طلاب على خطى الأجداد في ملتقى الثريا بالسمالية

  • 3/31/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

احتضنت جزيرة السمالية في أبوظبي أمس الأول المئات من الطلبة، فيما تشهده الجزيرة منذ الاثنين الماضي من فعاليات ملتقى الثريا السنوي 2016، الذي ينظمه نادي تراث الإمارات تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، وتستمر حتى التاسع من الشهر المقبل، بمشاركة طلبة مراكز النادي المختلفة، ضمن برنامج تراثي ثقافي ترفيهي موزع بين جزيرة السمالية بميادينها التراثية ومشاريعها البيئية، ومرافق النادي المتنوعة المنتشرة في مختلف مناطق إمارة أبوظبي. شهدت الفعاليات مسابقات بين مراكز النادي المختلفة في جملة من الأنشطة التراثية والترفيهية، تبنَّى كل مركز من مراكز الطلبة الذكور الخمسة، تنظيم برنامج خاص منها، فنظم مركز أبوظبي برنامجا عمليا لصيد السمك بالدفارة، حيث بدأ الطلبة منذ الصباح الباكر بوضع شباك الصيد في مناطق مختارة ومدروسة من مياه البحر المحيطة بالجزيرة، ثم رفع كل فريق في الوقت المناسب من النهار شباكه، ليجمعوا ما تحصل بداخلها من الأسماك، ويبيّن أحمد مرشد مدير مركز أبوظبي، أن هذا البرنامج يمثل لوناً من ألوان تراثنا الذي أتحنا فيه للطلبة أن يعيشوا الأجواء الحقيقية التي كان يعيشها آباؤنا في سعيهم لتأمين لقمة عيشهم، متمنياً أن يكون من هؤلاء الطلبة نواخذة حقيقيون في المستقبل، حتى تبقى مفردات تراثنا حية وموصولة عبر الأجيال، فيما ثنَّى على هذه الأمنية، التي هي من ضمن الأهداف التي يسعى لتحقيقها الملتقى، المدرب التراثي حثبور بن كداس الرميثي، الذي اعتبر أن طلبة اليوم هم سفراء المستقبل الذين يحملون ما يتعلمونه من معرفة وتجارب عملية في مثل هذه الملتقيات إلى أقرانهم وزملائهم وذويهم، مشيراً إلى أن جزيرة السمالية هي اليوم من أبرز المعالم التي تجمع مختلف الأنشطة التراثية والبيئية ضمن ميادينها ووحداتها، بفضل الاهتمام الكبير من قبل سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان بالتراث، وبفضل دعم سموه الموصول لربط الجيل الجديد بهذا التراث كي يبقى حياً براقاً. سباق للهجن ونظّم مركز سويحان برنامج سباق للهجن بين المراكز المختلفة، باعتبار هذا النشاط كان ولا يزال من ألوان التراث، الذي يلقى رواجاً واهتماماً كبيرين، ويجد تفاعلًا مرضياً من قبل الطلبة، كما أوضح علي خليفة السبوسي مدير المركز، وبخيت العميمي، والمدرب التراثي صالح البريكي، فيما نظم مركز الوثبة مسابقة لليولة، ونظم مركز العين مسابقات ثقافية أبرزت معرفة الطلبة بالألغاز والأمثال الشعبية، بينما نظم مركز السمحة برنامج تلي ماتش، أشعل حماسة مختلف الطلبة بما خلقه من أجواء حماسية بين الفرق المتنافسة، إذ أكد أحمد إبراهيم الحمادي مدير المركز أهمية الأنشطة الرياضية والترفيهية ضمن برامج الملتقى، فيما أوضح المشرف سيد الفضالي رغبة الطلبة بمثل هذه الأنشطة التي تخلق تنوعاً، تجدد الحماسة والنشاط لدى الطلبة، كما أشار زميلاه سالم سويد المنصوري ومحمد سعود إلى حرص النادي على تنوع أنشطة ملتقياته، بحيث تقدم للطلبة المعرفة والتجربة العملية وتنمي لديهم المخزون الثقافي والحس الوطني، وتكسبهم ما أمكن من اللياقة البدنية، وتوفر لهم المتعة والترفيه. وفي اليوم نفسه كانت مجموعة من ميادين جزيرة السمالية تحتضن عدداً كبيراً من طالبات المركزين النسائيين، في كل من أبوظبي والسمحة، حيث حفل برنامجهن بالأنشطة التراثية، مثل ركوب الهجن والألعاب الشعبية والأكلات الشعبية والحناء، والأشغال اليدوية، التي شهد فناء بيت علي بن حسن التراثي معظمها، إضافة إلى الأنشطة الترفيهية مثل الطائرات الورقية والرسم على الوجوه، على أن يكون يوم الخميس القادم، من نصيب المراكز النسائية وحدها. زيارات علمية وأوضح حسن الحمادي منسق عام الملتقى، أن فعاليات الملتقى تتوزع ميادينها ما بين جزيرة السمالية التي تشهد بكثافة أنشطة الأسبوع الأول، وبين مواقع مراكز النادي ومرافقها التي ستشهد معظم أنشطة الأسبوع الثاني من الملتقى، مبيناً أن برنامج الملتقى يوفر للطلبة زيارات علمية ومعرفية لبعض المؤسسات، ورحلات ترفيهية، بحيث نقدم لهم الوجبات التراثية ضمن باقة منوعة وجاذبة كي نحافظ على تعلقهم بأنشطة النادي، وعلى تفاعلهم معها، وتقبلهم لعناصر الأصالة في تراثنا، جنباً إلى جنب مع ما يحيط بهم من عناصر حداثة جاذبة ومتسارعة. نقلة نوعية بيّن سعيد على المناعي، مدير إدارة الأنشطة أن النادي في ملتقياته التي تحتضن معظم فعالياتها جزيرة السمالية، إنما يسعى لنقل الطلبة نقلة نوعية من أجواء الحداثة وعناصر التكنولوجيا التي تستحوذ على اهتمام الشباب إلى الأجواء التراثية التي نصمم برامجها بعناية، ويشرف على تنفيذها نخبة من الخبراء والمدربين التراثيين والمشرفين، فنوفر لهم بيئات وأجواء قلما تتوفر في أماكن أخرى، فجزيرة السمالية هي محمية طبيعية وبيئية، قبل أن تكون أم الميادين التراثية، مثل الإبل والفروسية والأنشطة البحرية المختلفة، ففيها ممشى القرم المشهور، والكثير من الحيوانات والطيور والأشجار المتنوعة والمباني التراثية، الأمر الذي يسهل على الطلبة تفاعلهم مع ما نقدمه لهم من برامج تراثية، ويسرّع في وصولنا إلى غاياتنا في النادي من تعليم هؤلاء الطلبة الكثير من المفردات التراثية، والعادات والقيم التي هي من صلب سمات مجتمعنا الأصيل، وتعزيز الآداب والأخلاق الحميدة في سلوكاتهم، التي تسعى قيادتنا للحفاظ عليها سمة لهذا المجتمع، إلى جانب ما يتفاعل به الطلبة من تمسك بتراثنا الوطني والاعتزاز به وبقيادتهم، الأمر الذي نراه يخدم هويتنا الوطنية بمنهج تعليمي تربوي وبشكل مدروس.

مشاركة :