فرقة «صوت البحر» تصون إرث «السمسمية» البورسعيدي

  • 1/20/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أسست عائلة «آل المرسي» في بورسعيد (شمال شرقي مصر) التي ينتمي جميع أعضائها إلى مجالات فنية بين عزف وغناء وتأليف، فرقة «صوت البحر» الموسيقية بهدف الحفاظ على إرث موسيقى السمسمية البورسعيدية (آلة تتكون من خمسة أوتار مشدودة على صندوق خشبي) التي اقتصر استخدامها في العقود الأخيرة على حفلات الزفاف في بورسعيد ومحيطها، إذ يعمد بعض العازفين ممـــن لا يشـــترط فيهم الاحتراف إلى عزف بعض الألحان الطارئة لإضفاء حالة من البهجة، فيما كادت ألحان طربية عدة اشتهرت بها السمسمية أن تندثر. يقول مدير فرقة «صوت البحر» جابر المرسي: «بدأت عزف السمسمية في سن الثانية عشرة. وقتها كنا مقيمين في مدينة المحلة الكبرى (شمال القاهرة) بسبب ظروف الحرب. وانضممت إلى فرقة باسم «المهاجرين» نسبة إلى أهالي مدن القناة الذين تركوا منازلهم آنذاك، كراقص وعازف، وبمجرد عودتنا إلى بورسعيد أسس والدي مقهى شعبياً وسط المدينة تحول لاحقاً إلى صالون ثقافي يجذب محبي آلة السمسمية». ويضيف: «قبل عقود كانت السمسمية آلة شعبية تصدح موسيقاها في الشوارع وحفلات الزفاف، وكانت الآلة الأشهر التي ترافق الأغاني الحماسية والوطنية خلال مقاومة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، لكن شيئاً فشيئاً بدأ حضورها ينحسر وتدخل مرحلة «النقوط» (مبلغ مالي تحصله الفرقة الموسيقية مقابل إحيائها مناسبة ما)، وكاد ذلك التحول أن يقضي على القيم التراثية والوطنية للسمسمية ويحولها إلى وسيلة للربح لولا تأسيسنا «صوت البحر». تضم الفرقة عازفين على السمسمية، وعازفي إيقاع، وراقصاً تعبيرياً. قدمت حفلات عدة خارج بورسعيد في دار الأوبرا المصرية، ومكتبة مصر الجديدة، ومرسى مطروح، وشاركت في احتفالات محافظة بورسعيد في الذكرى الستين لعيد النصر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. تقول عازفة السمسمية الأولى وعضو الفرقة فاطمة المرسي: «بدأت العزف عام 1976 على رغم حالة من الرفض المجتمعي إذ كنت الفتاة الأولى التي تخترق مجتمع السمسمية الذكوري، إلى أن أصبحت عضواً في الفرقة وشاركت في مهرجان بنزرت الدولي في تونس خلال فترة الثمانينات». جدير بالذكر أن فرقة «صوت البحر» هي امتداد لفرقة «آل المرسي» التي أسستها العائلة في الثمانينات وتُوفيّ جميع أعضائها، وكان العضو الأكبر عبدالقادر (شقيق مؤسسي «صوت البحر») قد أدخل آلة السمسمية إلى المسرح للمرة الأولى، وعنه يقول المرسي: «كان مؤلفاً ومخرجاً ومصمم ديكور مسرحي، والأهم أنه كان عاشقاً للسمسمية، فأدرجها في كل أعماله المسرحية». تقدم الفرقة مضموناً متنوعاً بين التراثي والجديد الذي يتولى أفرادها تأليفه وتلحينه، ومن أشهر أغانيها «على بابنا بتفوت يا قمر»، «يعيش أهل بلدي»، «سماح يا زمن». كما طورت الفرقة آلة جديدة سمّتها «المرسية»، تجمع آلتي الطنبورة والسمسمية البورسعيدتين، غير أن أوتارها مأخوذة من الغيتار، ويتميز صوتها بالقوة. وانتقد مؤسس «صوت البحر» التجاهل الرسمي للســـمسمية وفرقها بقوله: «لا نلقى أي اهتمام من وزارة الثقافة المصرية ما اضطر عازفين عدة إلى هجر السمسمية سعياً وراء الرزق».

مشاركة :