رغم زحمة الأشياء التي قد يغض بها مكتبك ،وسعيك لتخلص منها بين الحين والحين الآخر ،إلى أن دفتراً قديماً ترك الزمن أثاره عليه فأصفرت أوراقة ، ، وبهت لون الحبر في سطوره ، وسقط غلافه . إلا أنك تلملم صفحاته ، وتمسح غباره ، وتلصق ما تمزق من أوراقه ، وكأنك تحاول أن تعيد لحياة له ، لترى نفسك فيه من جديد ، وتسترجع ذكرياتك بين سطوره ، وتوقف عجلة الزمن على صفحاته ، فتبتسم من حماقة تصورتها ذات يوم شجاعة ، ومن قناعة مُهترئة جعلتها مبدأ. وتستغرب من حكمة سقيمة كنت ترددها زمن! ، ومن فكرة عميقة أمنت بها فترة !، أو من شخصية أعجبتك فجعلتها قدوة ! تبتسم من ذلك بعد أن مرت سنوات تعلمت من خلالها الكثير من الدروس ،ومررت بالعديد من التجارب ، واتضحت أمامك الكثير من الحقائق . ومع يقينك بعدم فائدة هذا الدفتر لك ، وأنه يشكل عبء على مكتبك ، ويزيد من زحمة الأشياء حولك . إلا أنك ترفض أن ترسله إلى سلة المهملات ، أو حتى في مستودع للأشياء القديمة . شيء ما يجعلك غير قادر على التخلص منه !،و حنين جارف يجذبك إلى صفحاته ! ،و شعور ممتع يسري بك بين سطوره ! والأهم ما لقوه الذي تحول دون تخلصك منه ! أغلبنا لديهم ذلك الدفتر القديم بشكل ما آو بآخر قد تكون باقة من الزهور أهدها لك شخص ما منذ زمن ورغم جفاف أوراقها ، وتفتت أغصانها ،واتساخ المكان بسببها ، لكنك مازالت تشم عبقها في كل وردة ، وتلمس نضارتها في كل ورقة ، وفي كل مره تحاول رميها تجد شعوراً يدفعك لتحضنها ، وتعيدها في ذات مكان غير مبالي بأي شي. صور كثيرة لدفتر القديم ، أو باقة الورد الجافة ، يحتفظ بها البعض في مكتبة ،أو غرفة نومه ،أو دولاب ملابسة . ورغم انشغالنا إلا أننا نحرص على تأمله بين الحين والآخر ، والاطمئنان على وجودة ، وترميمها كلما تقدم به العهد . لا شك _أن السر في ذلك يرجع إلى مكانة الأشخاص ، وكمية الذكريات الجميلة التي ترتبط بتلك الأشياء ، والتي تجعلنا غير قادرين على التخلص منها بسهولة ، وكأننا بذلك نعبر عن تقديرنا لهؤلاء الأشخاص ، وروعة تلك الذكريات وعلى مدى سنوات ، وبلا كلمات . في صورة تحكي رغم الصمت ، وتبوح بلا احساس ، وتعيش دون حساب للزمن كم شخصاً لازال يحتفظ بكلماتك في دفتره القديم رغم بهتان حبرها! ، أو وردة مازال يرى رونقها رغم جفافها ! أو رسالة جوال يصعب مسحها . ضوء شارد يقولون: المحبون ان الهدايا طعام الهوى ذاك ما أسمع ماذا سأهديك يوم اللقاء؟ وماذا سأهديك يوم النوى ؟ سأهديك من ساعدي الحياة ومن قلبي الضحكة الصافي سأهديك دنيا يرين السلام عليها كحشد من الأنجم رابط الخبر بصحيفة الوئام: أشياء صغيرة
مشاركة :