تعد مفوضية مرشدات الشارقة من أوائل المؤسسات الإرشادية التي أنشئت في الشارقة والإمارات؛ حيث جاءت ضمن توجه الإمارة نحو تنمية الأجيال الناشئة في بيئة تدعم تطورهم ونموهم، فسعت الحركة الإرشادية منذ تأسيسها في عام 1973، إلى تنمية قدرات الفتيات وتمكينهن ليصبحن عضوات فاعلات في المجتمع، ومنذ ذلك الحين انتشرت حركة المرشدات في عموم إمارات الدولة. وبفضل دعم ورؤية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيسة الفخرية لمفوضية مرشدات الشارقة، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، شهدت المفوضية منذ إنشائها تغييرات وتطورات عدة حتى أصبحت من المؤسسات الرائدة في بناء وتطوير مواهب وإمكانات الفتيات من الزهرات والمرشدات؛ إذ خرجت منذ انطلاقتها وحتى الآن أكثر من 900 فتاة وصلن إلى مستويات رفيعة في حياتهن المهنية والاجتماعية، وتواصل المفوضية مسيرتها في تطوير الخطط والبرامج لبلوغ أهدافها مع المنتسبات الجدد اللواتي ترى فيهن قياديات المستقبل للشارقة، والإمارات. وتضع مفوضية مرشدات الشارقة في كل عام سلسلة من الأهداف التي تحرص من خلالها على تأهيل الأجيال الجديدة، وإعدادها لتكون قادرة على قيادة مشروع الإمارات الحضاري مستقبلاً، فلم تتوقف عن طرح البرامج، والخطط، والمبادرات التي يشرف عليها نخبة من المدربين والمدربات؛ إذ نظمت خلال عام 2016 فعاليات عدة كانت تنمية قدرات ومهارات الفتيات الشابات محوراً وهدفاً لها. وقالت شيخة الشامسي، مديرة مساعدة في مفوضية مرشدات الشارقة: من خلال دعم سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ورؤيتها لتحقيق التنمية الاجتماعية في إمارة الشارقة، وتطوير الحركة الإرشادية في الإمارة، استطعنا أن نبني عبر المفوضية أجيالاً جديدة تشارك في صناعة نجاحات دولة الإمارات، وتحقق لها الإنجازات؛ حيث وضعنا برامج وخططاً مدروسة، يمكن من خلالها تخريج أفواج من المرشدات المؤهلات، والواثقات بقدراتهن الشخصية، سواء على مستوى القيادة، أو المهارات الفردية، أو العمل الجماعي، أو غيرها من المهارات. وأضافت الشامسي: تمحورت جهود المفوضية في عام 2016 حول تعزيز مهارات الفتيات القيادية، وتنمية الحس بالمسؤولية تجاه أنفسهن والمجتمع والوطن، فحرصت في مجمل نشاطاتها وفعالياتها على دعم قدرات المرشدات والزهرات، وتشكيل شخصياتهن في محيطهن الاجتماعي، حين يصبحن عناصر فاعلة وقادرة على صناعة التغيير الإيجابي في مجتمعهن. وأشادت شيخة الشامسي، بدعوة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، إلى المزيد من الدعم والرعاية للحركة الكشفية في الإمارات، خصوصاً في ظل غياب دور المؤسسات ذات الصلة في دعم وتفعيل الحركة الكشفية. وأكدت الشامسي التزام المفوضية بمواصلة تقديم وتنفيذ الفعاليات والأنشطة السنوية في مختلف المجالات من أجل بناء أجيال قيادية واعدة تتمكن من مواصلة مسيرة العلم والتقدم في دولة الإمارات، التي احتفلت مطلع الشهر الجاري بذكرى مرور 45 عاماً على تأسيسها. وقدمت المفوضية للفتيات خلال 2016، ما يقارب 36 فعالية تنوعت بين ورش العمل التعليمية، والمشاركة في الأعياد الدينية، والمناسبات الوطنية، إضافة إلى النشاطات الرياضية والترفيهية، التي تلخصت أهدافها جميعاً في تنمية المهارات القيادية والحس بالمسؤولية وروح الفريق والثقة بالنفس لدى الفتيات، وتعزيز الحس المجتمعي والوطني في نفوسهن، إلى جانب ثقافة العمل التطوعي والإنساني وغرس حب عمل الخير ومساعدة المحتاجين، والوعي بأهمية المحافظة على الأشجار والبيئة الطبيعية، وغرس السمات السلوكية الإيجابية والصفات الاجتماعية السامية في نفوس الفتيات المنتسبات، ما يسهم في تطوير شخصياتهن وتأهيلهن لخدمة مجتمعهن بصورة أفضل. وتضمنت فعاليات المفوضية، المخيمات التدريبية الشتوية التي أقيمت في بداية هذا العام من أجل تنمية مهارات الفتيات القيادية، وتعريفهن إلى أساليب بناء الفريق، وتعزيز الثقة بالنفس من خلال الألعاب والأنشطة المصممة لتنمية روح التعاون والقيم الأخلاقية في إطار ترفيهي وتعليمي في آن واحد. وقالت المرشدة نورة عبد الرحيم البستكي: تعد برامج شارة عالم الإرشاد من أجمل البرامج، التي شاركت فيها هذا العام؛ حيث إنني استفدت منها كثيراً، فشاركت في المخيم التدريبي الشتوي، إضافة إلى ورش عدة اكتسبت منها القيم والمبادئ الإرشادية، كما أتاحت لي هذه البرامج التعرف إلى صديقات جديدات ممن يحملن قيم المثابرة، ويمتلكن روح التنافس، والقيام بدور إرشاد الزهرات الأصغر مني سناً. وشاركت المفوضية في احتفالات الإمارات بأسبوع التشجير ال36 في مارس الماضي، التي حملت عنوان اغرس غافة؛ حيث سعت المفوضية إلى تعليم الفتيات أهمية المحافظة على الأشجار والبيئة الطبيعية، والإسهام في تحسين النظام البيئي. وأشارت الزهرة الدماني عبد الله، التي انتسبت إلى المفوضية منذ عام 2014: في فعالية اغرس غافة، زرعنا 160 شجرة غاف في صحراء الشارقة. واكتسبنا من خلال هذه الفعالية مهارة العمل بروح الفريق، ونشرنا الوعي حول المحافظة على البيئة والقضاء على التصحر. ووضعنا أسماءنا على الأشجار التي زرعناها وكان بإمكاننا زيارة المكان ومتابعة نمو الأشجار. ولم تغفل أنشطة المفوضية أهمية تطوير المهارات الشخصية للفتيات، فنظمت في شهر إبريل الماضي برنامجاً تدريبياً بعنوان مستقبلك يبدأ هنا، على مدار خمسة أيام، اشتمل على عدد من ورش العمل، والأنشطة التدريبية حول بناء الفريق، والطبخ، والدفاع عن النفس، وإعادة التدوير، وتضمن البرنامج زيارة مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، ومشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، وحديقة الخور في دبي. ونجحت المفوضية في تحقيق التفاعل المباشر مع المجتمع بمختلف شرائحه؛ إذ استضافت مجموعة من الأمهات بمناسبة يوم المرأة العالمي ويوم الأم، في فعالية حملت عنوان يوم لأمي، كرمت خلالها عدداً من الأمهات، واحتفت بدورهن في بناء الأسرة والأجيال الجديدة، وخدمة المجتمع. ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك، احتفلت المفوضية بمناسبة حق الليلة . كما اشتملت فعاليات شهر رمضان على مشاركة الفتيات في توزيع المير الرمضاني على الأسر المتعففة. وقالت المرشدة سلام ناصر ياسين: شاركت في فعاليةبادر لتسعد، التي قمنا فيها بجمع المواد الاستهلاكية الأساسية،في صناديق كبيرة، لتوزيعها على العائلات المتعففة. وشهد شهر أغسطس الماضي، بمناسبة الإجازة الصيفية للفتيات، عدداً من الورش التدريبية والأنشطة؛ إذ حرصت المفوضية على تقديم برنامج صيف الإنجازات، الذي يهدف إلى غرس الروح الإيجابية وتطوير المهارات الحياتية والشخصية المهنية لدى الفتيات، فنظمت المفوضية ورشاً متخصصة حول مجالات العمل المختلفة. وظل برنامج المفوضية على مدار هذا العام حافلاً بالفعاليات المنسجمة مع مختلف المناسبات العالمية والمحلية، فكان للمفوضية مشاركة في مسيرة العصا البيضاء التي نظمتها جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء التي تقام في أكتوبر من كل عام.
مشاركة :