قالت الحياة (24 ديسمبر): إن عضو مجلس الشورى الموقر الدكتور/ عبدالله الفيفي قد أكدّ أن (محاربة الفساد بكل صوره، والهدر المالي العالي من الشركات والدوائر الحكومية وكبار المستهلكين سيكون المصدر الأكبر لرفع إيرادات الدولة وخفض العجز...) واضح أن الكلمة السحرية لحل مشكلات العالم الأزلية هي (محاربة الفساد)! الفساد هو الصفة الأولى البغيضة التي أثارتها الملائكة حين أنبأهم الخالق عز وجل بأمر استخلاف الإنسان في الأرض، فقالوا مستغربين: (أتجعل فيها مَن يُفسد فيها ويسفك الدماء؟)، إذًا الفساد هو أم الخبائث على هذا الكوكب، وهو عنوان عريض لأدوار مختلفة متنوعة بتنوُّع المجتمعات ومرتبطة بتراثها وثقافاتها وقناعاتها. والفساد الذي يعنيه عضو مجلس الشورى هنا مرتبط بالمال العام، وبالرشوة، وبسوء استغلال السلطة مما يؤدي في نهاية المشوار إلى نتائج وخيمة مرهقة للمجتمع ولأجياله القادمة. من هذه النتائج ما لا تُخطئه العين من شاكلة المشروعات الرديئة التي تذهب من باطن إلى باطن حتى تنتهي مسخًا مُشوَّهًا ومنتجًا لا يستحق أحيانًا ربع أو خمس ما دُفع لإنشائه. ومن نتائجه ثراء فاحش يصيبه موظف بسيط أو كبير مما لا يُصدّقه عقل ولا يقبله منطق. ومن نتائج الفساد الواضحة مطارات هزيلة المستوى مُتأخِّرة التصنيف، وطرقات مليئة بالحفر والمطبات، وأحياء عشوائية بالجملة، ومستشفيات في معظمها ضعيفة الإمكانيات كثيرة الأخطاء: سرير التنويم فيها نادر والصبر على بؤسها لازم. ومن نتائجه المروّعة غياب وسائل نقل عام لائقة وغير لائقة. هذا الفساد الذي ينهش جسد المجتمع يراه الناس ولا يرونه، بمعنى أن الفعل حاصل والفاعل دائمًا مجهول؛ إلاّ من أحرف مبهمة من شاكلة م. ع. ص، أو رئيس ناد سابق، وأمين مدينة أسبق. وحين يتحجّم الفساد ويتراجع، تكبر الثقة في الاقتصاد الوطني وتنمو، ويقبل رأس المال من كل حدبٍ وصوب، فتكثر المشروعات ويزداد رأس المال المستثمر، وترتفع مستويات توليد الوظائف، وتعود رؤوس الأموال المهاجرة. كل ذلك يصبّ في مصلحة الوطن وتحقيق الرؤية بل كل الرؤى الإيجابية دون الحاجة إلى تدخُّل جراحي، قد يُسبِّب للمواطن قلقًا في الحاضر، وخوفًا على ذريّته في المستقبل. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :