حماية غذائية! - موضي الزهراني

  • 1/21/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في الآونة الأخيرة وبعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح المواطنون تحت وطأة الرسائل التحذيرية الغذائية من أغلب المأكولات والوجبات والمنتجات المنتشرة في محلاتنا التجارية، وفي الأسواق الغذائية منذ ما عهدنا بوضعنا ولله الحمد، وهي عامرة بمنتجات محلية ومستوردة والتي تحتل المركز الأول في المنتجات المحفوظة بالذات! فهذه الرسائل وإن كانت في مضمونها تشير «للتوعية» حيث إن نسبة الوعي الغذائي متفاوتة حسب الثقافة الاجتماعية والصحية مما ساهم في ارتفاع نسبة الكثير من الأمراض، وبالذات «مرضى السمنة والسكري» إلا أن في ظاهرها التخويف المُبالغ فيه من منتجات معينة منتشرة في الأسواق بشكل ملحوظ، ومرغوب تناولها خاصة ما بين فئة الأطفال والشباب، وهذا مما يزيد الأمر سوءاً من حيث نسبة المصداقية لهذه الرسائل المتداولة، إما عبر تطبيق الواتساب أو التويتر واللذين تنتشر رسائلهما بشكل قياسي على مستوى شعبي واسع من أجل تحقيق الهدف الذي لا نعلم حقيقته بشكل واضح! فالمواطنون أصبحوا تحت تهديد وترويع هذه الرسائل التي لا نعلم مصدرها وحقيقتها كما جاء مؤخراً في الرسالة التي تحذر وبشدة من تناول «زبدة النوتيلا» المحبوبة والمرغوبة لدى غالبية الأطفال ويستخدمها الأهالي منذ سنوات، وفجأة ظهر هذا التحذير الخطير الذي لا بد من معرفة أسباب انتشاره، ولكن بعد سنوات من استخدام هذا المنتج! إذن نتساءل هنا عن دور الهيئة العامة للغذاء والدواء تجاه حماية المواطنين غذائياً تجاه هذه الرسائل التحذيرية المستمرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمنتجات مستوردة اعتاد المواطنون على تناولها منذ سنوات طويلة؟ وما هو دورها تجاه توعيتهم من حيث ما هو صحي وما هو ضار؟! فالرسالة التي تحملها عظيمة ومهمة والتي من ضمنها أنها تهدف إلى «سلامة الغذاء للإنسان والحيوان ومأمونيته وفعاليته، ووضع سياسة واضحة للغذاء والتخطيط الدقيق لتحقيق أهداف هذه السياسة التي من ضمن مهامها «تحليل المنتجات المحلية والمستوردة التي تدخل ضمن اختصاصات الهيئة قبل التصريح لها بالدخول أو البيع»! فهذه من المهام الجديرة بتسليط الضوء عليها من أجل تحقيق الرؤية الأساسية للهيئة من أجل حماية المواطنين، حيث إذا تحققت المعايير السليمة في تناول الغذاء الصحي، وارتفعت نسبة الوعي الاستهلاكي، فإن نسبة انتشار الأمراض واللجوء للأدوية أيضاً سيشهد انخفاضاً ملموساً على المستوى الصحي العام!.. وسيُعالجبذلك نسبة ارتفاع ميزانية معالجة أمراض العصر والتي تُقدر بالمليارات! فالرؤية والرسالة للهيئة تنص على الرقابة الفاعلة من أجل تحقيق مستويات عالية من سلامة الغذاء وجودته وبمشاركة الأطراف ذات العلاقة، لكن ما زالت بحاجة للحدّ من انتشار هذه الرسائل أو معالجتها قانونياً وبما يحقق سلامة المستهلك وحمايته غذائياً وصحياً.

مشاركة :