تبنت كتيبة «المرابطون» التابعة إلى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» هجوماً أوقع 60 قتيلاً أمس (الأربعاء) استهدف معسكراً لـ«تنسيقية حركات آزواد» وعناصر مجموعات مسلحة موالية للحكومة شمال مالي. وقالت «المرابطون» التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار في بيان نشرته وكالة «الأخبار» الموريتانية ومركز «سايت» الأميركي المختص برصد المواقع المتطرفة على الإنترنت إن الهجوم نفذه «عبد الهادي الفلاني»، علماً بأن الحكومة المالية أكدت من جهتها أن الهجوم نفذه «خمسة انتحاريين». وينتمي الضحايا إلى «تنسيقية حركات آزواد» ومجموعات مسلحة موالية للحكومة كانت تستعد للمشاركة في دوريات مشتركة، بحسب ما هو وارد في اتفاق السلام الموقع في أيار (مايو) العام 2015 بين باماكو وهذه المجموعات المسلحة. وأعلن الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا الحداد الوطني لثلاثة أيام على ضحايا الاعتداء الذي اعتبر الأكثر دموية في البلاد. وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في مالي في بيان أن «عشرات القتلى سقطوا إضافة إلى عشرات الجرحى» في هذا الاعتداء، موضحة أن المعسكر كان يضم حوالى 600 مقاتل. وأفاد مصدر عسكري داخل بعثة الأمم المتحدة أن «الانتحاري قدم في سيارة وفجر نفسه» حوالى الساعة 8:40 بتوقيت غرينيتش، بينما كان مقاتلو مجموعات عدة «يتحضرون للقيام بدورية مشتركة». وأفاد شاهد أن جثث القتلى كانت مقطعة نتيجة الانفجار الهائل الذي حصل خلال فترة تدريب للمقاتلين. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت تعليقاً على الاعتداء إن «المجموعات التي تستعد للقيام بدوريات مشتركة هي التي استهدفت. هناك معنى سياسي لهذا الاعتداء وهو منع المضي قدماً في عملية السلام والمصالحة». وكانت مجموعات متطرفة على ارتباط بـ «القاعدة» وبينها «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، سيطرت في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) 2012 على شمال مالي. لكن القسم الأكبر من المتطرفين طُرد من المنطقة عقب تدخل عسكري دولي بادرت إليه فرنسا في كانون الثاني (يناير) 2013. وعلى رغم ذلك، لا تزال مناطق بكاملها خارج سيطرة القوات المالية والأجنبية.
مشاركة :