روي في الحيث القدسي:«اذا اردتم رحمتي فارحموا خلقي» رواه الترمذي قمت بنشر إعلان لطلب مساعدات مالية لسداد نفقات مستشفى بيطري، حيث تقوم إحدى صديقاتي بمساعدة الحيوانات الضالة تقدم لها المساعدة الطبية، وتحاول ايجاد المأوى الدائم المناسب لها داخل أو خارج الكويت. وللأسف تراكمت عليها الديون. ولم تعد قادرة على السداد. فأتاني رد على الإعلان من أحد المتابعين:«كيف تجمعون تبرعات لقطط وكلاب الشوارع وهنالك من يتضور جوعا في بلدي الذي يعاني من ويلات الحرب... عجبي»! التاريخ يشهد للكويت وللكويتيين جميعاً مواقفهم الخيرية المشرفة. لليوم أتذكر في ثمانينات القرن الماضي وقفنا حدادا على شهداء فلسطين في المدرسة وجمعنا للاجئين التبرعات المادية والعينية. هل تذكرون الحصالة التي طبعت عليها صورة الطفل الأفريقي وكتب عليها«من يمسح دمعة هذا المسكين؟»كنا نتسابق لتعبئتها بالنقود وتسليمها للجمعيات الخيرية لتصل بأسرع وقت ممكن للمحتاجين. هل تذكرون حملة التبرعات لإغاثة لاجئي البوسنة والهرسك وغيرها الكثير الكثير من التبرعات التي جمعت للدول المنكوبة وللمحتاجين في مختلف أنحاء العالم. رحمة الله تعالي لم تخصص لكائن دون غيره، ولا لشعب محدد ولا لفئة دون غيرها. هناك من هو مشرد، جائع ومن يحتاج للرعاية الصحية وإحساس الأمان. ومما لا شك فيه ولا يقبل المناقشة أنه من الواجب تقديم يد المساعدة. ولكن هذا لا يمنع من أن تتوزع المهام لتغطي أكبر شريحة من المحتاجين. كل شخص يعمل في مجاله ولن ينتقص هذا من نصيب أحد والله لا يضيع أجرأحد. ختاما... ما يحصل في العالم أجمع من عنف وإرهاب، نراه ويراه أبناؤنا، يؤثرعلينا وعليهم، فإن كنا نخاف على أطفالنا من قساوة القلب يجب أن نعلمهم الرحمة والعطف. هنالك من دخلت النار بسبب هرة، و زانية غفر الله لها بسبب كلب، فماذا برأيكم عن من يهزأ بمن سّخرها الله لمساعدة حيوانات مريضة مشردة، ويحقر ما تقوم به؟
مشاركة :