«أرفض قطعياً أن أجسد دور امرأة لعوب»! إنها الفنانة غدير السبتي، معربةً عن حرصها الشديد في انتقاء أدوارها، وكاشفةً الغطاء عن رفضها الصارم لتجسيد الشخصيات الوقحة، ومتباهيةً بأنها خلال مسيرتها الفنية قدمت نحو 8 أعمال، في حين رفضت نحو 20 عملاً أخرى، مبررةً ذلك بقولها: «أحرص على اختيار الأعمال التي تضيف إلى مسيرتي، ولا أهتم بعدد أعمالي أو بالعائد المادي»! «الراي» تحاورت مع السبتي، وسألتها عن معايير أخرى تختار أدوارها من خلالها، وما الأدوار التي تتمنى أن تجسدها، وهل تقبل الظهور كضيفة شرف، ومن الممثلات اللاتي تتخذهن قدوة لها، ولماذا؟ ومتى يمكنها التهاون بشأن أجرها، حيث أزاحت السبتي النقاب عن دور جديد مغرق في الشر تعتزم تقديمه في عملها الجديد وتقول إنها ستدمر خلاله عوائل وتؤذي أشخاصاً، معرِّجةً على شخصية «الزوجة الخائنة» التي جسدتها في عمل سابق لها، وما الذي دفعها إلى قبولها وقتذاك... إلى جانب تفاصيل أخرى تحدثت عنها السبتي في ثنايا هذا الحوار: • خلال مشوارك الفني قدَّمتِ ثمانية أعمال تقريباً، لكن اللافت أنكِ رفضتِ عشرين عملاً، فماذا يعني ذلك؟ - هذا شيء حقيقي... وأنا أراه طبيعياً بالنسبة إليّ، لأنني أبحث عن العمل الذي يضيف قيمة وتجربة ثرية إلى رصيدي، كما أحرص على أن يكون له أثر في الواقع وصلة بالأحداث الجارية، ومنذ بداياتي لا أقبل أي دور من نوع «تحصيل الحاصل». • لكن الفنان يحتاج إلى أعمال كثيرة في البداية من أجل تحقيق الانتشار وتثبيت قدميه على الساحة؟ - لكنني اخترت منذ بدايتي أن أسير بهذه الطريقة، حيث دأبت على أن أرفض أي عمل لا أشعر بأنه سيترك بصمة عند المشاهد، أو أنه سيلقى اهتمامه وإعجابه، فهذا هو ما يُحتَسب في رصيدي، وبصراحة أنا لا ألتفت إلى الأمور المادية، بل أبحث عن القيمة المعنوية. • وماذا إن عُرض عليكِ دور كضيفة شرف لكن مؤثر، كما فعلتِ في مسلسل «في عينها أغنية»؟ - هذا عمل استثنائي، إذ كنت أريد أن أعمل مع المخرجة هيا عبدالسلام... وقبلت بأن أكون ضيفة شرف من أجل هيا. • قد يظن البعض أن هذا نوع من الغرور؟ - لا بل هو واقع، وهذا ما تعلمتُه من ثلاث فنانات كبيرات، وهن سعاد عبدالله وحياة الفهد وهدى حسين. هن الوحيدات منذ بدايتهن لم يقبلن إلا أدوار البطولة، وأثبتن أنفسهن، وأظهرن طاقات إبداعية كبيرة. • هل تتخذين منهن قدوة لك في مسيرتكِ الفنية؟ - نعم بالفعل. فهن قطعن مشاوير طويلة متعددة الجوانب والألوان، وتحمّلن الكثير من التعب والمشقة حتى وصلن إلى القمة. وهذا ما سوف أسعى إليه، وأضع كلاً منهن نصب عيني، فأنا أعتبرهن قدوتي فنياً... منهن تعلمت الإصرار وعدم التهاون في الكيف والكم. • ألا تخشين أن يغضب البعض منك؟ - مع خالص احترامي للجميع... وأتمنى ألا يأخذ أحد كلامي «بكيفه»! • أنتِ معروفة بأنكِ لا تنشغلين بالماديات؟ - هذا ما تعلمه عني. أحياناً أتهاون في الأجر نوعاً ما من أجل دور أعجبني، وأحياناً أدفع من جيبي الخاص على مستلزمات الشخصية التي أجسدها، ولديّ وظيفتي الحكومية وأحوالي جيدة، لكن هذا ليس معناه أن أسمح لنفسي بالتهاون في حقي المادي في كل مرة. • وما الأدوار التي لا يمكنكِ قبولها؟ - أي دور يحمل إساءة. مثلاً، دور المرأة «اللعوب»، وكذلك لا أحب الشخصيات التي تتسم بجرأة غير مقبولة أو تتمادى في الوقاحة. • لكنكِ قدمتِ في أحد أعمالك دور الزوجة الخائنة؟ - ارتكبتُ الخيانة بالفعل، لكنني لم أكن وقحة، ولم أخدش الحياء نهائياً. من المستحيل أن أقدم دوراً وقحاً. • وما الدور الذي تتمنين تجسيده؟ - أتطلع إلى تأدية دور امرأة معاقة أو بها «علة»، أي مريضة أو تعاني عجزاً في حياتها من نوع ما، لكنها تعمد إلى الإصرار والمثابرة، لتثبت نفسها، وتنجح في أن تحقق هدفها، لأن هناك أشخاصاً يحملون إعاقات صعبة، لكنهم أيضاً يملكون مواهب كبيرة وقدرة على مواجهة الصعاب، وتحقيق إنجازات يصعب على الإنسان العادي تحقيقها. كما أتمنى تقديم الأدوار المركبة. • هل تريدين دوراً على غرار دورك في مسلسل «ثريا»، وهو أول عمل لك، ومن الصعب تكراره؟ - بالفعل، لن يكون من السهل تكرار هذا الدور. • وماذا عن جديدك الفني؟ - هناك عمل جديد أتوقع أن يكرهني الناس بسببه. • هذا جواب يردده العديد من الممثلين، فيتحدثون عن دور جديد، لكننا نراه مكرراً؟ - لا، ليس كذلك. لأن الشخصية التي أتحدث عنها شريرة للغاية بالفعل، وتعمل العجب العجاب في أخيها، وكل من حولها، إلى حد أنها تدمر عوائل وتهدم شخوصاً بسبب أفعالها.
مشاركة :