تجليات الوطنية

  • 1/23/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صاحبة إسهام كبير في مجالات الكتابة الصحفية والفن التشكيلي، ولاعبة أدوار فعالة في مجتمعها المحلي، بدا تشكلها منذ خطواتها الأولى وهي تتلمس الطريق في مجتمع الواحة الخضراء والظلال والعيون، وأرض الخيرات والجمال بين الأحسائيين الطيبين، في موطن الحضارات القديمة، والقلاع الأثرية والتاريخية. أحاطت بها الطبيعة الساحرة واللهجة المتسامحة منذ طفولتها وانخراطها في محيطها القروي البسيط، متسلحة بما نهلت من معرفة وحسن تعامل اكتسبته من فضل والدتها وإلمامها، منذ أن كانت تصغي لتهجداتها في محرابها المحاط بأرفف الكتب. كان ديدنها ذلك الحراك المجتمعى، حتى حينما تركت أرض العيون ومجاري الري والنخيل وحلت بحاضرة الدمام، حيث التداخل والتعايش والتمدن وتلاقي الحضارات والثقافات وتلاقح الأفكار. لم يقدم كوثر موسى الأربش، إلى الوطن غير حبها اللا متناهي والممتد بغير حدود وتجاوزها للمذهبيات والطائفية والتصنيف والتشرذم، مؤمنة بأرض تستحق كل التنازلات ونبذ الخصومات لأجل أن تظل كما هي متوحدة ومتماسكة، وفي ذلك فقد انتصرت للإنسان مجرداً أياً كانت عقيدته، انطلاقة من رؤية ثاقبة تنظر إلى أن الأشياء تغيرت، والفرصة الآن متاحة للأصوات العاقلة فقط لتقول ما عندها من آراء. ظهرت مواقفها وثباتها عند الرأي والفكر السديد، وأشعلت انطلاقة حملتها في مواجهة التطرف والمتشددين، حينما تجلت في أكثر المواقف نبلاً وهي أم ثكلى فقدت فلذة كبدها محمد في واقعة تفجير مسجد الإمام الحسين في حي العنود بالدمام خلال 2015م، ذلك التفجير الذي أراد به أعداء الدين والوطن والإنسانية، زرع ألغام كثيفة من الفتنة والتشرذم بين أبناء البلد الواحد، لكن ظنهم خاب، وفعلهم هوى، وأمرهم انكشف بفعل تداعيات ما بعد الحادث، وبروز أصوات العقل والحكمة. وصبر وجلد تيار الأربش الواسع من الفريق الصامد في وجه مثل هذه الأفعال، محركاً لأصوات الوحدة الوطنية ورافضاً للانسياق وراء الأعداء ومن يروجون للفتنة، فحظيت ومن معها بإشادة الجميع، وكان صوتا عاليا في مواجهة الطائفية والتطرف في وقت غاب فيه آخرون. ومن هنا كان العداء والبغضاء من المتشددين في الطرفين وسهام النقد الفارغة، التي وجهت نحوها وظلت تطاردها حتى بوابات مجلس الشورى الذي اختيرت ضمن أعضائه في إطار حركة التجديد التي هي في أشد الحاجة لمن هم مثل كوثر من الوطنيين وأصحاب الأفكار الإنسانية، كيف لا وهي ترفض التصنيف إذا كان خارج العلمية أو الاستكشافات الفكرية، لذا فقد أدرجت تحت لائحة سوداء مغضوب عليها من الذين لا يرون لونا غير الأسود. لكنهم أمام صاحبة رأي قالت إنه لا يراهن على المشاعر، ولا تعرّف علاقتها بالآخرين بمفردات الحب والكراهية، إنما بمعدل التجاوب وقياس الأثر ومساحة التغيير ووقع السؤال والإثارة الإيجابية للجدل.

مشاركة :