يبدو أن العلاقات الأمريكية الروسية قد تعود مجددًا لمرحلة الحرب الباردة بعد ثبوت تدخل روسيا وبإشراف مباشر من الرئيس فلادمير بوتين للتأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما أكده تقرير مشترك لأشهر وأقوى 3 أجهزة استخبارية أمريكية (وكالة المخابرات المركزية CIA ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ووكالة الأمن القومي NSA). التقرير الذي حصلت على نسخته الكاملة من 25 صفحة، يؤكد أن الحملة الروسية للتأثير على الانتخابات الأمريكية كانت متعددة الجوانب، معتبرًا أن جهود التأثير هي الأكثر جرأة في الولايات المتحدة حتى الآن. وظلت المعلومات حول الاختراقات الروسية للانتخابات الأمريكية تتسرّب ببطء، إلى أن صدر يوم الجمعة الماضي أول تأكيد استخباراتي رسمي، عن أن الاختراق كان تحركًا روسيًا رسميًا يستهدف ترجيح كفة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية. ويتضمن التقرير تقييماً تحليلياً تمت الصياغة والتنسيق بشأنه بين وكالة المخابرات المركزية CIA ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ووكالة الأمن القومي NSA، معتمدًا على معلومات مخابراتية تم جمعها ونشرها من قبل الوكالات الثلاث. وشمل التقييم دوافع ونوايا موسكو بشأن الانتخابات الأمريكية واستخدام موسكو لأدوات تقنية المعلومات والحملات الإعلامية للتأثير على الرأي العام الأمريكي. وفيما يركز التقييم على النشاطات التي تستهدف انتخابات الرئاسة الأمريكية للعام 2016، يشرح التقرير كيفية وتفاصيل الاختراق الروسي بما في ذلك عمليات التجسس والتنصت والإختراقات التي قامت بها الإستخبارات الأمريكية لتكشف تورط الرئيس الروسي مباشرة في الإعداد والتأثير بطرق مختلفة على سير العملية الانتخابية في أمريكا. التقرير أكد أن الجهود الروسية للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية في العام 2016 تمثل تعبيراً عن رغبة موسكو المزمنة لتقويض النظام الديموقراطي الليبرالي بقيادة الولايات المتحدة، ولكن هذه النشاطات أظهرت تصعيداً مهماً فيما يتعلق بالعمل المباشر ومستوى النشاط ونطاق هذه الجهود مقارنة بالعمليات السابقة. وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بتنفيذ حملة تأثير في العام 2016 موجهة ضد انتخابات الرئاسة الأمريكية، وتهدف روسيا من ذلك إلى تقويض الثقة العامة في العملية الديموقراطية الأمريكية وتشويه سمعة الوزيرة كلينتون وتقليل فرص انتخابها المحتملة. كما تشير تقديراتنا إلى أن بوتين والحكومة الروسية أظهرا تفضيلاً واضحاً للرئيس المنتخب دونالد ترامب. وإن ثقتنا في إصدار هذه الأحكام لا يرقى إليها الشك. وأكدت الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية أن بوتين والحكومة الروسية أبديا رغبتهما في دعم فرص ترامب الانتخابية حيثما كان ذلك متاحاً عن طريق إضعاف الثقة في هيلاري كلينتون وترجيح كفة ترامب عند المقارنة بينهما. ولفت التقرير أن موقف موسكو خلال الحملة تطور استناداً إلى فهم روسيا للاحتمالات الانتخابية للمرشحين الرئيسيين. وعندما تبين لموسكو أن كلينتون من المرجح أن تفوز في الانتخابات بدأت حملة التأثير الروسية التركيز بشكل أكبر على تقويض فرص فوزها بمنصب الرئاسة. وأضاف: لقد اتبعت حملة التأثير الروسية استراتيجية لإرسال الرسائل تمزج بين العمليات المخابراتية الخفية (مثل أدوات تقنية المعلومات) وجهود خفية تقوم بها الوكالات الحكومية الروسية ووسائل الإعلام الممولة من الدولة وأطراف ثالثة وسيطة ومستخدمي الوسائط الاجتماعية الذين يتلقون أجراً على ذلك. ويجزم التقرير: إن روسيا، شأنها شأن الاتحاد السوفيتي السابق، تتميز بتاريخ معروف في تنفيذ حملات التأثير السرية التي تركز على انتخابات الرئاسة الأمريكية وتستخدم موظفي وعملاء المخابرات والتغطيات الصحفية لتشويه صورة المرشحين الذين يُنظر إليهم كأعداء للكرملين. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فالتقرير الذي أعدته أهم ثلاثة أجهزة استخبارات أمريكية خلص إلى أن موسكو ستقوم بتطبيق الدروس المستفادة من حملتها التي تم تنفيذها بناءً على أوامر من بوتين في عمليات التأثير المستقبلية على نطاق العالم، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة وعملياتهم الانتخابية. اضغط هنـــا للاطلاع على كامل التقرير بلغته الأصلية.
مشاركة :