أصدرت جمعية جراحي الصدر بالولايات المتحدة إرشادات جديدة تتعلق بالتطبيقات السريرية، توصي باستخدام الاجتثاث الجراحي لعلاج الرجفان الأذيني، وهو أكثر أنواع اضطرابات ضربات القلب شيوعاً. نشرت تلك التوصيات بحوليات جراحة الصدر بعد عامين من الجهود المبذولة بواسطة متخصصين في ذلك المجال الطبي، ويقولون إن تلك الإرشادات صدرت بعد أن تزايدت الأدلة على مدى أمان وفعالية الاجتثاث الجراحي في علاج حالة الرجفان الأذيني. وهي حالة يؤدي فيها اضطراب الإشارات الكهربائية بالقلب إلى اهتزاز أو ارتجاف الجزأين العلويين بالقلب(الأذينين) والذي يؤدي بدوره إلى اضطراب إيقاع التواصل بين الأذينين والبطينين(الجزأين السفليين بالقلب) فتبدأ الأخيرة بتسارع الضربات ومن دون إيقاع منتظم، ويمكن أن ينتج عن تلك الحالة تكون الجلطات الدموية والسكتة الدماغية وفشل القلب وبعض أمراضه الأخرى، ووفقاً لجمعية القلب الأمريكية، فإن ترك الحالة من دون علاج يضاعف من خطورتها، أما عن جراحة الاجتثاث فقد وجد أن لها تأثيرات جيدة على المدى البعيد، حيث إنها تحسن ضربات القلب وتحسن معه حياة المريض اليومية، كما أنها تقلل خطر التعرض للسكتة الدماغية، ويطمئن الأطباء إلى أن الأدلة الحالية تشير إلى أنها عمليات يمكن أن تجرى من دون حدوث مضاعفات كبيرة. يقوم الطبيب أثناء الجراحة بإحداث قطع محدد وبدقة كبيرة بالقلب، تتكون بعده أنسجة الندبة الناتجة عن القطع، والتي توقف الإشارات الكهربائية غير الطبيعية، كما أنه ينشئ مسارات محكمة بالقلب لتتبعها الكهرباء ويعود معدل ضربات القلب إلى طبيعته ؛ ويشدد الجراحون على أن سلامة الجراحة تكون بثلاث طرق بداية بعملية الأذين المفتوح، حيث يكون الأذين الأيسر أو الغرفة العليا بالقلب مفتوحة بالأساس، كما يحدث في عمليات إصلاح الصمام أو استبداله، أو عمليات الأذين المغلقة، حيث لا يكون الأذين الأيسر مفتوحاً كعمليات ترقيع الشريان التاجي، أما الطريقة الثالثة فهي الجراحة المستقلة أو القائمة بذاتها لغرض الاجتثاث لعلاج الرجفان الأذيني، وجاءت التوصيات بأن تجرى عملية الاجتثاث مع عملية الصمام التاجي، أو مع عمليات أخرى بالقلب لاستعادة انتظام معدل ضربات القلب، أو أن تجرى مستقلة عندما يصعب علاج الرجفان الأذيني بواسطة العلاجات أو قسطرة الاجتثاث.
مشاركة :