ما حك ظهرك مثل ظفرك - مقالات

  • 1/23/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في العشرين من يناير الجاري، أصبح دونالد ترامب الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة الأميركية، بعد أن أثار مشاعر متناقضة داخل أميركا وخارجها، حول تصريحاته الشعبوية والعنصرية، التي أطلقها أثناء الحملة الانتخابية. وقد اندلعت مظاهرات عنيفة وصدامات، في مختلف الولايات الأميركية مناهضة لتنصيبه، ورفض ثلاثة مسؤولين في الإدارة السابقة الاستمرار بمناصبهم في ظل الإدارة الجديدة، وقاطع عدد كبير من الفنانين والشخصيات الهوليوودية، الذين اعتادوا حضور مثل هذه المناسبات حفل التنصيب، كما عبرت الوسائل الخبرية حول دخول أميركا إلى المستقبل المجهول، فقد عنونت صحيفة بوليتيكو الأميركية في صدارتها «إن أميركا تدخل المجهول»، كما زال كثيرون يصرون حتى اليوم أن ترامب وحكمه ليس أكثر من دعابة. وقد ظن الكثيرون أن وعود ترامب الشعبوية أثناء الحملة الانتخابية، ستتغير إلى أكثر واقعية بعد تسلمه الحكم، ولكنه فاجأ الجميع بعد القسم بتكرار تلك التصريحات المثيرة للجدل والقلق معاً، فقد تعهد بإزالة الإرهاب «الإسلامي» المتطرف عن الوجود، وتعهد كذلك بحماية الحدود، مذكراً بنيته التي أعلنها لبناء حائط على الحدود الأميركية - المكسيكية، على أن تدفع المكسيك التكاليف. وتحت شعار أميركا أولاً، قال ترامب في خطاب التنصيب «سنجعل أميركا عظيمة مجدداً، بإنعاش الاقتصاد في الداخل»، ما فسره بعض الاقتصاديين أنه ينوي تحجيم تغوّل رأس المال المالي، والتقليل من سيادة نظام العولمة بفرض ضرائب جمركية على الشركات الأميركية التي تنتج بضائع في الخارج، وضرائب جمركية أخرى على واردات الصين ودول آسيا، مؤكداً أولوية شراء البضائع الأميركية وإنعاش الصناعات وتوظيف أميركيين، وشكك البعض الآخر من الاقتصاديين بنجاح هذا النهج، حيث ستتخذ الصين إجراءات مماثلة ضد أميركا. كما بين الرئيس الجديد أن الجيش الأميركي تعرض لإنهاك محزن، وأن أميركا أنفقت تريليونات الدولارات في الحروب، مما أضر بالبنية التحتية في أميركا، وأسف لدعم أميركا المالي لجيوش دول أخرى، وهي رسالة قد تُثير القلق في دول الخليج، حيث تعني تخلي أميركا عن حمايتها، ونفس الرسالة تعني إطلاق يد الدول الإقليمية وغيرها، لاعتبار الطريق مفتوحاً لأطماعها بثرواتها، أي تظل دول الخليج مكشوفة الغطاء. وهنا تبرز أهمية تقوية الجبهة الوطنية الداخلية لهذه الدول، وتوسيع هامش الحريات للشعوب الخليجية، وتطوير القوانين بما يدعم هذه الحريات، والقضاء على الطائفية التي تفتتها، ودعم التنمية التي تتمحور حول الإنسان، والقضاء على مشكلات البطالة، والانحياز للشعب باعتباره مصدر السلطات جميعاً، في ظل دستور وطني جامع. osbohatw@gmail.com

مشاركة :