فوضى التسويق عبر«السوشل ميديا».. المستهلك يعاني الاستغلال والتضليل وحقوقه مفقودة!

  • 1/25/2017
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

شكلت برامج التواصل الاجتماعي ثورة إعلامية جديدة في الإعلام الجديد، وفي أوساط الشباب وخاصة المراهقين والمراهقات، الذين أغرتهم أضواء الشهرة، وفلاشات تصوير المعجبين والمعجبات، فأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً من حياتنا وحياة أبنائنا بشكل كبير، وأصبح من الصعوبة عزلهم عن هذا الواقع الجديد وإبعادهم عنها أو تقليل حجم تأثرهم بما يشاهدونه من خلال هذه المواقع والبرامج، الأمر الذي يستدعي ضرورة ضبط محتوى هذه المواقع وفلترة الغث مما يطرح فيها، وخلق القدوات الحقيقية ذات التأثير الإيجابي في سلوكياتهم، كما يتطلب الأمر إيجاد مظلة رسمية وجهات تشريعية فاعلة تراقب وتضبط وتنظم التسويق الإعلاني الذي يغرق مواقع التواصل الاجتماعي وتعزيز المصداقية فيما يعرض من وسائل وأساليب تسويقية حفاظا على حقوق المستهلك ولخلق منافسة إيجابية بين العملاء. ندوة الرياض تناقش هذا الأسبوع واقع محتوى مواقع التواصل الاجتماعي والتسويق الإعلاني عبر هذه المواقع وحجم تأثيره على المتلقي وأهمية ضبط وتنظيم هذا المحتوى وتعزيز المصداقية في التعامل مع هذه المواقع حفظا لحقوق العميل والمتسهلك. وقد شارك في هذه الندوة كلا من: هيفاء الصفوق الاختصاصية الاجتماعية، والباحثة المختصة في الإعلام الجديد، ولبنى السلطان أخصائية التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي التجاره الإلكترونية، وعلياء العبيد الناشطة في مجال التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونجلاء القاسم الناشطة في التسويق الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي. محتوى الإعلان في الإعلام الجديد أمام أزمة غياب المنظم والرقيب.. وقصور الوعي الإستهلاكي أقحم غير المختصين في المهنة نشطاء استفادوا وأفادوا وآخرون أساءوا لأنفسهم وللمجتمع قالت هيفاء الصفوق في تعليقها حول رأي المجتمع في تقبل ثورة التواصل الاجتماعي وهل يمكن أن تعد فقاعة أم واقع يجب أن يستثمر: لا أتفق على تسميتها فقاعة لأن التواصل الاجتماعي منذ أن ظهر من سنوات وهو لايزال في أوج مجده وفي وهجه، بل ويتطور في كل عام ليصبح التركيز على التطبيق الذي يليه، موضحة أن التواصل الاجتماعي يسير في مجتمعنا بمسارين، فهناك أشخاص دخلوا فيه واستفادوا وأفادوا، وهناك أشخاص أساءوا للمجتمع ولأنفسهم من خلاله، إلى جانب أن مواقع التواصل الاجتماعي عرت فكر الكثير وكشفت عن حقيقة توجهات المجتمع واهتماماته ومهاراته كذلك. نجلاء القاسم: الفكر والمصداقية مهمة في التأثير على الجمهور.. والاقتناع بالمنتج شرط للتسويق له وعن ميزة التواصل الاجتماعي في تسريع عجلة التطور الفكري وقبول الطرف الآخر والرأي المختلف بأريحية أكثر من السابق، أيدت هيفاء الصفوق ذلك، ورأت أن هذا الأمر لم يعد محصوراً على مجتمعنا فقط، بل تجاوزه للعالمية، وجعلنا مواكبين لكل جديد ومختلف ولكن من خلال مسارين، فهناك من استفاد وطور من نفسه وقدراته بشكل إيجابي، وهناك من أخذ قشور التواصل الاجتماعي وبالتالي أثرت عليه بالسلب. نقطة الانطلاقة في البداية تحدثت نجلاء القاسم عن بدايتها في الدخول إلى هذا العالم الذي دخلته قبل أربعة أعوام، وقالت: بدأت بشكل عفوي وبدون هدف أو تخطيط بأن أصبح نجمة في عالم الانستغرام والسناب شات، إذ لم أفكر كثيراً في مواكبة العصر وقتها إلا بعد إصرار من شقيقتي التي شجعتني وتكفلت بعمل حساب لي على الانستغرام فوقتها وجدت المتعة، وبدأت أتابع الحسابات النسائية والمختصة بالطبخ. علياء العبيد: عشر ثوان في السناب تتطلب الكثير من الجهد والتحضير.. والشفافية كلفتني وسرقت خصوصيتي وأضافت: البداية الحقيقية لانطلاقتها في عالم الشهرة كانت قبل عام، أما السنوات الثلاث المنصرمة كانت بمثابة التسلية بالنسبة لها وفي أوقات الفراغ، لكن قبل عام بدأت تشعر بأنها تملك محتوى اجتماعياً تستطيع أن تقدمه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فبدأت بدراسة الفكرة بشكل جدي وبترتيب أفكارها وصياغة موضوعاتها وأطروحاتها، وعن تقبل أسرتها وزوجها لأن تنتقل من دائرة الظل إلى الضوء، أكدت نجلاء أن أسرتها كانت تدعمها بقوة، وزوجها شجعها كثيراً لممارسة ما تحب طالما كانت مفيدة ونافعة، ومتقيدة بالعادات والتقاليد، مؤكدة على أن التأثير في المستهدفين والجمهور لا يكون إلا من خلال وجود فكر ومبدأ، وهذا ماحرصت عليه وهو استثمار الفكر وملامسة هم المجتمع من خلال حياتها اليومية وأطروحاتها الاجتماعية التي تستهدف فيها النساء فقط من عمر المراهقة حتى عمر ال60 عاماً. تصوير الرحلات ولم تختلف كثيراً بداية الناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي علياء العبيد عن سابقتها، غير أنها كانت من رواد المكتبات العامة وصديقة دائمة للكتب-على حد ذكرها-، وهنا تقول: كنت في كل محفل واجتماع أجد الفتيات والأمهات منشغلات بعالم أجهله، حتى بدأت أشعر أنني متأخرة كثيراً عن عصري، فقررت أن أواكب التكنولوجيا والتطور، وكانت البداية الحقيقية لي خلال سفرتي الأولى لسيرلانكا، إذ بدأت بتصوير رحلتي وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبحكم سفرياتي وتنقلاتي الكثيرة، كنت أحرص على التقاط الصور بشكل جميل وجاذب، حتى بدأت الإضافات تتكاثر وبدأ المتابعون ينجذبون لحسابي السياحي، الذي تحول فيما بعد إلى يومياتي وهواياتي وحياتي التي أحبها الناس. وعن تقبل أسرتها وزوجها لخوضها هذه التجربة الجديدة وأن تكون تحت المجهر، أكدت علياء أن أسرتها تقبلت الموضوع بصدر رحب، بل وأصبح زوجها رفيقاً لها من خلال المداخلات المستمرة والداعم الدائم لها، خاصة وأنها وجدت لذاتها حياة مع الناس، ومع بحث المواضيع الشيقة والتجارب الشخصية والمساهمة في تقديم الاستشارات ولو بالنصح، خاصة بعد أن أصبحت مؤثرة للكثير من المتابعات، مشيرة الى انها رسمت لنفسها خطاً مختلفاً من خلال تقديم الإرشاد حول بعض المهام الوظيفية التي تدخل ضمن اختصاصها، كالموارد البشرية، والسيرة الذاتية، والمواضيع الخاصة بمجالها واهتماماتها، واصفة ذلك بالعمل المجهد، اذ إن تلك المواد الخاطفة التي تعرض في عشر ثوانٍ على برنامج السناب شات تأخذ منها جهداً ووقتاً طويلاً في التحضير والبحث وترتيب الأفكار. حالة من التناقض مع الواقع وأكدت هيفاء الصفوق قائلة: يجب ألا ننسى بأن التواصل الاجتماعي جعل الكثير في حالة من التناقض بين الواقع الذي نعيشه وبين العالم المختلف عنا ولا نراه إلا من خلال تلك المواقع، مما جعلنا نصل إلى مرحلة فقد الهوية، وان اقبالنا على التواصل الاجتماعي جاء تعويضاً عن شيء نبحث عنه في دواخلنا. وعلقت هيفاء الصفوق على حديث علياء العبيد التي أشارت إلى أنها حرصت في بداياتها الحديث بعيداً عن تخصصها، وتقديم هواياتها التي من خلالها أحبها الجمهور، الأمر الذي يدلل على أهمية الفكر المطروح، والهدف منه، فمواقع التواصل والفاعلون فيها تحديداً كشفوا لنا عن وجود أزمة فكر واضطراب في الهوية الداخلية للشخص، فهل كل مشهور يعرف ما هو الدور المناط به، وماهي مسؤوليته تجاه الملايين الذين يتابعونه؟ مؤكدة أنه يجب على الشخص المشهور تحديداً أن يحدد أهدافه وماذا يريد وماذا سيقدم، وأن كل كلمة يتفوه بها محسوبة عليه، سواء كان ايجابياً أم سلبياً، فهناك مجموعة كبيرة من الأشخاص تتابعه، وعليه أن يحرص على عكس صورة إيجابية عن نفسه ومجتمعه وفكره، خاصة وأن فكرة تنظيم مواقع التواصل الاجتماعي مستحيلة. طفرة الإعلام الجديد وحول استغلال مشاهير التواصل الاجتماعي لطفرة الإعلام الجديد رأت لبنى السلطان أن الفتاة أو الشاب لايخططون كثيراً للشهرة، ولكن مجرد أن تحصل يجب أن يبدأوا بشكل جدي للتخطيط حول الأهداف وخلق الفكر المؤثر، معتقدة أنه بعد أن يحدد النجم أو النجمة الفئة المستهدفة في حسابه والفائدة التي يسعى لإيصالها يستطيع بعد ذلك تسويق حسابه بشكل جيد لدى المستثمر والتاجر ليكون قناة تسويقية لمنتجاتهم وبالتالي يخلق له تجارة مستدامة غير مرتبطة بطفرة معينة، أو جيل معين. وأشارت لبنى أن هذه الطريقة تساعد الناشطين في هذه المواقع على بناء منصة قوية جداً، ويكون لحسابها هدف أكبر إضافة إلى وجود مصداقية للحساب مع شركات تعاونت معها ولها برامج تطبقها بشكل يومي مما يعطي الموضوع مصداقية اكبر وثقة وهدفاً واضحاً وفي الغالب سيكون الهدف ناجحاً. حياة مجتزئة أما ما يخص متابعة المراهقات لبعض الحسابات التي قد ترهقهن نفسياً وتدخلهن في دوامة العالم الافتراضي، وأن يقيسوا حياة كاملة على حياة مجتزئة في عشر ثوانٍ، قالت علياء العبيد: تلك الثواني تأخذ جهدًا وطاقة كبيرة مني، كوني امرأة مشغولة وأم وزوجة وموظفة وناشطة اجتماعية، فكل تلك المسؤوليات ترهقني كثيراً، فعلى سبيل المثال أنا أقضي في عملي الرسمي عشر ساعات، لا أصور فيها إلا 20 ثانية، وقت دخولي وانصرافي، فيجب أن يستوعب المتلقي أن هناك تسع ساعات و59 دقيقه أنا فيها أعمل وهو لا يراها. مشددة أنه على المراهق والمراهقة والمتلقي بشكل عام، أن يدركوا بأن حياة هؤلاء ليست صوراً عابرة أو مقاطع مجتزأة فهناك حياة خفية، هو لا يراها ويحق لكل شخص إخفاء الجزء الذي يريده منها. وعرجت علياء العبيد على فائدتها من مواقع التواصل الاجتماعي في عملية التسوق التي استفادت منها كثيراً، فهي بالغالب لاتحب كثيرًا الذهاب إلى السوق، ولكن مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال المشاهير، أصبحت تعرف ماذا تريد وكيف تختصر الوقت وتتجه للمكان الصحيح. تسويق المنتجات وحول اعتماد بعض التجار والمحلات على أفراد في التسويق لمنتجاتهم، قالت لبنى السلطان: إنه أول ما بدأ التسويق كانت المشكلة الأساسية الظاهرة هي ان المحلات والمتاجر لم تكن تفهم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل جيد والفئات المستهدفة، ففي البداية تخبطت بعض المحلات وأصبحت تستهدف أشخاصاً فكاهيين على سبيل المثال للتسويق لأزياء نسائية، فكان هذا خطأ، ولكن بعد ذلك استوعبوا الدرس وأصبحوا يتجهون إلى الأشخاص البسيطين والعفويين، لعمل إعلانات خاصة مدفوعة الثمن، التي ما أن تعمل إلا ويجدون أن المبيعات ارتفعت إلى أكثر من 15% خلال أسبوع، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك التي تستطيع عملها القنوات التقليدية، فطبيعي أن يثق المعلن بالأسلوب المتجدد الذي يجب أن تواكبه وتدركه القنوات التقليدية. دور أسري مهم ورأت هيفاء الصفوق أن على الأسرة دوراً كبيراً في تشكيل شخصية المراهق، وهي مرحلة ماقبل المراهقة، وقالت: إن الانخراط بعالم وسائل التواصل الاجتماعي ليس أمراً سهلاً، فهو يحتاج إلى دراية وفهم كامل بجوانبه الإيجابية والسلبية على حد سواء، ومن جهتي أقوم دائماً باختيار عشر مدارس لتقديم دورة خاصة عن التسويق الإلكتروني لتعريف الجيل الجديد جدية الموضوع وصعوبته في نفس الوقت، أما عن سؤال العديد لماذا لا يصور المشاهير حياتهم الطبيعية كما هي فسؤالي هو، هل تظهر جانبك الفوضوي في حياتك لضيوفك في منزلك؟ وأضافت أن لكل شخص حريته الشخصية طالما لا يكون نموذجاً سيئاً للآخرين، وفي ذات الوقت ليس من حقنا ان نقيد الناس ونضعهم في القالب الذي نريده، اما فيما يتعلق بالمراهقين فالأمر يعود الى ما قام به الأبوان من تربية إيمانية وأخلاقية وتوجيه سلوكي حميد لأطفالهما منذ صغرهم، فلا يمكنك تقييد مراهق حول من يتابع أو ماذا يتابع، فبرامج وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي الكبير الذي نعيش فيه نافذة كبيرة على كل العالم لن نستطيع ان نضع عليه رقابة أو نمنعه لذا فإن من الصعب ان نعلق حول تأثير مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي على تصرفات المراهقين، وأن بناء الثقة في النفس والقناعة الداخلية بعدم تقمص الأدوار السلبية، وتقدير الذات واحترامها هي الحصون المنيعة لحماية المراهق في العصر الرقمي الجديد، إضافة الى الأسلوب الراقي في الحوار الأسري القائم على الاحترام والحرص على الاستماع والإنصات إليهم، وبالتالي ستكون النتيجة تخريج مراهق سوَي وقوي الشخصية مؤثر في من هم حوله من أقرانه حتى وإن اختلفت الثقافة والأفكار من حولهم ستجدهم يرجعون إليك لاستشارتك، فبوابة العالم فتحته لهم ولم تغلقه، لذلك هم قادرون على الخروج والعودة بأمان. وعن كيفية اكتشاف نجوم وسائل التواصل الاجتماعي أن الشهرة اشبعت رغباتهم في العمل، تجيب القاسم: جاء ذلك بسبب ممارستي لهذا العمل وقد اشبعت رغبتي نتيجة للممارسة، حيث أجد نفسي في محيط العائلة شخصاً معلناً بالفطرة، فحينما امتدح شيئاً اجد قبولاً من أفراد العائلة ككل، وذلك لامتلاكي اسلوب التسويق والتأثير بإعطاء المعلومة بكل صدق لأنني المستفيد الأول من الإعلان. جودة المنتج في سؤال حول قدرة العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على كسب ثقة التاجر بالرغم من قناعته السابقة في عالم الأعمال والإعلان من خلال وسائل الاعلام المرئي والمقروء رغم قلة خبرة نجم وسائل التواصل الاجتماعي وعدم وجود آلية تضمن حقوق المعلن، تجيب نجلاء القاسم: ان مجال دراستي هو التسويق، وذلك يعود إلى تركيزها حول قوة تأثير هذا النجم من خلال تطبيق الانستقرام وسناب شات والذي يعتبر منصة أولى لأغلب المشاهير، ولا أنكر أنها مغامرة بالنسبة لتاجر في اختيار نجم جديد على الساحة، ولكن العبرة عند إعادة الاعلان مرة ومرتين وثلاث بعد نجاحه. وحول الاشتراطات الإعلانية التي تفرضها واضطرارها إلى التنازل عنها لكسب الثقة تضيف القاسم: فيما يتعلق بالأجر فقد اخذت على نفسي سياسة خاصة على ان لا يكون الأجر بشكل آلي بل يكون بناء على الجهد الذي أقوم به، وقبل كل شيء وأهم شرط مع العميل سواء كان شركة او تاجراً كبيراً او صغيراً هو ان اقتنع بالمنتج الذي سأقوم بالإعلان عنه والتسويق له، وفي حال لم أكن كذلك فعادة ما اتنازل عن الإعلان وأرفض القيام به، لأنني حينما دخلت هذا المجال لم يكن هدفي مادياً، ومنذ أن دخلت اتلقى يوميا العديد من طلبات الاعلانات، ولا اقبل إلا في حدود ٥ إلى ٦ إعلانات، والسبب يعود احيانا لرداءة حساب التاجر في التطبيقات بالرغم من جودة المنتج، وأجد ذلك كثيراً بين تاجرات الانستقرام، فانعدام أرقام التواصل أو معلومات حول المتجر الإلكتروني يفقدني ثقة المتابعين لي، اما اذا كان الاعلان عن اطعمة فأشترط دائماً عينة منه لتذوقها وتقييمها، ومن قصص الاعلانات التي حصلت لي، قامت إحدى التاجرات بإرسال 4 عينات لي وللأمانة لم يكن طبخها مستساغاً للأكل أبداً فاعتذرت عن الإعلان، فلا يمكنني المغامرة بإنزال إعلان لمتابعين لي وتقديم منتج ذي قيمة منخفضة من أجل المال، ولا بد أن أشير إلى أن هناك أكلات وأطعمة لا احبها ولكن هناك اشخاصاً يحبون اكلها وبالتالي اضطر الى احضار شخص آخر يقيم الأكل حتى لا اظلم المعلن، اما بالنسبة للشركات فيجب ان يكون لديها منتجات ذو جودة عالية مقارنة بالتاجر الصغير، بالإضافة إلى سعرها المناسب. استغلال وتلقي غير موجه وحول استغلال بعض مشاهير التواصل الاجتماعي للمتلقين، وكيف يمكن خلق وعي مجتمعي كافٍ، رأت هيفاء الصفوق أن الوقاية تتطلب وعياً ذاتياً، ولا يجوز أن نضع كافة الأعباء والأخطاء على المشاهير، فإذا وجد أي شخص نافذة يستفيد منها من خلال عرض منتجاته فلا بأس خاصة وأن مواقع التواصل الاجتماعي مفتوحة للجميع، ولكن الأمر يتطلب الوعي الحقيقي، أما ما يخص بعض المنتجات الطبية والغذائية، فيجب أن يتحمل الفرد مسؤولية اختياره، إلى جانب أهمية وضع رقابة على مثل هؤلاء المستغلين لثقة الجمهور ومحبته، على الرغم من صعوبة الأمر في فضاء الاعلام الجديد، معتقدة أنه من الصعب استخراج سجل تجاري لكافة المشروعات، فسبب نجاح مشروعات التواصل الاجتماعي هي خلوها من البيروقراطية الموجودة على الواقع. الإيجابيات والسلبيات وفي سؤال عن الإيجابيات والسلبيات التي قدمتها مواقع التواصل الاجتماعي للمشاهير، قال علياء العبيد: إن من السلبيات التعامل بشفافية مطلقة وهو ما كلفني الكثير، وهناك أشخاص يشقيهم سعادة الآخرين، ومن السلبيات ايضا إنها سرقت الكثير من خصوصيتي وخاصة أسرتي، وعرفني على الكثير عن قرب، وخسرت صديقة عمري منذ أكثر من 19 عاماً، وتم اقتحام خصوصيتي وتصوير هويتي الوطنية والمتاجرة بمعلوماتي. اما الإيجابيات: فأصبحت أقرب للناس، وطور الكثير من شخصيتي، وأصبحت أقوى وأكثر ثقة، وزادت معلوماتي ومعرفتي بالناس عن قرب، ولم يعد يؤثر فيني أي أمر بسهولة، وعززت الكثير بداخلي من الجوانب الإيجابية، وعرفتني على أشخاص أصبحوا يعنون لي الكثير، اضافة الى انها رتبت حياتي. من جهتها تقول نجلاء القاسم: لم أعانِ كثيراً من أي سلبية وذلك لأنني وضعت خطوطاً عريضة منذ البداية، أما الإيجابيات: أصبحت شخصيتي أقوى، وأصبحت أكثر تحكماً في ردات فعلي، وأصبحت قليلة الجدال والنقاش، وأحرص على الحوارات العميقة، وتوسعت في الكثير من الأمور، ومارست تخصصي الأكاديمي من خلال التسويق والإعلان، وتطور أسلوبي الخطابي، وتطور أسلوب تعاملي مع أطفالي وشعرت بقيمة حبهم، وأصبحت استوعب الجميع واتقبل الكل. الأبناء والشهرة جانبها طرحت الزميلة عذراء الحسيني تساؤل حول رؤية المشاهير في دخول أبنائهم باكراً للعالم الافتراضي، وهل في ذلك رؤية مستقبلية؟ وأجابت علياء العبيد: لاشك ان هناك حدوداً للأطفال في عالم التواصل الاجتماعي، فعلى سبيل المثال هي لا تسمح لابنتها أن تدخل هذا العالم بشكل كلي، بل بحدود وبرقابة مشددة منها، ولكن بعد فترة عمرية معينة تستطيع هي اتخاذ القرار الذي ترغب به. وطرحت الزميلة صالحة العتيبي تساؤلاً حول وجود مقترح لتنظيم العمل وتقنينه بهدف ضمان الحقوق في الاعلانات؟ وأكدت علياء العبيد أنها لا تعلن لأي أحد إلا بوجود سجل تجاري من أجل أن أحفظ حقوقي وحقوق المتلقي. الخصوصية وطرحت الزميلة سارة الشعيبي تساؤلاً حول فقدان الخصوصية في عالم التواصل الاجتماعي، وأثر ذلك؟ فأجابت علياء العبيد: لاشك أن لذلك أثراً كبيراً في حياتها، فأصبحت تعتمد على الانفصال عن اسرتها قليلا في الأماكن العامة وفي الطيران، خوفاً من التصوير، إلى جانب المواقف المحرجة التي تتعرض لها في الأماكن العامة التي تكشفها فيها سناباتها، حتى وصل الأمر أن أزال بعض المحبين الستار الحاجز في إحدى المطاعم عنها وعن زوجها بعد أن سمعوا صوتها. «هياط المشاهير»..! في تعليقهن على الترف المظلل الذي يعمد الارتكاز عليه بعض الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي كتخصيص أوانٍ خاصة لمواقع التواصل وديكورات معينة، تدخل المتلقي في دائرة عدم الرضا، رأت نجلاء القاسم أن هياط المشاهير الذي يراه البعض بهذا المسمى إن صح التعبير يأتي من خلال أمرين، وهي أن يكون هذا الأمر جزءاً من حياة الشخص الحقيقية ويومياته، وهو بالتالي يظهرها للناس بشكل غير متعمد، علما بأن هذا المشهور يتابعه المئات من الأشخاص بطبقات متعددة، وبالتالي من الطبيعي أن يعتقد الشخص من الطبقة الأقل أن ما حصل هياط، وهذا ظلم كبير له، وكما أكدت على أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مفيدة كي يتقبل الجميع كل طبقات المجتمع، وأن يعيش حياة الشخص الذي يحبه كما هي، إلى جانب أن كل شخص لديه كامل الحرية في إظهار مايريد وإخفاء مايريد. واتفقت مع هذا الرأي نجلاء القاسم وقالت: بالنسبة لي فأنا أحرص كثيرا على إخفاء الجانب المادي من حياتي، ليس لشيء ولكن لأن هدفي هو معالجة علل وليس حرق النفوس، وبالرغم من ذلك ومن حرصي إلا أنه تظهر بعض تلك الأمور تلقائيا، كالسفريات أو الخدم أو الحياة اليومية، لذلك ليس بالضرورة أن كل مايطرح من باب الهياط. وشاطرتها الرأي علياء العبيد، التي ترأى أنه من حق متابعينها ان تحتفي بهم بوردة وشمعة وأواني جديدة، فالعين تحب الجمال، وهي مدركة أن من يتابعها يشعر بمدى اهتمامها به وبالتفاصيل الصغيرة التي من خلالها توصل محبتها لمن تابعها، وأنا أرى أنه من غير الذوق أن اشارك الأشخاص أوجاعي، فاعتقد أن سبب نجاح مواقع التواصل الاجتماعي هو الجانب الايجابي فيها، والأمور الجميلة، ويجب ان تكون كذلك، مؤكدة على أن كل المشاهير لم يبدأوا مشاهير، ولم يكن يعرفهم أحد ولكن تمت معرفتهم ودخلوا عالم الشهرة بعد أن أحب الناس حياتهم وتابعوهم، فحياتي هي نفسها لم تتغير، وروتيني كما هو وهواياتي نفسها قبل أو بعد، ولكن ما استجد هو أنني في الصباح بدلا ان اصور قهوتي بنفس الكوب يجب ان استبدله بكوب آخر ولون آخر، وبصراحة هناك اشياء اقوم بشرائها من اجل التصوير لأنني اعتبر المتابع هو ضيفي. ما المطلوب؟ أجمعت المشاركات في الندوة على ضرورة تقنين محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، وتفعيل الأنظمة والقوانين الخاصة بهذا الشأن، إلى جانب أهمية تحصين الشباب ومستخدمي هذه المواقع فكريا وسلوكيا. وتوجيههم إلى الطريقة المثلى لاستخدام مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي. كما طالبت المشاركات بضرورة إعطاء الطفل والمراهق مساحة في المنزل لكي يمارس نشاطه، على أن تكون المرأة صديقة لأبنائها وبناتها، وأن تكون العلاقة الأسرية قائمة الصدق والشفافية، لضمان حمايتهم مما قد يتعرضون له ويشاهدونه من محتوى هذه المواقع، كما دعت بعض المشاركات إلى إيجاد جهات رقابية فاعلة وقانون يحاسب التجاوزات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودعت المشاركات إلى تعزيز التوعية بأساليب جديدة جاذبة وبرسائل هادفة، مطالبات كذلك بإيجاد جهات منظمة للتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحفظ حقوق العميل والمستهلك والمعلن، وتعزز ثقة المصداقية في التعامل عبر هذه المواقع. التسويق للمطاعم.. وشرط السجل التجاري على الرغم من عدد التطبيقات الكبيرة في الآب ستور ونظام الأندرويد إلا أن طفرة الإعلام في وسائل التواصل الاجتماعي كانت عن طريق الانستقرام، الأمر الذي تشير إليه علياء العبيد حيث تقول: بدأت الإعلان في يناير ٢٠١٦م. وقبل هذا التاريخ لم أنشر إعلانات من قبل دخولي إلى عالم الإعلانات هو بسبب المتابعين أنفسهم ورغبتهم لمعرفة رأيي بمنتجات معينة، فكانت البداية بطلب من إحدى القنوات الفضائية، وكنت أتردد أيضا على أماكن محددة، وحينما توقفت عن زيارتها تلقيت العديد من الاتصالات من أصحاب تلك الأماكن يسألون عن سبب غيابي؟ واتضح لي أن تلك الأماكن كانت تستفيد من زياراتي، وخصوصا المطاعم والتي كانت زياراتي السابقة لها إعلانات مجانية، ووجدت تشجيعا من أصحاب تلك الأماكن لتسويق منتجاتهم، حيث كانت البداية بمبلغ زهيد للغاية وذلك يعود لجهلي بقيمة الاستفادة من الإعلان من جهة التاجر، لذلك عملت بمبدأ لا ضرر ولا ضرار، إلا أنني كنت حريصة على أن يقبل الطرف الآخر شروطي وخصوصا الحسابات الإلكترونية وهي وجوب وجود سجل تجاري للحسابات الإلكترونية وأن تكون موثوقة ومعروفة. على الرغم من عدد التطبيقات الكبيرة في الآب ستور ونظام الأندرويد إلا أن طفرة الإعلام في وسائل التواصل الاجتماعي كانت عن طريق الانستقرام، الأمر الذي تشير إليه علياء العبيد حيث تقول: بدأت الإعلان في يناير ٢٠١٦م. وقبل هذا التاريخ لم أنشر إعلانات من قبل دخولي إلى عالم الإعلانات هو بسبب المتابعين أنفسهم ورغبتهم لمعرفة رأيي بمنتجات معينة، فكانت البداية بطلب من إحدى القنوات الفضائية، وكنت أتردد أيضا على أماكن محددة، وحينما توقفت عن زيارتها تلقيت العديد من الاتصالات من أصحاب تلك الأماكن يسألون عن سبب غيابي؟ واتضح لي أن تلك الأماكن كانت تستفيد من زياراتي، وخصوصا المطاعم والتي كانت زياراتي السابقة لها إعلانات مجانية، ووجدت تشجيعا من أصحاب تلك الأماكن لتسويق منتجاتهم، حيث كانت البداية بمبلغ زهيد للغاية وذلك يعود لجهلي بقيمة الاستفادة من الإعلان من جهة التاجر، لذلك عملت بمبدأ لا ضرر ولا ضرار، إلا أنني كنت حريصة على أن يقبل الطرف الآخر شروطي وخصوصا الحسابات الإلكترونية وهي وجوب وجود سجل تجاري للحسابات الإلكترونية وأن تكون موثوقة ومعروفة. نشطاء مواقع التواصل والعمل الخيري طرحت الزميلة هتاف المحيميد تساؤلا عن سبب غياب مشاهير التواصل الاجتماعي عن أنشطة الجمعيات الخيرية، وعن الحملات الشعبية، فإما أنهن يلتزمن الصمت أو يشترطن إعلانا، فلماذا لايكون للمشاهير بصمات في هذا الأمر؟ وأجابت علياء العبيد: بأن لديهم مشاركات اجتماعية، وقد قادت العديد من المبادرات المجتمعية والخيرية، من خلالها أثثوا منازل الكثير من المحتاجين والمحتاجات، وقد عملوا على توزيع فساتين زفاف وأدوات مطبخية وخلافه من خلال مبادرات مجتمعية وتطوعية، مشيرة إلى أن دعمهم لا يقتصر على الفقراء والمساكين، بل أيضا هناك مساعدات طبية لجميع طبقات المجتمع، فمثلاً هناك فتاة في المستشفى وتعتمد على أجهزة التنفس وزرتها في المستشفى لأتأكد من حالتها، وكان هناك دكتور متخصص في مثل هذه الحالات، وأرسلت لي أمها التقارير وقمنا بعرضها لدى الطبيب المشهور، واتصلت مع مشاهير الإعلام الجديد، وبدأنا الحملة، من خلال هاشتاق بالاتفاق مع أم المريضة، وفي خلال ساعات وجدنا اتصالات ورسائل من عدة مستشفيات أبدت استعدادها لمعالجة الفتاة، وقد وصل الأمر إلى المسؤولين وتم نقل البنت بالإخلاء الطبي إلى المستشفى وأجريت لها العملية - والحمد لله - وقد قمت بزيارتها في المستشفى. وعلقت نجلاء القاسم: يوجد تواصل قوي بيني وبين الجمعيات الخيرية، وقد شاركت في فعاليات عديدة بدون مقابل مادي، كما شاركت جمعية حفظ الطعام، وكان الحضور مجانياً، ولم يسبق أن طالبت أي جمعية خيرية بمبالغ مالية. من جهتها اكدت لبنى السلطان أنها منذ أن تخرجت من الجامعة وقبل الالتحاق بالعمل كانت تعرض خدماتها، لأكثر من جمعية خيرية، وتقول لهم إنني مسوقة ومتخرجة في مجال الحاسب الآلي، ولديّ ماجستير وأريد أن أقدم خدماتي مجاناً للجمعيات، ولكن لم يتصل عليّ أي شخص من الجمعيات حتى وجدت وظيفة ونشرت كتابي وظهرت شهرتي باعتباري مسوقة وبدأت بعض الجمعيات تتواصل معها، فللأسف هناك بعض الجهات وإن كانت خيرية لا يرضيها الرخيص أو المجان. حقوق المعلن والمستهلك.. وقانون الحماية ! حول كيفية صناعة آلية تضمن حقوق المعلن وتضمن حقوق المستهلك في وسائل التواصل الاجتماعي، تجيب لبنى السلطان: في الحقيقة كان تطبيق تويتر هو الأول عالميا في الإعلان، بخلاف برنامج الفيس بوك او المدونات الخاصة، ومن الصعب جدا ان تأتي جهة حكومية او جهة مختصة كبيرة تفرض قوانين قبل ايجاد آلية للتعاون، وحينما بدأت الاعلانات عن طريق الانستقرام تحديدا لم يكن هناك قوانين تحمي الأطراف، حيث كان عدد المشاهير انذاك قليلا جدا مقارنة بالوقت الحاضر بالإضافة إلى عدد الشركات، وحينما زاد عدد المتابعين في هذا التطبيق كثرت المشاكل القضائية، مما توجب تدخل الجهات الحكومية من اجل حماية المستهلك، حيث قامت وزارة التجارة بوضع قانون محوري يوجب التجار الصغار بفتح سجلات تجارية الكترونية لتوثيق الحساب، حماية للتاجر أولا من سرقة إنتاجه وحماية للمستهلك من الحسابات الوهمية. وأضافت: أما عن آليه الإعلان فالعديد من نجوم التواصل الاجتماعي لجأ إلى استخدام البريد الالكتروني لاستقبال طلبات الإعلان وفرزها والتأكد من سجلات المحال الإلكترونية عن طريق الوزارة، الأمر الذي يعد احترافية شركات بانتقاء جودة الاعلانات، وفي الولايات المتحدة الاميركية على سبيل المثال تم اجبار المشاهير على وضع وسم خاص بالإعلان على صيغة #إعلان والتي أثارت جدلا هناك بسبب عدد القضايا المقامة بالمحاكم ضد هذه التجارة الافتراضية، فالعديد من نجوم وسائل التواصل الاجتماعي لجأوا إلى الاعلان المبطن وتنازلوا عن الإعلان المباشر لكسب ثقة المتابع، وأما عن آليته فيقوم التاجر بدفع مبلغ مالي كبير لنجم التواصل الاجتماعي على أن يستخدم المنتج كجزء من حياته اليومية، فالذي قامت به السلطات الاميركية فرض قانون صارم للمشاهير بوضع هذا الوسم لحماية المستهلك من الاستغلال والتضليل وهو ما نتمنى تطبيقه في المملكة. حــضـــور«الرياض» أسمهان الغامدي, هتاف المحيميد ,عذراء الحسيني, صالحة العتيبي ,سارة الشعيبي هيفاء الصفوق خلال الندوة وعي السيدات الناشطات في السوشل ميديا يحفظ حقوقهن أمام التاجر المعلن ومصداقيتهن أمام متابعيهن هيفاء الصفوق: مواقع التواصل عرّت الكثير وكشفت أزمة الفكر والهويّة.. و«المشاهير» مسؤولون أمام متابعيهم التسويق الإلكتروني للمحال التجارية بحاجة لتشريعات منظمة تحفظ الحقوق متابعو إحدى الناشطات على مواقع التواصل وقد احتشدوا بأحد الأسواق لمشاهدتها الثقة والمصداقية والوعي مطالب ضرورية في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي لبنى السلطان: ننتظر قانونا صارما على غرار القانون الأميركي لحماية المستهلك من تظليل «الإعلان المبطن»

مشاركة :