تصيب بعض الناس حالة نزيف الأنف مرة واحدة في مرحلة من حياتهم على الأقل، ومعظمنا أصيب بهذه الحالة على مدار حياته وفي أعمار مختلفة، وقد تأتي هذه الحالة أثناء النوم، ويشعر بها الشخص ويقوم على الفور في محاولة سريعة لوقف هذا النزيف، وهذه الحالة من الأمور الشائعة والتي لابد من معرفة الكثير عنها، وعن أسبابها، وكيفية إيقاف هذا النزيف ومدى خطورته، وهل يعد حالة طبيعية أم أن وراءه مشاكل صحية. ذلك النوع من النزيف يطلق عليه بعض المتخصصين الرعاف، وقد يأتي هذا النزيف لبعض الأشخاص في صورة حادة وشديدة ويستمر النزيف مدة أطول، لدرجة أنه يمتد إلى حوالي 16 دقيقة، وفي بعض الحالات الأخري يأتي النزيف بسيطاً وضعيفاً ولا يستمر طويلاً، وأيضاً قد تكون حالة النزيف متكررة لدى البعض أو قد تكون حالة واحدة فقط ومفاجئة، وفي غالب حالات نزيف الأنف يكون الأمر غير ضار ولا يستدعي الانزعاج، ويسهل السيطرة عليه وإيقافه تماما، إلا في حالات محددة. تشير العديد من الدراسات إلى أن هناك بعض حالات من الأشخاص يصابون بحالة نزيف الأنف بصفة مستمرة، ومن هذه الحالات من لديهم تشوه في الغضروف بين المنخرين، وبالتالي يكون الحاجز الأنفي لديهم غير طبيعي يميل إلى الانحراف، ما يجعل هؤلاء الأشخاص عرضة للإصابة بهذا النزيف بصفة خاصة، وفي غالب الحالات يحدث النزيف الأنفي من المنطقة الأمامية السفلى لحاجز الأنف، وهو جدار مرن ونصف صلب مهمته الفصل بين فتحتي الأنف، وتنتشر على جدار هذا الحاجز أوعية دموية لتغذية الخلايا والأنسجة، وأي احتكاك قوي في هذا الحاجز أو عند حدوث ضربة قوية أو صدمة به، أو جرحه بأظافر اليد ممكن أن تنفجر هذه الأوعية الدموية، ما يسبب خروج الدم من فتحة واحدة إلى الأنف الأمامية، ويبدأ النزيف أثناء الوقوف أو الجلوس، ويطلق عليه اسم النزف الأمامي وهو أحد أنواع نزيف الأنف، أما في حالة النزف الخلفي وهو النوع الثاني لنزيف الأنف وهو قليل الحدوث، يصيب المنطقة الخلفية للأنف، وفيه يتدفق الدم بكميات كبيرة إلى الخلف عبر فتحة الأنف الخلفية ويصل إلى الفم والحلق والبلعوم، في أي وضع للمصاب به، وقد يبلعه المريض، وهذا النوع أخطر من النوع الأول وغالباً ما يصيب الكبار البالغين، ويمكن أن يشخصه بعض الأطباء بطريقة خاطئة، مثل أن يكون هذا النزيف صادراً عن الجهاز الهضمي أو المعدة. حساسية الشعيرات الدموية يفسر حدوث نزيف الأنف بفرط حساسية الشعيرات الدموية الموجودة على سطح وبطانة الحاجز الأنفي، باعتبارها شبكة كثيفة ومهمتها ووظيفتها الأساسية هي تكييف الهواء الداخل إلى الرئتين وجعل درجة حرارته مناسبة للجسم، حيث تبلغ درجة حرارة الجسم في الحالات الطبيعية 37 درجة مئوية، والهواء في محيط المكان إما بارداً يصل إلى 20 درجة وحتى 33 أو ساخناً أكثر من 37 درجة، وبالتالي تعمل شبكة الشعيرات الدموية على ضبط درجة هذا الهواء الداخل للجسم، وذلك حتى لا يسبب ضرراً للرئتين، وهذه الشعيرات الدموية حساسة لأي مؤثرات خارجية، وضعيفة وهشة بصورة كبيرة، نتيجة تكوين جدارها الرقيق ووجودها على سطح الحاجز، ولذلك ربما ينفجر أي جزء من هذه الشعيرات تحت أي سبب بسيط وبسهولة، ويسبب حدوث نزيف الأنف الرعاف. من الفئات الأكثر عرضة لهذا النوع الأطفال والذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين إلى اثنتي عشرة سنة، وذلك على اعتبار أنهم يتحركون باستمرار ولديهم طاقة ونشاط زائد، ويتعرضون للسقوط والكدمات في الأنف، وأيضاً يتعرضون لبعض أمراض الحساسية التي تسبب النزيف الأنفي، وغيرها من الأسباب الأخرى. إيقاف النزيف توضح النصائح الطبية بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها في حالة الإصابة بنزيف الأنف المفاجئ، في محاولة سريعة لإيقاف هذا النزيف ومعالجة الأمر منزلياً، ومن هذه الخطوات أن يكون المصاب بالنزيف في حالة من الهدوء، لأن العصبية والتوتر تزيدان من حدة النزيف واستمراره، حيث يجب على المصاب الجلوس على الكرسي محافظاً على وضع الاستقامة، وتبدأ الخطوات الفعلية لوقف النزيف 3 خطوات بإمالة الرأس إلى الأمام، وهناك اعتقاد خطأ ومتكرر لدى الكثير من الأشخاص عند الإصابة بنزيف الأنف يميلون بالرأس إلى الخلف، ولكن العكس هو الأصح، وذلك حتى لا ينزف الدم ويتجه إلى الخلف، ثم يضغط المصاب أو أحد المساعدين على الأنف جيداً بأصبعين فيغلقها تماما مع الضغط القوي مدة تتراوح ما بين أربعة دقائق إلى ثمان دقائق، وفي هذه الحالة سوف يتنفس من الفم طول فترة الضغط على الأنف، ثم يترك الأنف بعد المدة المحددة فإن توقف النزيف يبدأ في الخطوات الأخرى، وإن استمر النزيف يضغط بأصابعه مرة ثانية على الأنف مدة أطول من الفترة السابقة، ثم يترك الأنف وهكذا حتى يتوقف النزيف، ثم بعد ذلك يمكن أن يضع كيساً من الكمادات الباردة أو كيساً من الثلج على الأنف، في محاولة لمساعدة الشعيرات الدموية على الانقباض وعدم تدفق الدم منها، ويقف النزيف تماماً. تحذيرات وتدابير وقائية بعد الخطوات السابقة والتي أدت إلى توقف نزيف الأنف، يجب الامتناع عن بذل أي مجهود يرفع من ضغط الدم على الأنف أو انفعال أو احتكاك في الأنف أو لمس الشعيرات الدموية بالأصابع أو الأظافر في محاولة إزالة الدم المتخثر عليها، او التمخط بطريقة حادة وقوية تزيل الدم المتجلط من على الشعيرات، وأي إزالة لهذه التخثرات أو التجلطات الصغيرة الشعيرات يؤدي إلى عودة نزيف الأنف مرة ثانية، ويجب اتخاذ هذه التدابير والامتناع عن هذه المحاذير فترة تصل إلى 10 ساعات متواصلة على الأقل، حتى لا يتكرر النزيف ويخسر المصاب جزءاً من دمه في وقت قليل، ثم يسعى المصاب بنزيف الأنف إلى توفير بيئة رطبة للأنف عن طريق تنفس الهواء البارد، وعدم التعرض للبخار الساخن أو الهواء الجاف الدافئ، كما يمكن وضع بعض الكريمات المرطبة للحفاظ على الشعيرات مدة طويلة وعدم تكرار النزيف، وتنصح الأبحاث بعدم استعمال أي أنواع من قطرات الأنف التي تحتوي على مادة الأدرينالين، وذلك لأن نزيف الأنف إذا كان ناتجاً عن ارتفاع حاد في ضغط الدم، فإن مادة الأدرينالين سوف يكون لها تأثير ضار وأعراض جانبية جسيمة على المصاب، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الموت، ولذلك لا يتم استعمال نقاط الأنف من هذه الأنواع إلا بعد استشارة الطبيب الذي يحدد أسباب النزيف الحقيقية، ويشخص الحالة ويقرر العلاج المناسب لكل حالة على حدة، فليس كل المصابين بنزيف الأنف يجدي معهم علاج واحد، ولكن لكل حالة أسباب وعوامل مختلفة تماماً عن الأخرى. استشارة الطبيب تنصح الكثير من الدراسات في حالة الإصابة بنزيف الأنف الحاد والمتكرر ضرورة استشارة الطبيب على الفور، وعدم معالجة الأمر كما أشرنا سابقاً، وأيضاً يجب اللجوء للطبيب المختص في بعض الحالات، ومنها في حالة استمرار نزيف الأنف لدى الشخص أكثر من 18 دقيقة متواصلة وبصورة شديدة، وهناك حالات يصل فيها فترة النزيف إلى 25 دقيقة متواصلة، ويلاحظ المريض أن الدم يتسرب إلى البلعوم على الرغم من محاولات إيقافه الصحيحة، في هذه الحالة لا يتردد المصاب في الذهاب إلى الطبيب المختص لإيقاف نزيف الدم، حتى لا يضعف المصاب بسبب فقدان كميات كبيرة من الدم، وأيضاً في حالة نزيف الأنف الشديد بسبب حادث تصادم سيارة أدى إلى كسر في عظام أنف الشخص وتهتك كبير في الأنسجة، وبالتالي حدوث نزيف مستمر وحاد من الأنف، كما تحذر النصائح من إهمال تكرار نزيف الأنف أكثر من خمس مرات على مدار الأسبوع الواحد من دون سبب واضح، إذ لابد من الذهاب إلى المختص وعرض الأمر واتخاذ اللازم لمعرفة أسباب هذا النزيف، وكذلك في حالات الأشخاص الذين يتناولون أدوية وأقراص سيولة الدم وأصيبوا بنزيف الأنف، وتكرر النزيف أكثر من مرتين في اليوم عليهم اللجوء إلى الطبيب لمعالجة الأمر، واتخاذ التدابير اللازمة لوقفه، فقد يؤدي في هذه الحالة إلى النزف أثناء النوم وفقد كميات كبيرة من الدم والتعرض للخطر. عوامل مساعدة تشير التجارب العلمية السابقة إلى الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بظاهرة النزيف الأنفي ومنها الإصابة بحساسية الأنف، والتعرض لإصابة وكسر في عظام الأنف أو كدمات في الأنف أو سقوط واصطدام الأنف، وأيضاً ارتفاع درجات حرارة الجو وتغير الفصول من العوامل التي تسببه، كذلك بعض الأشخاص ممن يستخدمون الأظافر بطريقة عنيفة تجرح الشعيرات الدموية وتسبب النزف، وقد تسبب التهابات الإنفلونزا الحادة نزيف الأنف أو حالة الجفاف أيضاً، وانحراف الحاجز الأنفي التشوهي، واستخدام الإسبرين الذي يسبب سيولة الدم. مسببات وأمراض سجلت منظمة الصحة العالمية مرض ارتفاع ضغط الدم كأحد مسببات حدوث نزيف الأنف ومن أعراضه ويعد هذا السبب من أكثر الأسباب شيوعاً والتي تؤدي إلى حدوث نزيف الأنف لدى الأشخاص البالغين، وقد تسبب أمراض الفشل الكلوي واختناق صمامات القلب نزيف الأنف ويمكن أن تؤدي عملية التمخط القوي إلى انفجار الشعيرات الدموية والإصابة بنزيف الأنف وكذلك أمرض الدم مثل الهيموفيليا، وتناول أنواع من المخدرات، والإصابة بورم خبيث في التجويف الأنفي.
مشاركة :