المخرج المسرحي عمر بقبوق لـ”العرب” إنه كتب نص “سرير طابقي” عندما كان طالبا في المعهد العالي للفنون المسرحية في الأيام الأخيرة من سنة 2010، متأثرا بما يحدث في العالم من حوله، وعلى الرغم من أن الثورة في سوريا لم تكن قد اشتعلت حينها، إلا أن ما كان يحدث في تونس ومصر، أثار داخله أفكار التمرد والثورة. ويضيف “حاولت أن أعبر عن أفكاري بحركات التمرد على النظام، من خلال قصة لثلاثة أطفال يعيشون في عائلة يحكمها نظام عائلي صارم، وينامون على ثلاثة أسرة فوق بعضها البعض، في غرفة صغيرة، لا توجد فيها مساحة للحركة أو اللعب، ومن خلال حوارات ما قبل النوم الواقعية، والرمزية التي تفرضها الرؤية المشهدية، وعبر ثورة الأخ الأوسط وتخليه عن المكان، وتخوفات الأخوة العالقين، عبرت عن إدراكي الخاص لمفهوم الثورة في تلك المرحلة”. ويعقب أنه في نهاية الشهر الثالث من سنة 2011 قام بتقديم النص ضمن فعالية “قراءات مسرحية”، التي قدمها قسم الدراسات المسرحية بمناسبة “يوم المسرح العالمي”. وفي العام 2012، أي بعد أن اندلعت الثورة السورية بما يقارب السنة، عاد بقبوق إلى النص وعدله بما يتناسب مع تغيير بعض المفاهيم المرتبطة بما يحدث عبر إضافة بعض المونولوغات السوداوية، التي لم تكن موجودة في النسخة الأولى من النص. وبعد أن تشكلت فرقة “ميّاس المسرحية” في دمشق سنة 2013، لم يعرض بقبوق “سرير طابقي” وإنما عمل على كتابة نصوص جديدة، وقدّم خمس مسرحيات قبل أن يغادر سوريا في منتصف سنة 2015 إلى لبنان، حيث عمل على مساعدة العائلات السورية في مخيم شاتيلا. ويصف علاقة المخيم بالنص بقوله “شعرت وأنا أسير في الأزقة الضيقة والمزدحمة التي تحجب فيها أشرطة الكهرباء ضوء الشمس، وكأن الناس يعيشون فوق بعضهم، وكأنه ليس لهم مكان في العالم، أن هذا المكان هو الأنسب لمسرحية سرير طابقي”. وعند سؤاله عن النص وهل كتبه خصيصا ليجسده الأطفال بالأصل، يجيب “عندما بدأت العمل على العرض مع الأطفال، عدت إلى النسخة الأولى، الأقل سوداوية، وحاولت التركيز معهم على الجانب الواقعي للنص، الذي يعيشه الأطفال/الممثلون في البيئة المحيطة بهم، والمثير أنهم وجدوا صعوبة في إيجاد روابط بينهم وبين الشخصيات التي أدوها، وبناء على إحساسهم بهذه العائلة المتخيلة، أضفنا بعض المقاطع للنص وحذفنا أخرى، فأعيد تشكيل النص ليناسب المؤدين، ولكن ذلك لم يمنعني من إقحام المونولوغ الأخير في المسرحية، الذي حاولت فيه أن أستحضر صورة الطفل السوري الذي استباحت جسده وسائل الإعلام التلفزيونية خاصة”. وعن الصعوبات التي واجهت تقديم العمل المسرحي خارج سوريا، خصوصا تلك المتعلقة بالتمويل والبنى التحتية، وهو الذي عرض مخيما لا في مكان عرض رسمي، يؤكد بقبوق أنه حاول العام الماضي أن يقدم المسرحية بشروط أفضل من التي قُدمت فيها، وحاول أن يحصل على عدد من التمويلات التي تخصصها المؤسسات الثقافية لعروض السوريين خاصة، إلا أنه لم يحصل على أي منها، وهذا ما اضطره للبحث عن طريقة أخرى لعرض المسرحية. ويضيف “حصلت على مساعدة من أفراد ومؤسسات غير مختصين بتقديم المنح للعروض المسرحية، فقدمت لنا فرقة ‘كون المسرحية’ الأسرّة، التي بني عليها فضاء العرض، بينما تكفلت منظمة ‘بسمة وزيتونة’، بتقديم مكان البروفات والعرض مجانا، إضافة إلى تقديمها لبعض المواد الأولية التي صنعنا منها أنا والأطفال الممثلون معلقات العرض، ومعدات بسيطة للإضاءة، لم تتجاوز كلفتها جميعا الخمسين دولارا”. :: اقرأ أيضاً هل يختفي سور الأزبكية بعد 100 عام مع الكتب والقراء ملاك لطيف: أكتب عن نفسي وصوتي صوت الجميع الشهرة أسوأ من اندلاع النار في بيت محاورة بين توفيق الحكيم وبرتولد بريخت
مشاركة :