خطورة أواني الطهي على صحة الإنسان حديث ممتد؛ حيث احتار الكثير من الناس حول استخدام خامات أواني الطهي، فكلما ظهر نوع جديد كثر الكلام حول مدى ملاءمته لصحة الإنسان، من حيث عدم الإضرار ومن ناحية تأثيراته السلبية المتراكمة مع طول فترة استخدام هذا النوع من أدوات الطهي، وقد يكون هناك نوع متعدد الأشكال والإضافات يراعي ضخ منتجات ذات ألوان زاهية وجذابة للسيدات، بعض هذه المنتجات من نفس النوع آمن الاستخدام، والبعض الآخر نتيجة إضافة بعض المواد الكيميائية يصبح غير آمن. تقبل بعض السيدات على بعض الأنواع الجديدة في الأسواق من أواني الطهي من دون علم بأضرارها أو مدى صلاحيتها للاستخدام الآمن للصحة العامة، كل ما يهم النساء الألوان والموديلات الأحدث والمقاسات التي تناسبها، من دون الالتفات إلى عوامل الصحة والأمان في الاستعمال، وهل لهذه الأواني أثر على الغذاء؟، وهل تتسرب إلى الغذاء بعض مركبات هذه الأواني؟، وما هي أضراره على المدى البعيد من الاستخدام؟، كلها أسئلة تدور في أذهان ربات البيوت، وسوف نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال الأبحاث والدراسات التي أجريت على بعض هذه الأواني، ونوضح الأضرار التي يمكن أن تسببها على صحة الإنسان، وأيضاً مدى ملاءمتها للاستخدام الآمن، فقد كثرت أنواع هذه الأواني، ما خلق حالة من الحيرة والارتباك حول النوع المناسب من هذه الأواني التي يمكن أن نستخدمها، واختلفت وتضاربت الآراء حول الأنواع المضرة والجيدة. إبداع في الأشكال نتناول بالتفاصيل تأثير استخدام أواني الطهي السيراميك الجديدة على صحة المستخدمين من كافة الجوانب؛ حيث انتشرت هذه الأواني بشكل ملحوظ في الأسواق وبدأت تستحوذ على مساحة كبيرة من المبيعات، نتيجة الإبداع في الأشكال والألوان الجديدة لهذه الأواني، ما جعلها محط أنظار العديد من قطاعات المجتمع، ومع صدور آراء كثيرة تقول إنها آمنة تماما في الاستخدام لطهي الأطعمة، زاد الإقبال عليها في تجهيزات المطابخ، وفي استخدام المطاعم والمحلات الكبرى، ونراها في حلقات الطهي في كثير من برامج الطبخ التليفزيونية، وكان لبعض العوامل الأخرى تأثير في زيادة هذا الإقبال؛ حيث ثبت أن بعض الأواني التقليدية شائعة الاستخدام والتي تعتبر من الخامات الرئيسية على مستوى العالم، يمكن أن تتسرب بعض المواد الكيميائية الداخلة في تصنيعها إلى المواد الغذائية التي تطهى بها، وهذه المواد سوف تؤثر بشكل ما، على عمل الهرمونات التي يفرزها الجسم، غير أن بعض المعالجات لهذه الأدوات يمكن أن تجعلها آمنة بعض الشيء أيضاً. السيراميك من الزجاج توضح الدراسات الحديثة أن السيراميك مادة مصنوعة من الزجاج الذي يتم تحويله عن طريق استخدام مستويات معينة من درجات الحرارة العالية، وذلك حتى يتحول الزجاج إلى مادة صلبة شبيهة بالكريستال الناعم، الذي يتضمن عدة ميزات، من ضمنها أنها لا تجعل الطعام يلتصق بها، وتتحمل أيضاً أواني السيراميك درجات الحرارة العالية، مع مميزات سهولة التنظيف من دون استخدام أدوات خشنة في عملية التنظيف حتى لا تحدث حالة من التقشير في الطبقة السطحية للسيراميك، ومن أهم مميزات هذا النوع من الأواني أنه غير قابل للتفاعل مع الطعام أثناء الطهي ولا تسريب أي مواد كيماوية مضرة إلى الطعام، إلاّ في حالات معينة سوف نشرحها بالتفصيل، كما أنه يقاوم التآكل ولا يصدأ ولا تحدث به الملاعق أية خدوش أثناء عملية تناول الطعام، كما أنه يعتبر من الأواني التي لا ينتقل التيار الكهربائي من خلالها، فهي مادة عازلة للكهرباء، ومن الأواني جيدة التوصيل لدرجات الحرارة إلى الطعام بداخلها، وتعمل على توزيع الحرارة بالتساوي في جوانبها، وفيها تحتفظ الأطعمة بمذاقها ونكهتها الخاصة داخل هذه الأواني، كما يمكن استعمالها في كافة طرق الطهي، مثل استخدامها في أفران الغاز أو في الميكروويف من دون قلق. الألوان الزاهية حذرت الدراسات والأبحاث الحديثة من استخدام بعض الأنواع من أواني الطهي السيراميك؛ حيث تضاف بعض المواد التي تسبب ضرراً بالغاً على صحة المستخدمين، وذلك لتلوين بعض منتجات هذه الأواني بمختلف الألوان الزاهية التي نراها في الأسواق، فهذه الألوان نتاج بعض المواد الكيميائية الضارة والتي من السهل التفاعل مع الأطعمة أثناء عملية الطهي، ومن المركبات والعناصر الكيميائية التي تستخدم وتضاف إلى أواني السيراميك الملونة مركبات الرصاص والكادميوم، فهما من العناصر التي تدخل فى صناعة بعض أصباغ وألوان الزجاج السيراميكي، ومن المعروف طبياً أن عنصر الرصاص عندما يتراكم في الجسم يصيب الإنسان بالتسمم، وبالتالي يحدث تأثيراً سلبياً على بعض أجهزة الجسم، والأطفال أكثر الفئات تضرراً، فمادة الرصاص تؤثر على إنتاج كرات الدم الحمراء، ما قد يسبب بعض التلف في الكبد والمخ والكليتين، كما تتراكم في الجسم على المدى البعيد، ثم يقوم الدم بامتصاصها وتوصيلها إلى أجهزة الجسم المختلفة، والدم يقوم بتخزين الرصاص مع بعض المعادن الأخرى في عظام الجسم، إلى أن يتراكم بكميات أكبر وأكثر تأثيراً على صحة الإنسان، ويوجد الرصاص أيضاً في بعض الأواني الزجاجية، وقد يسبب تراكم الرصاص ظهور مجموعة من المتخلفين عقلياً والأغبياء أيضاً، في حالة التعرض إلى كميات عالية من الرصاص. المواصفات القياسية بالإضافة إلى أواني السيراميك التي لا تتفق مع المواصفات القياسية الآمنة، وتستخدم مواد رديئة الصنع، وتقضى على مميزات السيراميك الجيدة في إعداد الطعام، كذلك توجد بعض المنتجات من أواني السيراميك لا تخضع لأي تجارب، وينتج عن ذلك أمراض ومشاكل صحية في جسم الإنسان على المدى البعيد والقريب أيضاً؛ حيث تكثر بهذه الأواني كمية الرصاص التي تضر ضرراً كبيراً بصحة الإنسان، وتُنصح السيدات اللاتي يرغبن في استعمال الأواني المصنوعة من السيراميك التأكد من أن هذه الأواني خالية تماماً ولا تحتوي على مادة الرصاص، كما أن بعض أواني السيراميك رخيصة السعر لها نفس الأضرار الجسيمة على صحة الإنسان. تسمم الرصاص يؤدي استعمال أواني السيراميك الملونة والرديئة الصنع والتي لا تخضع لأي مقاييس جودة للتفاعل مع بعض أنواع الأغذية والمشروبات؛ حيث تتسبب بعض الأغذية والأطعمة الحمضية مثل الليمون والبرتقال والطماطم في زيادة كميات الرصاص المنبعثة من هذه الأواني نتيجة بعض التفاعلات معها، وكذلك بعض الأطعمة التي يضاف إليها بعض كميات من الخل أثناء الطهي تزيد أيضاً من كمية الرصاص في الغذاء، بالإضافة إلى أن عنصر الرصاص يتسرب ويدخل في بعض السوائل الساخنة مثل الشاي والنسكافيه والقهوة والمشروبات الأخرى، وذلك بمستويات أعلى من السوائل الباردة، وكما ذكرنا أن التسمم بالرصاص يكون على فترات طويلة بعد التراكم بكميات في العظام ما يؤدي إلى حدوث مشاكل وقصور في عملية النمو عند الأطفال، وكذلك التأثير على القدرة على الاستيعاب والتعلم، وينتقل إلى الأجنة عبر الأم وتسبب لهم ضرراً أيضاً قبل عملية الولادة، ولذلك تنصح كل الدراسات والأبحاث بالتأكد من أن أواني السيراميك خالية تماماً من معدن الرصاص، وأيضاً يجب أن يكون الوعاء مطلياً بطبقة من الزجاج النظيف الشفاف. عنصر الكادميوم يشير الكثير من الدراسات إلى الخطر الجسيم الذي يمكن أن تتعرض له صحة الشخص مع تراكم وكثافة المعادن الثقيلة داخل جسم الإنسان بوتيرة سريعة، ومعدن الكادميوم من هذه العناصر الثقيلة التي تتواجد في بعض أواني السيراميك الملونة، وأيضا الرديئة الصنع، وقد صنفت المراكز الطبية العالمية معدن الكادميوم من العناصر السامة على الإنسان، حيث كشف الكثير من الأبحاث والدراسات أن عنصر الكادميوم من المواد شديدة السمية على الإنسان والكائنات الحية أيضا، وقد يصاب بعض الأشخاص بحالة من التسمم المزمن عند التعرض لكميات قليلة من هذا المعدن الثقيل ولكن على فترات ممتدة، حيث أثبت العديد من الدراسات خطورة هذا المعدن في بعض أواني السيراميك على صحة المستخدم، ونصحت بعدم استخدام أي أوانٍ من هذا النوع يمكن أن تكون محتوية ولو على كمية ضئيلة من معدن الكادميوم الثقيل، لشدة ضرره على المدى الطويل، وخصوصاً في حالات الصغار، فلا فائدة لشكل أو لون الأواني إذا تم مقارنة ذلك بالأضرار التي يمكن أن تسببها أواني السيراميك الملونة.
مشاركة :