تجمعات لحشد من جمهوره، ودعوات ملحة بالتصوير «سيلفي» للذكرى، وحضور حرص على الوجود في مدرجات قلعة الميدان، المحتضنة فقرته الفنية، قبيل انطلاق منافسات «يولة فزاع»، مساء أول من أمس، أحالت إلى مقارنة أولية بين بدايات الفنان الإماراتي معضد الكعبي، في برنامج «نجم الخليج»، حينما كان أول موهبة إماراتية تفوز بلقبه، ووضعه الفني الآن، بعد أن أصبح أكثر انتشاراً، وأحد الأصوات الإماراتية الموجودة بالفعل على الساحة. ثبات «صاحب المفاجآت» تبقى فقرة المتسابق أحمد الحبسي، صاحب اللقب الجماهيري «الصفر الكبير»، الذي حصل عليه بسبب تأهله في الدورة الماضية، على الرغم من حصوله على صفر في درجات لجنة التحكيم، واحدة من أكثر الفقرات إثارة وتقبلاً للمفاجآت اللامتوقعة. وفي جولة أول من أمس، حرص الحبسي على تجنب جميع أخطائه السابقة، ولم يصعد مصطحباً سيفاً بجانب سلاح اليولة، وهو الخيار الذي جلب له «الصفر»، كما أنه حرص على تجنب سقوط الغترة، بتثبيتها على نحو متقن، ولافت للنظر، لكنه وقع في خطأ جديد، إذ سقط سلاحه أثناء استعراضه مهارة الرمي. وجه من «البيت» استدعى حضور الشاعر العُماني حمود بن وهقة، ذكريات برنامج «البيت» الشعري، الذي انضم في دورته الأخيرة لعضوية لجنة تحكيم مسابقة «الصورة»، وتميز خلالها بن وهقة بتعليقاته الفنية الصريحة، وخفة ظله، التي كانت بمثابة جواز مرور لآرائه النقدية في المشاركات. بن وهقة، الذي تابع بشغف أداء مواطنه أحمد عبدالله الوهيبي، أشار إلى أن حالة التآخي التي تربط بين الشعبين الشقيقين الإماراتي والعُماني، تمتد أيضاً في المورث المحلي والشعر النبطي، وغيرها من مظاهر التقارب أو التناظر المجتمعي. وأهدى بن وهقة، الذي سبقت له الإطلالة الشعرية عبر منصة «يولة فزاع» في دورة سابقة قصيدته «دبي الخير» إلى حضور منافسات «الميدان» وسائر أهل دبي. الكعبي، الذي حرص على توجيه الشكر لجمهوره الذي سانده في تلك المنافسات، وأيضاً وسائل الإعلام المحلية، قال لـ«الإمارات اليوم»: «مازلت أنا معضد الكعبي، صاحب أول الألقاب الإماراتية لبرنامج (نجم الخليج)، ومازلت بالسمات نفسها التي عرفني بها ورشحني بناء عليها الجمهور، والكثيرون منهم يفضلون استدعاء هذه الذكرى حينما أصعد على المسرح، ما يدل على أنني مازلت في وجدانهم (نجم الخليج)، وهو اللقب الذي أعتز به كثيرا». وأضاف الكعبي: «البرنامج الذي أنتجه حينها تلفزيون دبي، فتح لي وللآخرين طريق الفرصة الأولى، لكن في الدرب صادفتني محطة شديدة الأهمية في حياتي عنوانها، مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سواء عبر إذاعة (الأولى) التراثية، أو منصة بطولة فزاع لليولة، التي نحن في رحاب فعالياتها الآن». وتابع: «ليس هناك منصة أكثر جدوى للأغنية الإماراتية عموماً، والشعبية بصفة خاصة، من الوجود في الفقرة الفنية للبطولة، وبالنسبة لي فقد نلت فرصة الالتقاء بالجمهور عبرها لأربع دورات مختلفة، وكنت ضيفاً أيضاً لبطولة الناشئين في مناسبتين مختلفتين». خصوصية «الميدان» وذكر الكعبي أنه تخير أغنيتين جديدتين تم إنجازهما خصيصاً للظهور عبر الفقرة الفنية لـ«الميدان»، الذي يحرص على متابعة مختلف دوراته، الأغنية الأولى «كيف ناسيني»، والثانية «أشم خدوده»، وكلاهما من كلمات صاحب الأغنية الرسمية للبطولة «الله على دبي» الشاعر سعيد بن مصلح الأحبابي. وأشار إلى أن إيقاع «الميدان»، وخصوصية أجوائه، فضلاً على خصوصية أشعار الأحبابي، فرضا عليه ملحناً هذه المرة، مقامات موسيقية بعينها. وأكد الكعبي أنه «بالأرقام فإن بطولة فزاع لليولة تمثل الفرصة الأبرز لدى الفنان الإماراتي، فبعض المطربين حافظوا على الظهور في مختلف دوراتها، في حين أن كثيراً منهم يكاد لا يظهر على شاشة قناة رسمية محلية، إلا من خلال النقل المباشر لتفاصيلها عبر شاشة قناة (سما دبي) الفضائية، التابعة لمؤسسة دبي للإعلام». وفي ليلة التأهل لمربع «يولة فزاع» الذهبي، استدعى الشاعر العُماني حمود بن وهقة، أجواء الاستمتاع بالشعر، من خلال إلقائه قصيدة «دبي الخير»، التي عددت الكثير من سمات أهل دبي وجماليات معالمها. وأشار بن وهقة إلى أن «مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث أصبح متمرساً في تنظيم البطولات والفعاليات التي تبرز هوية المواطن الخليجي والعربي، من خلال إحياء التراث الثقافي الإماراتي»، لافتاً إلى سعي المركز المستمر لنقل الموروث من جيل إلى آخر، وبشكل عصري يتناسب وجميع الفئات العمرية». صاعدان وعلى الرغم من أن الفقرة الشعرية جاءت عُمانية، فإن نتيجة الحلقة شهدت صعود الإماراتيين حمدان بن مصلح الأحبابي، والحبسي، اللذين فاز ببطاقتي التأهل للدور نصف النهائي، فيما ودع البطولة عبدالرحمن السراح. ويقضي نظام البطولة بأن يلتقي الأحبابي والحبسي المتأهلان من المجموعة الثانية، إذ سيتنافس الأحبابي صاحب المركز الأول مع صاحب المركز الثاني من تلك المجموعة، فيما ينتظر الحبسي الذي جاء ثانياً، صاحب المركز الأول منها ليكونا الفائزين هما طرفا الحلقة الختامية. وبأداء متميز اعتلى المتسابق أحمد عبدالله الحرسوسي ساحة الميدان، مركزاً بشكل خاص على مهارة الرمي، إذ تمكن من قرع جرس الأداء القياسي لتلك المهارة، الذي يؤشر الى القوة القصوى للرمي المتخطية حاجز ارتفاع قدره 20 متراً في أربع مناسبات مختلفة، إضافة إلى محاولتين أخريين قرع فيها الجرس لمسافة 17 متراً، وسط تصفيق الجمهور، وما تلاه من ثناء لجنة التحكيم التي لم تتردد في منحه العلامة الكاملة. ومع الوجود الشعري العُماني، كان هناك في «الميدان» تمثيل مهاري في أداء اليولة، مثّله المتسابق محمد عبدالله الوهيبي، الذي بادر باستعراض يولة تميزت بخفة حركته على المسرح، وتناسق حركته في اليولة الأرضية، ولكن لم يحالفه الحظ إلا بقرع جرس 17 متراً ثلاث مرات. وعلقت لجنة التحكيم على مدى تحسن أدائه وتميز استعراضاته الأرضية، ونصحته بالتركيز أكثر على مزيد من التحكم بسلاحه ومنحته 48 درجة. واختتم المتسابق أحمد الحبسي فقرات الجولة بأدائه الحماسي المعتاد، الذي حصد هتافات الجماهير تحمس إثرها لعمليات قرع أجراس الميدان، وتمكن من قرع جرس 20 متراً ثلاث مرات وجرس 17 متراً مرتين. وأكدت لجنة التحكيم أن التطور المشهود للحبسي، إثر التدريب المستمر، قد نتج عنه إبداع واضح في الأداء ومنحته 49 درجة، بسبب بعض الأخطاء التي وقع بها، ومن أبرزها سقوط السلاح أثناء استعراضه مهارة الرمي. الكأس من جهتها، قالت مديرة إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، إن «الموسم الجديد من البطولة دخل فترة العد التنازلي، مع تبقي أقل من شهر على تحديد هوية فارس كأس فزاع الذهبي، مع تطلعنا للحلقة الأخيرة التي تقام 24 فبراير المقبل، ومع صعود متنافسين إلى الدور نصف النهائي، والعروض التي شهدناها في الحلقة الثامنة من المجموعة الثانية للدور الثاني، فإننا سنكون على الموعد مع أقوى عروض اليولة في الدور المقبل». وعبّرت عن تقديرها لجهود لجنة التحكيم التي أسهمت العام الجاري في رفع مستوى المشاركين، وتدريبهم على مدار الأسبوع، ليضفي ذلك مزيداً من الإتقان على العروض التي زينت خشبة مسرح الميدان، وأسهمت بجذب أعداد كبيرة من الجماهير، سواء للحضور في موقع البطولة والتفاعل مع العروض، أو عبر الإقبال الواسع للتصويت لاختيار الفائزين.
مشاركة :