د ظافر العجمى: مبادرة ضبط التسلح الالكتروني

  • 1/11/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الفضاء الرقمي هو الذراع الرابعة للجيوش الحديثة إلى جانب القوة الجوية والبحرية والبرية، كما كتب د.عبد الناصر عباس في ورقة من جامعة نايف الأمنية. فحرب المعلومات أربع فئات هي: حرب الشبكات، وحرب القيادة والسيطرة، والحرب القائمة على المعلومات الأمنية، والحرب النفسية. وفي خضم هذه التعريفات، يظهر غبار معركة سايبيرية بين واشنطن وموسكو، جراء أمر بوتن بشن حملة قرصنة تستهدف شخصيات ومنظمات أميركية للتأثير على انتخابات الرئاسة، فما كان من الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلا أن غير لهجته المتشككة وهاجم هذا العمل، بعد صدور تقرير الاستخبارات المثقل بالأدلة الدامغة. ورغم أن الروس في حربهم هذه استخدموا خليط ضم نشاطات إلكترونية، ووسائل الإعلام التي تمولها الدولة مثل سبوتنك وروسيا اليوم، والجهود العلنية لمؤسسات الحكومة الروسية، والوسطاء والمستخدمين المأجورين لوسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن حرب الشبكات كانت أوضحها. إن من النقاط المرجعية في هذا الأمر، أن أكثر من 20 دولة أنشأت وحدات للحرب السيبيرية، وتحتل المراكز الأولى في سرعة الاستجابة والدفاع كل من: الكيان الصهيوني، وفنلندا، والسويد، وأميركا، وبريطانيا، بينما تحتل روسيا المرتبة 18. أما في القدرات الهجومية، فتأتي أميركا في المركز الأول، ثم روسيا، والصين، وإيران، وكوريا الشمالية. وغاية القول مما سبق وهو من تقرير نشرته شركة ماكفي McAfee العاملة في مجال أمن المعلومات، نجد أن في جوار الخليج الإقليمي من يشكل خطرا إلكترونيا مثل إيران، وإسرائيل، وروسيا، بعد جيرتها القسرية لنا بانغماسها في قضايانا. بل إن جامعة بن جوريون بتل أبيب هي الجامعة الوحيدة في العالم التي تؤهل هاكرز أكاديميين. فهل نحن في خطر؟ نعم. لقد تعرضت كافة دول الخليج للتهديد السايبيري بدرجات متفاوتة، أعلاها كان للسعودية بنسبة %39 من مجموع الخطر، تليها الإمارات بـ%29، فقطر بـ%8، ثم عمان بـ%6، والكويت بـ%5، والبحرين بنسبة %3. وقد استهدف العدو قطاع النفط والغاز والمالية والاتصالات والتجارة الإلكترونية، حتى المؤسسات الحكومية. بالعجمي الفصيح إن الموازنة بين الأكلاف والمردود في المبادرة الخليجية بدخول عالم الحرب السايبيرية مضيعة للوقت، فمخرجنا من ذلك يأتي عبر طريقين، إما الاستثمار في هذا النوع من الحروب وهي مغرية ككل الحروب غير التقليدية لقلة كلفتها كالحروب التقليدية، وما تسببه من أضرارا كبيرة، بالإضافة إلى صعوبة إثبات الجهة المسؤولة عن الهجوم الإلكتروني. والطريقة الثانية هي الدفع بخروج «مبادرة ضبط التسلح الإلكتروني» في الخليج العربي بقرارات أممية على شاكلة جعل الخليج منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. د.ظافر محمد العجمي

مشاركة :