قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة: «إن أي قرار إسرائيلي بشأن ضم مستوطنة (معاليه أدوميم)، سينهي أي علاقة بالمسيرة السلمية». وأضاف أبو ردينة: «نعتبره تصعيدا خطيرا، ومرفوضا». وتابع: «هذه الخطوة ستنهي أي علاقة بأي مسيرة سلمية، وبخاصة إذا ما ترافق ذلك مع الحديث عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهذا الإجراء سيؤدي إلى مرحلة جديدة، لا يمكن السيطرة عليها». وأردف: «نحذر مرة أخرى، من أي إجراءات مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، وبخاصة قرار مجلس الأمن الأخير الذي اعتبر أن الاستيطان غير شرعي في كل الأراضي المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية». ويدور الحديث عن مشروع قانون لضم مستوطنة «معاليه أدوميم» في الضفة الغربية، إلى إسرائيل، ويفترض أن يقدم للتصويت عليه في اللجنة الوزارية للتشريع في الكنيست يوم الأحد المقبل، أي بعد يومين من تولي الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، مهام منصبه. ومعاليه أدوميم هي إحدى كبريات مستوطنات الضفة، وتقع شرق القدس، ويخطط الإسرائيليون، منذ سنوات طويلة، لربطها بالمدينة المقدسة، لكن اعتراضات دولية أجلت ذلك. وقال أبو ردينة: «إذا تجاوزت إسرائيل هذا الخط الأحمر، فإن كل الخطوط الحمر ستصبح في مهب الريح». وأضاف: «لا سلام، ولا استقرار، من دون إقامة دولة مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية». والقانون الجديد الذي دفع به عضو الكنيست عن الليكود، يوآف كيش، يشمل كذلك ضم المنطقة «إي 1» التي تقع ضمن نفوذ معاليه أدوميم، وهي المنطقة التي أثارت كثيرا من الجدل في السنوات القليلة الماضية. ويعني ضم معاليه أدوميم مع «إي 1» إلى القدس، فصل الضفة الغربية إلى نصفين، شمال وجنوب، ومنع أي تواصل جغرافي بينهما، إضافة إلى عزل القدس بشقيها الشرقي والغربي عن الضفة، وإحاطتها بحزام استيطاني كبير، ناهيك عن رفع أعداد المستوطنين في الضفة والقدس. وتقول السلطة الفلسطينية إنها لن تسمح أبدا بتحويل خطط «إي 1» إلى واقع؛ لأن ذلك ينسف حل الدولتين ويمنع إقامة دولة فلسطينية. وطالما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) «إي 1» بالمشروع الأخطر على الدولة الفلسطينية، وقال إنه سيواجهه بكل الطرق. وقدرت جهات سياسية إسرائيلية، وفق «هآرتس»، أن يمنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التصويت على الاقتراح، أو يعرقله. أما في حال نجح، فسيرفع للكنيست الأسبوع المقبل من أجل إقراره. وقال كيش، وصديقه بتسلئيل سموتريتش، من حزب «البيت اليهودي»، إنهما ينويان طرح اقتراح القانون في هذا التوقيت بالذات، مع تغيير الرئيس الأميركي، باعتبار أن الحديث يدور عن «تغيير جوهري في العلاقات، ونظرة واشنطن إلى سيطرة إسرائيل على أراضيها». وقال كيش: «من يعتقد أن إحلال سيادتنا على معاليه أدوميم هي عقبة في وجه السلام، فإن هذا السلام لا يعنينا. نحن نتحدث عن سيادتنا وليس عن ضم».
مشاركة :