حساب المواطن.. من أين تؤكل الكتف..!!

  • 1/26/2017
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

الأربعاء الأول من فبراير سيكون التسجيل متاحاً لجميع الأفراد في حساب المواطن..! من هنا التفتت عشرات الأعناق تتساءل كيف ومتى ومن أين وما هي الحكاية..!؟ الحكاية يا سادة يا كرام تحتاج إلى توضيح من الجهات المعنية ومن الإعلام..! مشكلتنا وغالبية قراراتنا تبدأ ثم نوضح، ونستفسر ثم نجيب، ننطلق ثم نتعثر، ونخطئ ثم نبحث عن الإجابات والصواب.. لا يوجد مُلتقى وورش عمل ومؤتمر صحفي يبيّن للعامة المستفيدين من تلك البرامج الأرضية التي سيتشكّل فيها هذا المنتج أو ذاك، وهذه والله تنطبق على عديد من البرامج والأهداف التي جاءت بها رؤية المملكة 2030، ومن باب الشفافية كُنا نتمنى أن تكون الرؤية واضحة للجميع سواء في برنامج حساب المواطن أو حسابات ومنتجات وبرامج وزارة الإسكان، وهما العنصران المهمان للوطن والمواطن في هذه المرحلة بالذات..! وسنتوقف عند برنامج حساب المواطن، وهو برنامج وطني أُنشئ لحماية الأسر السعودية من الأثر المباشر وغير المباشر من الإصلاحات الاقتصادية، وذلك من خلال تقديم مبالغ نقدية مباشرة، وله أهداف رئيسة أهمها حماية الأسر محدودة ومتوسطة الدخل من تبعات إصلاح نظام الدعم الحكومي، «وإعادة مخصصات الدعم الحكومي ليكون أكثر عدالة»، ومن هنا جاءت الأهداف لتعزز قيمة الادخار، ومفهوم الادخار لدى الأسر والأفراد بشكل عام، فهل أعددنا برامج لتغيير الثقافة السعودية تجاه الإنفاق ومعرفتهم بدور الادخار وأهميته..؟ لاحظوا هنا «يتم احتساب قيمة البدل بناء على الأثر المباشر وغير المباشر لتعديل أسعار منتجات الطاقة والمياه، وبناء على الأثر المباشر وغير المباشر المتوقع من الإصلاحات الاقتصادية الأخرى..!»، هل سيكون لدى الرجل العادي أو الأرملة أو العاجزين أو محدودي الدخل والتعليم والثقافة من فهم هذه المصطلحات وهذه الفلسفة وهذه الكلمات.. لماذا لم يتم تبسيط اللغة، ولماذا لا يكون هناك توعية لهم؟ نحتاج إلى حملات إعلامية مكثفة لنقل الناس إلى ما نريد، وإيصال الرسالة إلى أهلها بالطرق السليمة والواضحة؛ ليكون الناس على دراية لما لهم وما عليهم، ومن ناحية أُخرى تسهل عمليات التسجيل، وتقل المخاطر، وننجح في برامجنا المُقدمة..! لماذا نُصعّب على المستفيدين الإجراءات ونقتل الأفراح بالروتين والأحكام والقوانين التي ما أنزل الله بها من سلطان، رغم تأكيدات ولاة الأمر على تسهيل وتبسيط الإجراءات ودعم المواطن، فهل هناك من يحاول عرقلة التنمية ويضع العراقيل أمام المستفيدين كما حصل في برنامج حافز وغيره ـ وكما حصل عندما قال الملك عبدالله -رحمه الله-: أعطوا الناس «فللاً» بمساحات 500 متر، قال وزير المالية آنذاك إن المساحات 300 كافية، وبدأنا بعرقلة الموضوع، ولم يرَ النور حتى اللحظة.! لماذا يكون لدى بعض الأشخاص هداهم الله ـ موجة من الحقد والحسد رغم أن بلدنا بخير ونعمة وفضل من الله، ومواردنا ليست ضئيلة، ومنتجاتنا ومواردنا البشرية كبيرة والحمد لله، ومستقبلنا ينتظره انتعاش واعد، والدليل على ذلك الميزانية المعلنة 2017، والمشاريع المقدمة والشركات العالمية التي تقدمت للاستثمار عندنا، وتهافتت الشركات القوية والعالمية للاستفادة من النقلة الحضارية والاقتصادية التي ستشهدها البلاد خلال الخمس سنوات المقبلة..! رؤية المملكة 2030 هدفها التخفيف على المواطن من الآن، وتقبل التغييرات الاقتصادية وآثارها الناتجة عن الإصلاح على المواطنين من خلال طرح برامج عدة وتعديل الأوضاع، ومن أهمها حساب المواطن؛ فالمفروض على الجميع أن يقرأ ويطلع ويسأل عن البرنامج لمعرفة الكيفية التي تمكنه من الاستفادة منه على أكمل وجه؛ كون البرنامج يهدف إلى تطوير النظام بحيث يمكن من خلاله رفع كفاءة الدعم الحكومي للمواطنين، وتشجيع الأسر للاستهلاك الرشيد لمنتجات الطاقة والمياه، والإحساس العميق بمدى أهمية الماء والطاقة، وكفانا تبذيرا واستهلاكا وتلاعبا؛ فلقد حان الوقت لنشعر ونحس ونتفهّم مدى قيمة هذين المنتجين، وأن نتعلم ونُعلّم أبناءنا مدى أهميتهما، وبالذات وقف الهدر في المياه (فوالله إنه سلعة تصلنا بقيمة شبه مجانية، ولكن لو تعلمون قيمته الحقيقية ومدى تكلفته على الدولة لما تعاملتم معه بهذا الشكل وهذا الهدر والإسراف..!) لقد تم تخصيص مبلغ 25 مليار ريال لبرنامج حساب المواطن عام 2017، وستكون 60 ملياراً 2020، فهل من حاقد وحسود لينطق لسانه بعكس ذلك وأننا مقدمون على إفلاس أو عجز..؟ أرقام ومشاريع وأنظمة وتنظيمات وحقائق تجعل من الألسنة الحاقدة لا تُبارح أفواهها..!

مشاركة :