الفساد: أشكال تتوالد! | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 8/24/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ظاهرة محيرة جداً تحدث في بلادنا الغالية بصورة مذهلة. إنها ظاهرة توالد صور الاحتيال لأكل أموال الناس بالباطل طوعاً أو كرهاً. وأحسب أنها لن تتراجع قريباً طالما أن ردة الفعل المناوئة لها بطيئة جداً، بل أبطأ من سلحفاة تسير في صحراء قاحلة. وإليكم إحدى هذه الصور المؤلمة.. هي ما أطلق عليها ظاهرة (الترميش). والتي هي تحت الدراسة من قبل لجنة ثنائية مكونة من وزارتي الداخلية والتجارة (المدينة 6 يوليو). أما «المرمّش»، فيشتري بالأجل سيارة من صاحبها بسعر أقرب إلى الخيال بشرط واحد هو مكمن الفرس وآلة الاحتيال. الشرط أن لا يدفع للمالك قرشاً في الحال. وإنما بعد سنين. وهكذا يجمع «المرمش» عدداً من السيارات الفارهة وغير الفارهة، ثم يبيعها بالمزاد العلني عاجلاً ليقبض مبالغ طائلة، ثم بقية (السالفة) معروفة.. فص ملح وذاب. وصورة أخرى محتملة هي لجوء (بعض) الموظفين المتنفذين إلى مطالبة بعض المراجعين والمحتاجين بمنحهم قروضاً مالية مقابل تمرير معاملاتهم، هي قروض فقط، والقرض جائز، لكن مع إكراه واضح، هنا لا شبهة في رشوة، ولكن نجوم الظهر أقرب إلى السداد لاحقاً. وآخرون لا يترددون في طلب خدمات في المقابل دون أن يدخل جيبه قرش واحد، وكأنه يمارس التقوى في أقصى صورها وأجمل معانيها. وأما أنواع الخدمات فمتعددة، كل منها يحتاج إلى ثلة من الأبالسة للتفكير فيها. ذلكم مثلاً موظف يطلب بكل أدب ولباقة تذاكر سفر إلى أوروبا على الدرجة الأولى شاملة العائلة الكريمة مع الإقامة في فنادق 5 نجوم (فل بورد). وآخر يرغب من مراجع قادر تمويل حفل زفاف ابنه أو حفل تكريم لرئيسه على أن يسدد التكاليف لاحقاً. ولاحقاً هي النجوم في عز الظهر. هل يستحيل كشف هذه الصور المريعة دون تدخل مباشر من الضحايا الذين يدفعون رهباً وخوفاً على مصالحهم وطمعاً في معاملة أفضل في مستقبل حياتهم من الموظف (التقي النقي)!! الكارثة الكبرى أن هذا المد العفن سيستمر نمواً إذا لم نسمع عن عقوبات رادعة مصحوبة بتشهير قارع وفضائح مزلزلة، فهؤلاء (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله). salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :