كَتَبْتُ هنا عدة مقالات عن أهمية معالجة أوضاع أولئك المساكين من المرضى النفسيين الذين يتسكّعون في الطرقات والميادين، وما يُمثلونه من خطر على أنفسهم وعلى المجتمع، في ظِل غياب المؤسسات ذات العلاقة عن رعايتهم واحتضانهم! وأذكر أني كتبتُ قبل خمس سنوات تقريبًا عن (رجل مُسِن) يُعَانِي عقليًا، ويتسَوّل، وما تعرّض له حينها مِن اعتداء وسَلْب لما دُفِع له من دُرَيهمات!! يومها تَوَاصَلتْ بشأنه بعض الجمعيات الخيرية، بعدها اختفى لعدة أيام، ثمّ رَجَع إلى شوارعِه وتَسَوّلِه سَالِمًَا! تذكرت تلك الكتابات، وذاك الموقف بعد حادثة (السّويدي) التي كان ضحيتها مسكين لا ذنب له في حادثة قَتْل علنية لم تشهدها الساحة السعودية من قَبل. فها هي الجهات المعنية تتبرأ من مسؤولية (الجاني المريض)، فكل جهة تلقي الحِمْل على أخرى؛ فأصبح ذلك المواطن (أبوملعَقَة) للتّقبيل؛ لعدم المسؤولية! أعرف أن الأخت (لو) لا تُفِيْد، وأنها تفتح بابًا للشيطان؛ لكن (لو) كان هناك متابعة ورعاية لأولئك المتشرّدين ما أزهِقَت روح بريئة بِدَمٍ بارِد! ولأن بعض مؤسساتنا الخَدمية لا تتحرك إلا إذا حَلّت الكارثة؛ فهل نشهد تحركات ملموسة في كافة المناطق والمحافظات لمعالجة أوضاع أولئك المساكين، سواءٌ بإدخالهم للمصحات النفسية أو مشَافِي الأمل، أو دور الرعاية الاجتماعية! وهنا يجب أن تمارس لجان وجمعيات حقوق الإنسان دورها في البحث عن حماية الإنسان حتى مِن نفسه!. وأخيرًا وفي دوامة قضايا (المختلين عقليًا)، وتنَصّل المؤسسات المسؤولة عنهم من مهامها؛ فقد نشرت صحيفة المدينة الخميس الماضي عن (عجوز يمني) مُخْتَل عقليًا يسكن مستشفى الملك فهد بطيبة الطيبة (تَصَوّروا) لأكثر من سنة، يتجول داخل أروقة المستشفى مُثِيْرًا الرُّعْب والإزعاج بين المرضى والزوار؛ أما لماذا؟ فلأن المسؤولية عنه أيضًا مفقودة لعَدم التفَرغ!. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :