ورحل الصديق الحبيب الأستاذ عبدالله بن محمد الحمادا

  • 1/11/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يا غائباً في الثرى تبلى محاسنه الله يوليك غفراناً وإحسانا ففي مساء يوم الاثنين 4-4-1438هـ هاتفني الأخ الكريم -أبو صالح- محمد بن صالح الخنيني وهو يكفكف دمعات عينيه حزناً على رحيل ابن عمته الأستاذ الفاضل -أبوعدنان- عبدالله بن محمد الحمادا معزياً في صديقنا وحبيبنا الرجل التقي الصالح..، الذي انتقل إلى دار المقام يوم الاثنين 4-4-1438هـ وأُديت صلاة الميت عليه بعد صلاة عصر يوم الثلاثاء 5-4-1438هـ بجامع البسام بمحافظة عنيزة الذي اكتظ بجموع غفيرة من المصلين رجالاً ونساء، داعين المولى أن ينير مضجعه ويسكنه عالي الجنان، ولقد تأثرت كثيراً على رحيله، وغيابه عن أهله وعن محبيه -تغمده المولى بواسع رحمته-. ولقد ولد في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم في أواسط الستينيات الهجرية وتلقى تعليمه الأول في إحدى مدارس الكتّاب لتحفيظ القرآن الكريم، ثم التحق بالمدرسة العزيزية الابتدائية، بعد ذلك التحق بالمعهد العلمي بعنيزة، حتى حصل على الشهادة الثانوية، ثم شخص إلى مدينة الرياض فالتحق بكلية اللغة العربية حتى نال الشهادة العالية منها بتفوق عام 85/1386هـ، ثم عُين مدرساً بمعهد المعلمين بحريملاء..، ومن المصادفات الجميلة وجود اسم الأستاذ عبدالله -أبو عدنان- في دفتر سجل زيارات المفتشين لمعلمي معهد المعلمين الابتدائي والمتوسطة.. أثناء عملي مديراً لهما ولازلت محتفظاً بالدفتر -للذكرى والتاريخ- منذ أكثر من خمسة عقود من الزمن..، وقد أثبت مُوَجّه اللغة العربية الأستاذ عبدالغفور زيارته التوجيهية للأستاذ عبدالله بن محمد الحمادا في 6-9-1387هـ ، كما اطلعت على تقرير مُوَجّه اللغة العربية الأستاذ محمد محمود الجبوري بتاريخ 5-9-1388هـ الذي أثنى عليه ثناء عاطراً في طريقة تدريسه..، وكان ملتزماً في أداء عمله بكل جد وإخلاص، محبوباً لدى زملائه وأبنائه الطلبة، وكثيراً ما يحثهم على التحلي بالآداب الحسنة، واحترام معلميهم، والإنصات إلى توجيهاتهم السديدة، كي يسعدوا في مسيرتهم التعليمية وفي قابل حياتهم العملية: قم للمعلم وفّهِ التبجيلا *** واطبع على هام العلا التقبيلا وقد سعدنا بوجوده معنا عامي 87-1388هـ مدرساً نشيطاً، وما يتخلل ذلك من رحلات في أواخر الإجازات الأسبوعية في جنبات شعيب حريملاء الرحب ومزاولة بعض الأنشطة الخفيفة المختلفة، وصعود الجبال المطلّة على هاتيك الغابات الكثيفة وارفة الظل في مواسم الصيف، وإحياء الليل بالمسامرات الأدبية والمساجلات الشعرية مما تكون سبباً في إيقاظ الخلايا الذهنية وتجديد الأنشطة الجسمانية..، فقد ظلت حلاوة تلك الأمسيات والرحلات ماثلة في الخاطر مدى الأيام وتعذرت عودتها: وليست عشيات الحِمى برواجع *** عليك ولكن خَلِّ عيناك تدمعا كما كان يحصل بين أسرتي وبين عقيلته -أم عدنان- بعض تبادل الزيارات لقرب مساكن الحي -آنذاك-. وبعد ذلك انتقل الأستاذ عبدالله -أبو عدنان- إلى متوسطة فلسطين بالرياض مُعلماً، ثم كُلّف مديراً لها.. الواقعة على مَقْربة من المستشفى المركزي بالرياض.. شمالاً، وقد أسفنا على نقله، والحقيقة أنه قد ترك في نفوسنا أطيب الذكرى وأجمل الذكريات -تغمده المولى بواسع رحمته- وبعدما طال مكثه في الرياض استبد به الحنين إلى مهوى رأسه مدينة عنيزة فانتقل إلى المتوسطة الأولى هناك عام 1393هـ ، بعد ذلك انتقل إلى مدرسة تحفيظ القرآن الكريم المتوسطة والثانوية في محافظة عنيزة حتى تقاعد.. وظل التواصل بيننا على مدى أكثر من خمسة عقود من الزمن، وآخر زياراته قبل وفاته بحوالي أربعة أشهر هو ونجله الأكبر عدنان، وكنّا نزوره وشقيقه إبراهيم بين حين وآخر، فيبالغ في إكرامنا. وستظل ذكرياتنا الجميلة مع -أبو عدنان- خالدة في طوايا النفس مدى العمر، ولكن الذي حزّ في النفس الحزن العميق حزن أسراته عموماً، وعقيلته -أم عدنان- ولك أيها القارئ الكريم أن تتصور حالها وهي تُلقي النظرة الأخيرة على جثمان إلفها زوجها عند خروجه من منزها الخروج النهائي الذي قضت أحلى أيام عمرها معه ومع بنيها في غبطة وهناء كان الله في عونها وعون أسرته عموماً: وكل قرينة لابد يوماً *** سَيَشْعَبُ إلفها عنها شَعُوبُ رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وأخويه الدكتور إبراهيم والأستاذ عبدالرحمن، وأبناءه وبناته وعقيلته وجميع محبيه الصبر والسلوان. - عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف

مشاركة :