أفادت دراسات أميركية حديثة أن وظائف الدماغ لا تقتصر على التحكم في الأفكار ووظائف الجسم الأساسية، ولكنها تتحكم أيضاً في طريقة استجابة الجسم لخطر الالتهابات البكتيرية (الجرثومية)، عبر «البروتكتين المقترن بتجديد الأنسجة 1» (PCTR1). وقالت الدراسة الصادرة عن جامعة «ذا روكفلير» في كالليفورنيا، إن الدماغ يحارب البكتيريا من خلال زيادة إنتاج جزيء يسمى «PCTR1» يساعد خلايا كريات الدم البيضاء في قتل البكتيريا المعتدية، موضحين أن الإنسان لا يلاحظ ذلك لأن الأجسام البشرية على اتصال دائم مع البكتيريا، لكن الجزء الأكبر منها لا يشكل تهديداً، لأن أنظمة الدفاع طُورت نفسها لإبقاء هذه الكائنات الحية بعيدة. وذكرت الدراسة أن المضاد الحيوي الذي يظن الكثير أنه يعالج الالتهابات، لم يكن يفعل ذلك من دون إفراز الدماغ لـ«PCTR1»، إذ يتمثل دوره في إعاقة قدرة البكتيريا على التكاثر، ما يعطي الجهاز المناعي ما يكفي من الوقت لإزالتها، وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت». وأشارت إلى أن على مدى العقود القليلة الماضية، أصبحت قدرة المضادات الحيوية على منع نمو البكتيريا محدودة إلى حد كبير، إذ أصبحت أعداد متزايدة من سلالات بكتيرية مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية. وأوضح المشرفون على الدراسة أنهم ركزوا على الجهاز العصبي المركزي، لتحديد سبل جديدة لعلاج الالتهابات البكتيرية، ليجدوا في التجارب أن قطع العصب المبهم الأيمن لدى الفئران، يؤدي إلى انخفاض كبير في قدرتها على إزالة بكتيريا الإشريكية القولونية (جرثومة الأمعاء الغليظة)، وذلك بسبب حدوث انخفاض في «PCTR1». وأوردوا أنه تم حقن الفئران ذاتها بـ«PCTR1»، لترتفع البالعات البريتوانية (غشاء مصلي يبطن جوف البطن)، استعادت قدرتها على التخلص من البكتيريا وتثبيط الاستجابة الالتهابية اللاحقة، والإسراع بالقضاء على البكتيريا. ويعد «البروتكتين المقترن بتجديد الأنسجة 1» جزءاً من مجموعة من الجزيئات تسمى وسطاء متخصصة (specialised pro-resolving mediators)، تتحكم في كيفية استجابة الجسم للالتهاب. وهى من إنتاج خلايا الدم البيضاء من حمض دهني أساسي مشتق من زيت السمك يسمى حمض الدوكوساهيكسانويك.
مشاركة :