أبوظبي:آلاء عبدالغني يستعد الأرشيف الوطني لدولة الإمارات، لإطلاق الطبعة الثانية من يوميات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في خمسة مجلدات، تقدم للقارئ قصة هذا القائد الفذ في دأبه المتواصل، وسهره الدائم من أجل خدمة شعبه وأمته، وبناء دولة عصرية، كما يستعد أيضاً لإطلاق الطبعة الأولى من يوميات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في خمسة مجلدات أيضاً، وترصد هذه اليوميات أنشطة سموّه في المجالات: السياسية والثقافية، والاجتماعية والاقتصادية، والرياضية، وتوجهات سموه وزياراته، وأحاديثه وتصريحاته. وأكد الأرشيف الوطني، خلال تقريره السنوي الذي أصدره عن أبرز إنجازاته لعام 2016 الماضي، أنه شارف كذلك على استكمال الجزء الأول من سلسلة تعنى بالتاريخ الشفاهي بعنوان ذاكرتهم تاريخنا، وسيطلق قريباً، وتعتمد هذه السلسلة على المقابلات التي أجراها قسم التاريخ الشفاهي ودراسة الأنساب مع المسنين في الدولة، لإتاحتها للباحثين. وفي الوقت الذي يتابع فيه الأرشيف مساعيه لجمع التاريخ الشفاهي للإمارات، عبر إجراء المقابلات بالصوت والصورة مع الرواة والمسنين، فإنه انتهى من تشخيص وضع الأرشيف في (206) جهات حكومية اتحادية ومحلية، وبناءً على هذه الزيارات قدّم عددا من التوصيات اللازمة لحفظ الأرشيف وتنظيمه وتطويره، بما يتوافق مع أفضل الممارسات المتبعة. وركزت رحلة الأرشيف في 2016، على الوسطين الداخلي والخارجي، ففي الوقت الذي يعمل فيه على أداء رسالته في الحفاظ على التراث الوثائقي، لتقديم المعلومات الموثقة والأمينة لمتخذي القرار وعامة الناس، وتعزيز روح الانتماء والهوية الوطنية، ينفتح على الخارج، فيقوي علاقاته مع أكبر الأرشيفات في العالم، وهو يؤدي في الوقت نفسه دوراً عالمياً بحكم المكانة التي تتمتع بها دولة الإمارات، والموقع المميز والتوافقي للأرشيف الوطني بين أرشيفات العالم. استطاع الأرشيف، أن يحرز تصنيف الخمس نجوم، بحصوله على الشهادة الدولية مُعرّفون بالتميز R4E الصادرة عن المؤسسة الأوربية لإدارة الجودة EFQM، ما يؤكد اتباعه منهج عمل عالي الجودة، وقدرته على الابتكار. وفازت دولة الإمارات باستضافة كونغرس المجلس الدولي للأرشيف في أبوظبي عام 2020، ويضاف هذا إلى سلسلة النجاحات الإدارية والعالمية التي تحققها الدولة في شتى المجالات، والسمعة الطيبة التي تحظى بها بين مختلف دول العالم. ووقع الأرشيف الوطني، مع المجلس الدولي للأرشيف، مذكرة تفاهم تقتضي التنسيق لاستضافة دولة الإمارات للكونغرس، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وتكون بذلك الإمارات أول دولة عربية تستضيف هذا الحدث التاريخي المهم. وفي إطار تمتين علاقاته بالأرشيف الوطني البريطاني، وقع الأرشيف الوطني معه مذكرة تفاهم تقتضي التنسيق لترجمة الوثائق التاريخية المهمة، ورقمنتها، وإتاحتها لمتخذي القرار والباحثين، والاستفادة منها في إعداد المناهج الوطنية في مختلف المراحل التعليمية. وبحث الأرشيف الوطني، كذلك، تعزيز التعاون مع هيئة الشارقة للوثائق والأرشيف، وبخاصة فيما يتعلق بإدارة البحوث والخدمات المعرفية، وآلية العمل في مكتبة الإمارات. واستضاف الأرشيف، خبراء عالميين في الأرشفة الرقمية واستدامتها في أبوظبي تحت مظلة برنامج ذاكرة العالم الذي تترأسه دولة الإمارات، وبحثوا المحتوى الرقمي، وسياسات وتقنيات استدامة المعلومات، واطلعوا على أنشطة الأرشيف الوطني ومهامه. وأصدر الأرشيف الوطني كتاب زايد والتميز الذي يضيف إلى شخصية القائد المؤسس ملامح قيادته الاستثنائية من منظور أدب التميز، وهو قراءة جديدة لهذه الشخصية المتفردة، بناءً على مفاهيم النموذج الأوروبي للتميز ومعاييره، إذ يوثق محطات التميز في سيرته، طيّب الله ثراه، بأدوات التميز ولغته، ومصطلحاته ومقاييسه ونتائجه. وأهدى الأرشيف الوطني، كتباً مختصرة من أبرز إصداراته وأهمها، خلاصات كتب زايد من التحدي إلى الاتحاد، وخليفة.. رحلة إلى المستقبل، وقصر الحصن.. تاريخ حكام أبوظبي، بلغة برايل إلى جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، وقدّم وفي إطار مشروعه وطن يقرأ عددا كبيرا من إصداراته، وفي مقدمتها كتاب زايد رجل بنى أمة إلى وزارة الخارجية والتعاون الدولي، لتوزّع على سفارات الدولة في الخارج، وعلى السفارات الأجنبية لدى الدولة. واستجابة للمبادرة التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتقتضي دعم العملية التعليمية بمادة التربية الأخلاقية أطلق الأرشيف الوطني برنامجاً جديداً يتضمن محاضرات وأنشطة تعليمية وتربوية تسهم في ترسيخ القيم والأخلاق النبيلة في سلوك الطلبة، تكمّل دوره في التنشئة الوطنية التي يسهم بها، وهو يدعم العملية التعليمية في الدولة بالقيم الوطنية التي تعزز الولاء والانتماء وترسخ الهوية الوطنية، وكثف الأرشيف الوطني برامجه التعليمية، واستفاد منها 220 ألف باحث وطالب وأكاديمي، منذ تأسيس قسم البرامج التعليمية عام 2013. ويؤمن الأرشيف الوطني لدولة الإمارات أن الابتكار أسلوب حياة، ولذلك حرص على أن يجعل تميزه قائماً على الإبداع والابتكار، فأطلق ثلاثة تطبيقات ذكية متطورة تمثلت في: التطبيق التفاعلي المتطور شجرة عائلة آل نهيان، وتطبيقاً ذكياً لأرشفة المواقع الإلكترونية للجهات الحكومية المحلية والاتحادية، وهو الأكبر من نوعه في المنطقة، والمشروع الوطني الإلكتروني وثق الذكي، التطبيق الذكي الذي يعكس مشروع وثق الحملة الوطنية لتوثيق السجلات الشخصية.
مشاركة :