الدروس الخصوصية «ماراثون» سنوي يستنزف جيوب الأسر

  • 6/10/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق:جيهان شعيب أيام قليلة وتنطلق امتحانات نهاية العام الدراسي، ومع القلق الذي بدأ يظلل البيوت، والرهبة التي تتملك الطلبة منها، بدأ سباق سنوي آخر في الانطلاق ألا وهو «ماراثون» الدروس الخصوصية، التي تعد بورصة تتصاعد نسبة العوائد منها، ويتسابق فيها معظم المدرسين الخصوصيين؛ لتحقيق مكاسب مضاعفة، والضحية في كل الأحوال هم أولياء الأمور، الذين يستنزفون تماماً، ويرغمون تحت طائلة الخوف من رسوب الأبناء، إلى الاستعانة بمدرسين؛ لتعويضهم ما فاتهم من دروس، ولتقويتهم في ما يصعب عليهم تحصيله، أو بالأحرى ما لم يستذكروه من الأساس. الدروس الخصوصية بمنزلة سوق يتواجد على مدار العام الدراسي، وينشط بشكل كبير قبيل انطلاق الامتحانات، فيما سلبياتها تتعدى إيجابياتها، من تعويد الطلبة على الاتكالية، وإهمال التحصيل الجيد في الفصل الدراسي، فضلاً عن إرهاق كاهل الأسر متوسطة وضعيفة الدخل، بكلفة الدرس الخصوصي الواحد، الذي يلتهم معظم ما في جيب رب الأسرة، فما بالنا إذا كان الابن بحاجة إلى أكثر من درس خصوصي، في مواد مختلفة. عن ذلك لفت محمد راشد رشود رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في دبا الحصن إلى أنه بالرغم من منع وزارة التربية والتعليم للدروس الخصوصية، إلا أنها لا تزال مستمرة، وباتت ترهق كاهل أولياء الأمور مادياً؛ بسبب جشع بعض المدرسين ومبالغتهم في الأسعار، قائلاً: اتجهنا كمجلس أولياء الأمور إلى عقد دروس تقوية لطلاب وطالبات المدينة بأسعار رمزية؛ لتخفيف العبء عن أولياء الأمور من استغلال مدرسي الدروس الخصوصية، ونأمل أن نجد حلاً للقضاء على الظاهرة بالتعاون مع أولياء الأمور، وإدارات المدارس.ومما لا شك فيه أن النجاح والتفوق هدف من الأهداف الأساسية لدى طلابنا وطالباتنا، وكذلك أسرهم،؛لذا لابد من التهيئة الكاملة للأبناء؛ لأداء امتحاناتهم بيسر وسهولة؛ من خلال مساعدتهم على تنظيم وإدارة الوقت، والعناية بالغذاء الصحي، وتجنب القلق، والنوم الكافي الذي يعد من أسباب النجاح والتفوق.ولابد أيضاً من تكاتف الجهود للتهيئة النفسية، وعدم تصديق الشائعات التي تكثر قبيل الامتحانات على وسائل التواصل الاجتماعي، ويطلب من الأسر القيام بدور مهم في تهيئة الأجواء للأبناء خلال فترة الامتحانات، ومتابعتهم وإعطائهم الثقة بالنفس؛ لأنها تعد عاملاً مهماً وأساسياً لتكون الامتحانات عادية، كما عليهم تخصيص غرف مريحة للمذاكرة بعيدة عن الضوضاء، وعدم الإزعاج، والابتعاد قدر الإمكان عن المشاكل الأسرية. ظاهرة منتشرة وقال د. علي الطنيجي أمين السر العام في مجلس أولياء أمور المنطقة الوسطى: الامتحانات على الأبواب، ومعها تقترب سوق الدروس الخصوصية، التي يعدها البعض ظاهرة سلبية؛ حيث لا تعبر سوى عن جشع وطمع المدرسين، وسعيهم للكسب السريع، ولقد أصبحت ظاهرة خطرة، ومثار حديث الكثير من المسؤولين والتربويين، حول كيفية التخلص منها؛ لما لها من مساوئ جمة على الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، من ذهاب المعلمين إلى البيوت، ما يتسبب في وقوع الكثير من المشكلات، ويحد من تحقيق أهداف العملية التعليمية، والوصول إلى الغايات المنشودة.وتعود ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية في المجتمع الإماراتي، إلى صعوبة بعض المواد العلمية، مع ضيق الوقت المخصص للمعلم، ما يسهم في صعوبة إيصاله المعلومة الدراسية التي يدرسها، إلى طلبته في الفصل الدراسي، إلى جانب صعوبة الامتحانات الشهرية للطلاب، بما يجعلهم غير قادرين على فهم المادة الدراسية، الأمر الذي يضطرهم للدروس الخصوصية؛ للتقوية في تلك المادة أو تلك. كما أن الطالب يعد عاملاً مؤثراً في انتشار هذه الظاهرة وتقويتها، وقد يرجع هذا إلى وجود منافسة بين الطلبة عامة؛ للحصول على درجات مرتفعة في المادة الدراسية، الأمر الذي يجبر العديد منهم للالتحاق بمجموعات الدروس الخصوصية؛ حيث يعدونها سمة من سمات التفاخر والمباهاة أمام زملائهم، وبيان المقدرة المادية، والوضع الاقتصادي المتيسر، كما أن بعضهم يرى أن أخذ دروس خصوصية عند معلم ما يسهم في حصوله على درجات عالية منه، دون أن يدرس أو يكثف من دراسته، الأمر الذي يضعف الطالب، ويزيد من إهماله للمواد الدراسية. والحقيقة أن الدروس الخصوصية ظاهرة استشرت في حياتنا اليومية، ولم يعد للأسرة منها أي مهرب، ومهما واجهت من تأييد أو استهجان، فذلك لا يغير من طبيعة حضورها في حياتنا بهذا الشكل الكبير، الأمر الذي يتطلب من وزارة التربية والتعليم البحث في أسبابها، ونتائجها، وإيجاد الحلول المناسبة للأسرة التي لا تستطيع أن تمنع أبناءها عن تلك الدروس.ومن بعض الحلول التي يمكن أن تساهم في الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية، وجوب حرص المعلمين بشكل خاص على تقديم المعلومات كافة في الفصول الدراسية، وبالسرعة المتوازنة مع العام الدراسي، والسماح للطلبة بالمناقشة، على أن يتم استخدام المدرسة كمركز يتم فيه إعطاء الدروس للطلاب الضعاف، الذين يحتاجون إلى تقوية، مقابل أجور رمزية للمعلمين الذي يقومون بالتدريس، تحت إشراف وزارة التربية والتعليم. مجموعات تقوية وقالت نعيمة حمدان نائبة رئيس مجلس أولياء الأمور في كلباء: لا شك أن الدروس الخصوصية هم يثقل كاهل وميزانية أولياء الأمور، ويوقعهم في أزمة مادية كبيرة لاسيما قبيل فترة الامتحانات، في حين يتسابق المدرسون نحو تحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية منها، بتجميع أكثر من طالب في مكان واحد، لضرب عصفورين بحجر واحد، وبالتالي تتحول إلى شبه فصل دراسي يعقد في منزل أحد الطلبة المجتمعين!!والمشكلة في السعر الذي يفرضه المعلم على الدرس الخصوصي لمادته، فإذا كانت مادة علمية فالساعة بكذا، والمادة الأدبية بكذا، هذا إلى جانب الدرس الخصوصي في أية لغة من لغات المنهج؛ لذا فالحل يأتي أساساً من المدارس بتنظيم مجموعات تقوية دورية على مدار العام الدراسي، وتقييم المستوى التحصيلي للطلبة، وإلزام أصحاب المستوى الضعيف بالالتحاق بالمجموعات نظير رسوم رمزية. آلية للتقييم وأكد خالد الغيلي عضو لجنة الأسرة في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، أن الدروس الخصوصية تستنزف بشكل كبير دخل الأسر متوسطة الدخل والأقل، وتسهم في تعويد الطالب الاتكالية والاعتماد على المدرس الخصوصي في المنزل عن تحصيل واستيعاب الدروس في الفصل المدرسي، قائلاً: أعتقد أن وزارة التربية والتعليم لها دور في ذلك؛ لاعتمادها في تقييم المعلمين على مجموعة من الاختبارات والأنشطة، دون الوقوف على مدى استفادة الطلاب دراسياً منهم، لاسيما والكثير منهم لا تصلهم المعلومة الدراسية بالشكل الجيد، والمطلوب، والمفترض، مع احتمالية تغاضي بعض المعلمين عن أهمية توصيلها للجميع؛ لذا ينبغي إيجاد آلية معينة لاختبارهم من خلال الطلبة، ولابد من اعتبار أي قصور دراسي يعانيه الطالب من مسؤولية المعلمين، فضلاً عن أن تكدس الفصول بأعداد كبيرة من الطلبة، يعد من أسباب لجوء الأسر للدروس الخصوصية؛ للاطمئنان إلى المستوى الدراسي للابن؛ لذا لابد من تثقيف الأسر بأهمية الاعتماد على معلمي المدارس، ولابد من اهتمام المدارس الحكومية باختيار المعلمين المتميزين في التدريس، وأصحاب الخبرات الطويلة، والمؤهلين جيداً في مجالهم.

مشاركة :