قسمت مستحضرات التجميل عالم النساء، والرجال أيضاً، إلى مؤيد ومعارض، ومعجب وماقت، وحقيقي وزائف، منذ اختراعها. ولا تزال مسألة "الكمية المناسبة" من المكياج موضوعاً يثير الجدل. ويناقش البعض أن وضع مستحضرات التجميل يعتبر خاطئاً من الأساس، ولكن من هو الحكم النهائي في هذا الموضوع؟ صرحت المغنية أليشيا كيز أخيراً بأنها ستظهر "بوجه عار" في آخر إعلانات "بووتس" التي تهدف إلى الترويج للجانب الأنثوي من مستحضرات التجميل. وبينت كيز أن الامرأة ليست "مضطرة" لوضع مساحيق التجميل، إلا إذا أرادت تغيير شكلها قليلاً للمرح، فهي سيدة نفسها ووجهها في النهاية. وباتت مساحيق التجميل اليوم مهمة لدرجة أن ظهور إحدى الفنانات أو المشاهير بوجهها "الطبيعي" الخالي من الألوان بات يذكر في العناوين الرئيسة للأخبار. وأصبح من الطبيعي أن تشترط بعض الشركات على الموظفات وضع مساحيق التجميل كجزء من "قواعد اللباس" المحددة، إحداهن هي "خطوط الطيران البريطانية" التي تحدد حتى لون أحمر الشفاه الخاص بمضيفات الطيران. وبينما يجب على السيدات أن يخرجن بـ "رموش أطول" و"بشرة مخملية" ليبدون بكامل أناقتهن، جل ما يطلب من الرجال هو ارتداء قميص "مكوي"!. وعلى الرغم من ذلك كله، نجد الانتقادات تتطاير فوق رؤوس السيدات بسبب محاولتهن "خداع" الناس عبر وضع مستحضرات التجميل. ولا شك أن غالبية النساء يبدون أجمل بعد وضع المكياج، إلا أنه من المفزع أن تظن إحداهن أنها مجبرة عليه. بل إنه من الأفضل أن تحتفظ الامرأة بكامل أناقتها للمناسبات الخاصة، إذ إن أحداً لن يرغب بأن يظهر يوم زفافه بمظهره اليومي! وربما إن تشجع المزيد من الفنانات على الظهور بوجه خال من الملونات على شاشات التلفزيون والهواتف المحمولة، فإن ذلك سيسهل طرد شبح "الجمال الزائف" أو المبالغ فيه من مجتمعاتنا، لأن عيوبنا هي ما تجعلنا مثاليين في النهاية.
مشاركة :