الدروس الخصوصية.. إضعاف للعقول واستنزاف للجيوب

  • 1/8/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق:سيد زكي يلجأ بعض أولياء الأمور إلى الدروس الخصوصية، معتبرين إياها طوق نجاة لهم قبل أبنائهم، نظراً لانشغالهم عن متابعة أبنائهم دراسياً، أو ربما رغبة في زيادة تطوير الطالب لتدني مستواه الدراسي، أو ربما تدني رواتب المدرسين في بعض المدارس الخاصة، مما أسهم بشكل كبير في زيادة الإقبال على الدروس الخصوصية، التي أصبحت ظاهرة اجتماعية اختلفت الآراء في تقييمها، بعضهم يراها جشع المعلمين ويراها آخرون اضطرارية لأنها مفيدة تغطي التقصير في المدرسة، أو المتابعة من قبل أولياء الأمور، أو الحل السحري لصعوبة المناهج الدراسية. ارتبطت ظاهرة الدروس الخصوصية بشكل كبير بفترة الامتحانات، أو زيادة في التحصيل بأخذ جرعة مكثفة من المعلومات قبل الامتحانات، فضلاً عن لجوء بعض الأسر خاصة المقتدرة مادياً- إليها منذ بداية العام الدراسي، لاعتقادها أنها الفيصل في عبور الأبناء للمراحل الدراسية اللاحقة، ولكن هناك مطالب عدة بالتصدي لهذه الظاهرة المرهقة مادياً.. كما يؤكد البعض أنها تقوض مهارات الطالب وتضعف قدراته بشكل تدريجي على التحصيل العلمي.. الخليج تناقش أبعاد المشكلة في السطور التالية. حل مؤقت وليس جذرياً قالت هيام أبو مشعل مستشارة أسرية ونفسية: إن ظاهرة الدروس الخصوصية حل مؤقت وليست حلاً جذرياً فهي أشبه بالمسكن ولكن تبقى المشكلة كبيرة وترجع إلى عدة أسباب منها أن الطالب ليس لديه تأسيس جيد منذ بداية مراحل التعليم وعدم فعالية التعليم أكاديمياً وتربوياً منذ الصغر، إضافة إلى عدم الاستفادة من المعلمين. فعالية المدرسين عدم فعالية المدرسين بسبب أنهم غير مؤهلين تربوياً وأكاديمياَ وليس لديهم القدرة على الإبداع في توصيل المعلومات للطلبة، وعدم التخصص وعدم القدرة على التعامل مع الطلبة، فضلاً عن صعوبة بعض المناهج. التدليل الزائد للطلبة منذ الصغر، وعدم تربيتهم على تحمل المسؤولية والاعتماد على الغير والاتكالية من الأسباب التي تدفع الكثير من الطلبة إلى التوجه للدروس الخصوصية، فضلاً عن البيئة الأسرية الخالية من التوجه الأسري والإرشاد وغياب الأب والأم، وبالتالي يتعود الطالب على مدرس يساعده، حتى إن الظاهرة انتشرت حتى في بعض الجامعات. ومن الأسباب أيضاً أن الدروس الخصوصية تزداد في فترة الامتحانات بسبب الشعور بالخوف من الامتحانات لدى بعض الطلبة. وشددت بأن الأسرة لها دور كبير في انتشار الظاهرة إلى جانب المدرسة حول أهمية تنظيم الوقت وتدريب الطلاب على الاعتماد على النفس وتنمية قدراتهم وخلق بيئة مدرسية أو أسرية محفزة للتحصيل الدراسي. قالت فاطمة عبد الله الدربي رئيسة مجلس أولياء الأمور بدبي ونائب رئيس مبادرة سفراء الإيجابية: إن ظاهرة الدروس الخصوصية تقلل من قدرة النظام التعليمي على الاحتفاظ بثقة الطلبة وبالمدرسة كمؤسسة تعليمية تهدف إلى تأدية رسالتها على أكمل وجه، فضلاً عن أنها تسبب أعباء اقتصادية واجتماعية على أولياء الأمور. ولفتت إلى أن هذه الظاهرة تشكل خطورة كبيرة حيث إنها لا تتيح للطلبة الفرص المتكافئة من الناحية التحصيلية وتؤثر في سلوكهم إذ تبعدهم عن الجو الصفي والمشاركة الجماعية في دروس المدرسة. قال فاروق شبلاق ولي أمر إن الدروس الخصوصية داخل المدارس خلال الوقت الحاضر أصبحت واقعاً ملموساً وحاجة ضرورية لمعظم أولياء الأمور، وذلك لعدة أسباب منها عدم وجود بيئة تعليمية تدريسية بشكل كامل للمعلم حتى يقوم بتأدية دوره بشكل كامل على الرغم من المحاولات والقوانين والتشريعات التي سنتها الوزارة مؤخراً. المدارس تخلق المشكلة وتقول ولية الأمر سهاد العزاوي، إن ابنها لجأ للدروس الخصوصية بعدما وصل للصف الثاني عشر، على الرغم من أنه متفوق دراسياً وإنما أراد ألا يتأثر مستواه العلمي، لافتة إلى أن شرح المدرس في الدروس الخصوصية أفضل بكثير من المدرسة، مؤكدة أن المدارس هي من تدفع أولياء الأمور للجوء إلى الدروس الخصوصية.وأشارت إلى أن الدروس الخصوصية ضرورة في بعض الحالات منها انشغال الأبوين عن متابعه أبنائهما وضرورة للطلاب المتعثرين دراسياً. ورفضت دعاء محمد الدروس الخصوصية من الأساس، مؤكدة بأنها استنزاف لجيوب أولياء الأمور من جهة وتقصير واضح من إدارات بعض المدارس من جهة أخرى، إضافة إلى الآثار السلبية في الطالب وخصوصاً علاقته التفاعلية مع المدرسة. وشددت على أهمية أن يأخذ الطالب دروسه من المدرسة بشكل كامل وأكاديمي حتى يتعود على روح الفريق، وقالت إن أولياء الأمور يعتبرون الدروس الخصوصية الحل الأمثل لتفوق أبنائهم، كما أنها البديل لعدم وجودهم وتعويض عن غيابهم وانشغالهم معظم الوقت. علي حسن: المدرس يتحمل المسؤولية بعد تحسن أوضاعه أكد علي حسن مدير منطقة عجمان التعليمية أن تناول قضية الدروس الخصوصية من انتشارها أو عدم انتشارها يعود بالأساس إلى أمانة المدرس المؤتمن على تأدية واجبه المهني والتربوي بكل أمانة تجاه الطلبة أثناء فترة العمل الرسمية، مبيناً أن تحميل المسؤولية للمدرس يعود إلى عدة مقاييس منها أن وزارة التربية والتعليم وفرت خلال الفترة الأخيرة المناخ التربوي والاجتماعي والمادي له بما يحفظ تأمين حياة كريمة له على أرض دولة الإمارات دون الحاجة إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية. وأكد أن أولياء الأمور يتحملون قسطاً من تفشي هذه الظاهرة التي تكبر عادة خلال فترة امتحانات الفصول الدراسية كنتيجة حتمية لسببين أولها عدم شعور أولياء الأمور بتحسن مستوى أبنائهم من خلال الفترة الرسمية للدراسة، والثاني أن الجري وراء تحصيل معدلات عالية لعدم متابعة الوالدين طوال العام للطالب أو انشغالهما في الأعمال. وأكد أن اتجاه أي مدرس للدروس الخصوصية في الوقت الحاضر يعد بمثابة عدم التزام بالعهد التربوي والمهني والأخلاقي المتعلق بمهنة التدريس التي هي بطبعها من أعظم المهن على الإطلاق.

مشاركة :