أثبت الفنان القدير غسان صليبا نفسه كأحد أعمدة المسرح الغنائي في لبنان وفي العالم العربي ككل. ففي رصيده الكثير من الأعمال التي حققت نجاحات مدوية ورسمتْه في نظر الناس كـ «فنان قائد» يقود أعماله الفنية إلى بر الأمان. صليبا أب لولدين، وسام وزياد، وقد قادهما أيضاً إلى بر الأمان حيث يسيران الآن في درب الفن بكل عزم وثقة. عن وسام، اعتبر صليبا في حوار مع «الراي»، أنه كان مظلوماً نوعاً ما في مسلسل «مثل القمر»، معتبراً أن «بإمكانه العطاء أكثر فهو يملك كل الإمكانات اللازمة لتجسيد أي شخصية مهما بلغتْ درجة صعوبتها». وعن نفسه، لفت إلى أن المسرح الغنائي ملعبه، مؤكداً أنه لا يعمل في مسرحية إن لم تتضمن أغنيات، عازياً الأمر إلى أن المسرح الغنائي هو الذي يجذب الجمهور الكبير وهو الذي ينتظره الناس. وتوجه صليبا خلال الحوار إلى دولة الكويت، التي وصفها بـ «الغالية»، بالقول: «أحترم كثيراً الدولة التي توجد فيها ديموقراطية. وقد أصبح هناك دور أكبر للمرأة في السياسة الكويتية، وهذا البلد هو من أوائل بلدان الخليج تطوراً»، كاشفاً عن أن أوبرا «عنتر وعبلة» ستُقدم في دار الأوبرا في الكويت في 25 فبراير المقبل ولعرض واحد فقط. • ونحن في سنة جديدة، كيف كان العام 2016 بالنسبة إليك؟ - كان جيداً، فقد قدمتُ خلاله أعمالاً مهمة تركتْ أثَراً طيباً عند الجمهور. في المقابل سأعمل على إصدار أغنيتين جديدتين في بداية 2017، إحداهما خاصة بي، أما الأغنية الثانية فهي على شكل «دويتو» غنائي سيجمعني بابني وسام. • أخبرنا أكثر عن هذا «الدويتو»؟ - الأغنية من كلمات وألحان الفنان سليم عساف وتوزيع داني حلو. وجاء هذا «الدويتو» استجابةً لطلب الناس، وذلك بعدما قدّمتُ ووسام أغنية «وطني بيعرفني» في برنامج «ديو المشاهير»، وحققتْ الكثير من الأصداء الإيجابية في كل أنحاء العالم العربي. الأغنية جميلة جداً وإن شاء الله تنال رضى الجمهور. وأعتقد أنها ستكون إطلالة مميزة لكلينا. • وماذا عن المسلسل الذي سيجمعك مع وسام أيضاً وهو من إنتاج «مروى غروب» ويُعرض رمضان المقبل؟ - لم أوافق بشكل نهائي على مشاركتي في العمل لأنني لم أقرأ السيناريو حتى الآن، لكن إن شاء الله «يكون هذا المسلسل على قد ما منحلم نقدّم للدراما اللبنانية»، وأن يتمتع بمستوى جيد على كافة الأصعدة. العمل الدرامي كأيّ عمل فني آخر، يجب أن تكتمل جميع عناصره حتى يصل إلى الشكل الذي نتمناه له. • وما العنصر الأهم في العمل الدرامي؟ - النص بالتأكيد. • كيف وجدتَ الأعمال الدرامية التي قُدمت خلال 2016؟ - الدراما اللبنانية تعاني من ناحية الإنتاج، فالقنوات التلفزيونية في لبنان تعاني اقتصادياً، ولهذا السبب يعملون في الدراما بما هو متوافر لديهم. أتمنى أن نشهد تعاوناً بين شركات الإنتاج وأن يعملوا مع بعضهم البعض بهدف الارتقاء بالمستوى وتقديم دراما جميلة وأهمّ من الذي يتم تقديمه الآن، وهو مقبول «وما بقدر أقول عنه عاطل»، لكننا نطمح للأفضل بالتأكيد. • ومسلسل «مثل القمر» أليس عملاً سيئاً؟ - العمل تضمن أخطاء كثيرة ويجب أن نكون موضوعيين هنا، سواء مع أنفسنا أم مع الناس، ولذا لا أستطيع القول إنه عمل كامل الأوصاف وأن أكذب بذلك على الناس. وكنت أتمنى لو أنهم أخذوا وقتاً أكثر في تنفيذ هذا العمل سواء من ناحية الكتابة أو الإخراج أو حتى أداء الممثلين. • وما تقويمك لأداء ابنك وسام بطل المسلسل؟ - وسام كان مظلوماً نوعاً ما في هذا العمل، إذ بإمكانه العطاء أكثر فهو يملك كل الإمكانات اللازمة لتجسيد أي شخصية مهما بلغتْ درجة صعوبتها. • لذلك نلاحظ دعمك لوسام في مشواره الفني وعلى كافة المستويات؟ - «أكيد بدعمه»، فجميعنا في المنزل ندعم بعضنا البعض وهذا طبيعي. أنا مؤمن بموهبة وسام الفنية، وهذا رأي كل الناس حتى، وهو الذي دخل إلى قلوبهم بسرعة، وهذه أول خطوة في مشوار أي فنان، وهي الأصعب. الله أعطى وسام كاريزما جميلة وملفتة بالإضافة إلى القبول عند الناس، وهو شخص مثقف وتعب كثيراً على نفسه، كما أنه متواضع. وبالتالي كل هذه الصفات تكاملتْ مع شهاداته وخبراته العملية والحمد لله نجح. • هل أنت راضٍ عن نفسك كأب؟ - أكيد. مَن يُرِد تحمل مسؤولية عائلة وأن يكون أباً، يجب أن يعي تفاصيل هذه المسؤولية ويوجه أولاده على الطريق الصحيح، ويستطيع أن يدعمهم لآخر الحدود في الأعمال التي يختارونها عن قناعة وحب. لا أعتقد أنني قصّرتُ مع أولادي في هذا الموضوع ولن أقصّر أبداً في المستقبل، فأنا حاضر دائماً وجاهز لمساعدتهم «وهيدا الشي ما إلي بالجميلة فيه، فكل أب المفروض يعمل هيك». عندما يمارس الرجل أبوّته بالشكل الصحيح والسيدة تمارس أمومتها بالشكل الصحيح أيضاً، يَنتج عن ذلك عائلة متماسكة، والأولاد حكماً سيصلون إلى تحقيق طموحاتهم. فالدعم العاطفي والمعنوي مهم جداً، حتى أنه أكثر أهمية من الدعم المادي، لأن الولد المدعوم عاطفياً ومعنوياً من عائلته يستطيع مواجهة صعوبات الحياة بقوة أكبر وتَماسُك أشدّ. • عملتَ مع الكاتبة منى طايع في مسلسل «وأشرقت الشمس» وهو الذي حقق نجاحاً كبيراً. لماذا لم يتكرر التعاون بينكما؟ - ليس من الضروري إذا نجحنا في عمل سوياً أن يتكرر هذا الموضوع دائماً، خصوصاً أنه كان لديّ توجُّه آخر حيث كنتُ مرتبطاً بعمل مسرحي، وبالتالي لم أكن قادراً على العمل في الدراما وهي التي تتطلب وقتاً طويلاً من الممثل. وفي النهاية كل إنسان حرّ في خياراته. • وما تقييمك لمسلسل «أمير الليل» الذي كتبته منى طايع؟ - بصراحة لم أتابعه، لأنه يُعرض في الوقت نفسه مع مسلسل «مثل القمر»، لكنني أشجّع الفنان رامي عياش على التمثيل. وحتى من دون متابعتي للمسلسل أقول إنها خطوة جميلة وجيدة منه، ودائماً تأتي الخطوة الثانية في التمثيل أفضل من الأولى والإنسان يتطور في النهاية. • وكيف تجد نصوص منى طايع؟ - منى كاتبة كبيرة، وكان لي الشرف بالتمثيل في مسلسل «وأشرقت الشمس». منى عظيمة في كتاباتها وأكيد أتمنى أن نتعاون سوياً مرة أخرى وهي في النهاية لا تحتاج إلى شهادة مني فأعمالها تتكلم عنها. • قلت إنك ستُصدِر أغنية خاصة بك في بداية 2017، ماذا عنها؟ - الأغنية من كلمات وألحان الفنان سليم عساف وتوزيع داني حلو، وهي ستبصر النور في 2017 ونحن لم نضع لها عنواناً حتى الآن. • ما المميز فنياً في سليم عساف؟ - سليم شخص متعاون ولطيف، والتعاون معه مريح، وهذا الكلام ينطبق أيضاً على الموزع داني حلو. سليم عساف «شبعان» من التراث اللبناني ومن الأغنية اللبنانية الأصيلة، ولهذا تشعر بأن جملته امتداد للماضي. • كيف تقيّم الوسط الفني خلال العام 2016؟ - في أكثريته أقلّ من عادي، لكن يبقى هناك 20 في المئة جيّدون، فأنت تسمع وترى ماذا يُقدم من أعمال. • كانت لك تجربة في التلحين في السابق إلا أنها لم تتكرر فما السبب؟ - «ما بعرف والله، ما عندي سبب»، كما أنني لم أعط ذلك كل الوقت والاهتمام، لكن العمل في هذا المجال وارد لديّ في المستقبل. • وماذا عن نشاطاتك المسرحية؟ - هناك نص مسرحي بين يديّ الآن، لكن «مش الظاهر أنه رح فوت بهالتجربة في هذا الوقت». • ما السبب؟ - ربما نوعية القصة، وربما الأحداث. أشعر أن الموضوع المطروح في هذا العمل ليس وقته الآن. هناك عمل مسرحي آخر، وهو الذي ستتضح معالمه قريباً. • لا تعمل إلا ضمن المسرح الغنائي، ما السبب؟ - أكيد. لا أعمل في مسرحية إن لم تتضمن أغنيات. المسرح الغنائي هو الذي يجذب الجمهور الكبير وهو الذي ينتظره الناس، وله نكهة مختلفة وهو ملعبي في النهاية. • مَن ينظر إلى أعمالك المسرحية يجدها في الغالب موقّعة من آل الرحباني فما السبب؟ - لأنهم الأهمّ في المسرح الغنائي على صعيد العام العربي، «وعم تساقب» أن الأعمال المهمة التي تُقدم لي هي منهم. هناك صداقة وعِشرة عمر في ما بيننا وهذا أكيد، لكن في الموضوع الفني «ما حدا بيساير»، و«عم تساقب» أنهم يقدمون لي أعمالاً ترضي طموحي الفني. • بماذا تتوجه إلى دولة الكويت؟ - إلى دولة الكويت الغالية أقول: «أحترم كثيراً الدولة التي توجد فيها ديموقراطية. وقد أصبح هناك دور أكبر للمرأة في السياسة الكويتية، وهذا البلد هو من أوائل بلدان الخليج تطوراً». وهنا أعلن عبر جريدتكم الكريمة أن أوبرا «عنتر وعبلة» ستُقدم في دار الأوبرا في الكويت في 25 فبراير المقبل ولعرض واحد فقط.
مشاركة :