“حافلة” هزمت لواءً.. وضربت معنويات جيش لا يُقهر

  • 1/10/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن- متابعات: قال تعالى: وقذف في قلوبهم الرعب.. مشهد زلزل الجيش الذي يعتبر البعض أنه لا يقهر، وملأ الرعب جنود الاحتلال عندما رأوا تلك الشاحنة تغزوهم مثل الصقر، ليتفرقوا عن بعضهم بغية النجاة، وهذا ما حدث فعلاً عندما قاد ذلك الشاب الفلسطيني المقدسي شاحنته ليدخل بها وسط تكتل من الجنود الإسرائيليين ليقتل 4 ويصيب ما لا يقل عن 15 بعضهم في حالة خطيرة. الجنود الإسرائيليون هم أشد الناس حرصاً على الحياة، لذلك كان الهدف الوحيد لديهم هو النجاه بأرواحهم بغض النظر عن مبدأ الزمالة. دنيا الوطن تعرفت على الحالة النفسية للجنود الذين فروا من أمام الحافلة، وخرجت بالتحليل التالي: أكد أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة الأقصى بغزة د. درداح الشاعر، أنها محاولة لإنقاذ النفس والحياة، لأن هناك قاعدة تقول درء المكاره مقدم على جلب المنافع، وبالتالي أهم شيء في الإنسان أن يبعد عن نفسه المكاره، لافتاً إلى أنه في الأصل هناك مجموعة من التدابير يتصرف بموجبها الجندي لأن له ميزة خاصة تختلف عن الإنسان المدني. وقال في لقاء خاص مع دنيا الوطن: قال الله تعالى: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ)، هذا يعبر عن أن الإنسان الإسرائيلي هش من الناحية النفسية، ويسعى لحماية ذاته بغض النظر عن التبعات النفسية المترتبة على ذلك، حيث إنه من الناحية الدينية والعقائدية فإن هناك حرصاً على الحياة، وبالتالي هناك حالة من الهلع والرعب التي اعترت المجتمع الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، فالصورة المثالية للجندي الإسرائيلي لم تعد موجودة في ذهن الإنسان الفلسطيني عل الأقل، فهو الذي يعاني وتغشاه حالات من الهلع الشديد، حتى لو لم تكن هناك حافلة، فمجرد وجود إشاعة تنشر هنا أو هناك ترى إسرائيل كلها في حالة من الهلع والهرب الجماعي. وبين الشاعر أن جبن الإنسان الإسرائيلي هو مرتبط بفطرته وطبيعته، نظراً لشدة حرصه على الحياة، لافتاً إلى أن حالة الضعف التي سادت المجتمع العربي هي التي جعلت له هذه الصورة، لافتاً إلى أن الجنود الإسرائيليين لم يتوقعوا مثل هذه الصدمة والجرأة في الإقدام، لكن هم يتجمعون كخشب مسندة، مفسراً ذلك أنه لا يعني أنهم متحدون أو أنهم أقوياء، وإنما يتجمعون مع بعضهم لدرء حالة الخوف والهلع التي يشعرون بها لعلهم يشعرون بدرجة من التماسك النفسي، معتبراً أنه حتى لو تجمعوا أو تفرقوا فإن الخوف والرعب يملأ نفوسهم، لأن الإنسان الإسرائيلي يعيش على درجة عالية من الخوف والرعب. بدوره، أوضح الخبير في علم النفس د. فضل عاشور، أن جيل المحارب في إسرائيل قد انتهى، أما الآن فقد ارتفع مستوى الفردية للمواطن الإسرائيلي والتي تعني أنه ليس جيلاً محارباً، لافتاً إلى أن أي مجتمع يخلو فيه المستوى الفردي يصبح أكثر ميلاً للتضحية. ولفت إلى أن مشهد فرار الجنود أثناء دخول الحافلة عليهم هو مشهد مهين بالنسبة لهم، مشيراً إلى أنه سيكون وصمة عار عليه، منوهاً إلى أن المجتمع الإسرائيلي بتصوراته القديمة أنه مجتمع مقاتل قد انتهت، مبيناً أن هذه العملية ستعمق جراح المجتمع الإسرائيلي. المصدر: دنيا الوطن .

مشاركة :