الحراجات الإلكترونية تسحب البساط من التقليدية وربما تحيلها إلى ذكريات

  • 1/11/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ربما سيتوقف سعودي من سكان الرياض مع ابنه بعد أعوام، ليقول له: هنا كان حراج بن قاسم. الأمر ذاته قد يتكرر مع سعودي آخر يسكن جدة، سيقول لابنه: كان هنا حراج الصواريخ. سحبت مواقع بيع السيارات عبر الإنترنت البساط من تحت أقدام الحراجات التقليدية، بعد انتشار هذه المواقع، ملبية احتياجات الراغبين في بيع أو شراء سيارات جديدة أو مستعملة تتناسب وقدراتهم المالية، بالمجان ومن دون وسطاء. وأصبحت التجارة الإلكترونية في السنوات الأخيرة إحدى القنوات الفاعلة في إتمام عمليات الشراء، وشهد العام 2015 تسجيل أكثر من بليون عملية مالية بقيمة إجمالية فاقت 600 بليون ريال، مع ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة، والذين قفزوا من 19 مليوناً إلى 24 مليوناً بين عامي 2014 و2016. فيما كشفت دراسات اقتصادية أن حجم التعاملات في سوق التجارة الإلكترونية في البلاد فاق بليوني ريال شهرياً، ليصبح من أكبر الأسواق نمواً في المنطقة. وتشكل هذه الحراجات أبرز منافس للحراجات التقليدية التي تنتشر في مختلف المناطق، ولعل أشهرها حراج بن قاسم في الرياض الذي احتفظ بملامحه الشعبية على مرّ السنوات الماضية، وهناك حراج المعيصم في مكة المكرمة، وهو أحد أكبر الأسواق الشعبية في العاصمة المقدسة، وحراج الخبول في حائل، وحراج الخردة في المدينة المنورة، إضافة إلى حراج الصواريخ في جدة. وتواجه الحراجات حالياً مشاكل ومعوقات، أبرزها العشوائية وغياب التنظيم عن محالها وحركة البيع، إضافة إلى صغر المساحة وتزايد البسطات، فضلاً عن تكرار الحوادث. وحاولت الأمانات المحافظة على هذه الحراجات وتطويرها، وتفادي سلبياتها، وتحديد الآليات التنظيمية وإعادة تأهيلها، لضمان راحة صاحب النشاط والمشتري. وفي هذا الصدد، أنهت أمانة الأحساء قبل أيام، تنفيذ المخططات الفنية لسوق الحراج الجديدة، تمهيداً لنقلها من وسط المدينة إلى موقع آخر. وتضم السوق خدمات عدة، وتفوق مساحتها 300 ألف متر مربع. ورُوعي في اختيار الموقع سهولة الوصول إليه وعدم تعارضه مع الأنشطة التجارية والاستثمارية الأخرى. فيما افتتح المقر الجديد لـ«حراج ابن قاسم» على طريق الحائر جنوب الرياض في العام 2015، ويتكون من 792 محلاً على مساحة تقدر بـ40 ألف متر مربع. إلا أن أعمال التطوير هذه قد لا تتمكن من إنقاذ الحراجات التقليدية، في ظل اجتياح الإلكترونية، ولعل أشهرها موقع «حراج» الذي أسسه قبل أعوام يوسف الرشيدي وكان حينها طالباً جامعياً. وتحولت إدارة «حراج» في العام 2013، من فردية إلى مؤسسية يعمل بها أكثر من 30 موظفاً. ووصل معدل التصفح للموقع بعد عامين إلى أكثر من نصف بليون صفحة شهرياً، فيما قفز حجم المبيعات المتداولة شهرياً من طريق الموقع إلى 400 مليون ريال، ويتم إضافة 10 آلاف إعلان يومياً، ويستخدمه 600 ألف شهرياً. وهناك أيضاً موقع «سيارات» الذي يُمكن المتصفحين من البحث عن السيارة المطلوبة بحسب اعتبارات عدة، في مقدمتها: الصنف، وتاريخ نشر الإعلان، والسعر، وتاريخ صنع السيارة، وأخيراً بلد البائع، وتفاصيل فنية عنها. وصمم الموقع استمارة لتسجيل بيانات السيارة المرغوب عرضها، روعي فيها التفاصيل التي تغني عن المشاهدة، ومنها البيانات الشخصية لمالك السيارة، وكيفية التواصل معه، والسعر ونوع العملة المقترحة للبيع، وأي توابع أخرى للسعر المعروض. وتسهل هذه الخدمة على الراغبين في الشراء البحث الميسر عن طلباتهم، من خلال تحديد نوع السيارة المطلوبة أو الشركة الصانعة، والموديل المطلوب، والمبلغ المقدر الذي يمكن للمشتري دفعه مقابل سيارة مناسبة.

مشاركة :