بسبب غلاء أسعارالملاعب الرياضية الخاصة وعدم وجود أماكن مجانية لممارسة الرياضة في الأحياء الجنوبية، تسمح للشباب والأطفال باستثمار طاقاتهم، اختار العديد من هؤلاء أن يمارسوا كرة القدم في المساحات المتسعة والأراضي الخالية، والتي تتواجد بكثرة من حولهم، ليقوم البعض منهم بالحضور مبكرًا لتنظيف المكان برفقة أحد عمال النظافة، الذي يتم إيداع القليل من المال في جيبه ليقوم بإزالة الأوساخ والمخلفات، مما يمنحهم فرصة الاستمتاع بكرة القدم. وتجولت «المدينة»على مختلف الأحياء ورصدت توافد العديد من الأطفال والشباب المواطنين والمقيمين إلى الساحات، ويقول العم صالح عبدالرحمن عن إحدى الأراضي الخالية: ليست الوحيدة من نوعها، فهناك الكثير من الأراضي، التي يتركها ملاكها لأبنائنا كي يمارسوا عليها نشاطاتهم الرياضية اليومية، ويضيف: في الحقيقة جزى الله المالك خيرًا لأنه لم يضع عليها أسوارًا وتركها للشباب، وأجدها فرصة جيدة للشباب والأطفال، خاصة أن أغلبيتهم من أبناء الحارة ونعرف عائلاتهم ويتجمعون عصرًا ومساء لممارسة كرة القدم ومختلف الألعاب الرياضية. وفي السياق يقول ماجد الجهني: لم نتمكن من التسجيل في الصالات الرياضية، إلى جانب عدم توفر المواصلات، وقمت أنا ومجموعة من شباب الحي بدفع مبلغ مالي بسيط لعاملي نظافة حتى يقوما بتنظيف أرض صغيرة مكشوفة لنمارس عليها نشاطنا الرياضي، وها نحن نستمتع بذلك دون أن نتعرض لأحد، فيما يوضح عبدالله عطاالله أنهم قاموا بتقسيم الملعب لقسمين الأول يتواجد فيه الشباب ممن يبلغون سن الخامسة عشرة، وذلك حتى يؤدوا فيه التدريبات وتمارس كرة القدم، أما القسم الآخر فهو للأطفال من صغار الحي ليقوموا بذات النشاط ولا يشعرون بالملل. أما صالح النهاري فيؤكد أن معظم الأنشطة الصيفية تعتمد على المهرجانات والحضور إلى المولات، ويقول: الكثير منا لا تستهويه مثل تلك الفعاليات، خاصة أن أجمل أوقاتنا في المدرسة نجدها حين النزول للساحة المدرسية لمزاولة كرة القدم، وكان من الجيد أن نجد مثل هذه المساحات لنتمكن من الاستمتاع بالإجازة، ويضيف بأنه سعيد جدًا لوجود ملعب الحارة المصغر، الذي يجتمع فيه مع أصدقائه، حيث يقومون بتنظيم دوري مبسط بمشاركة بعض شباب الأحياء الأخرى ويمارسون الركض بدون حوافز مادية، ويؤكد أن الأهم هو أنهم يستمتعون بالإجازة.
مشاركة :