسات ذات الصلة بالعمل الوطني والتراثي. ويقول: أعطينا أولوية لبرامج هذا المخيم والعمل على تقديم تجربتنا التراثية لإفادة نحو 6 آلاف طالب وطالبة من المنتسبين للمخيم من خلال جملة من الأنشطة والبرامج التي تنسجم مع فئات المشاركين المختلفة.
مشاركة :