الشاعر زمانان: ضيق الوعاء النقدي أبرز إشكاليات النص المعاصر

  • 1/29/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الشاعر صالح زمانان الفائز بجائزة السنوسي للشعر العربى، أن إشكالية النص المعاصر هي ضيق الوعاء النقدي وعدم استيعاب التجربة الحديثة، مشيرا إلى أن الحركة النقدية المغربية استطاعت هدم الجدران بين الشعر والنثر واستخلاص منطقة جديدة تستوعب الأفكار العميقة والصورة المذهلة. «اليوم» أجرت حوارا مع الشاعر صالح زمانان للحديث عن فوزه بجائزة السنونسي للشعر العربي، إضافة لمواضيع أخرى منها ترجمة نصوصة للغة الإسبانية. ■ كيف ترى دور جائزة السنوسي في إثراء الساحة الشعرية العربية ما جعلها تظاهرة حوار وتلاقح إبداعي؟ استطاع الفريق القائم على الجائزة بقيادة الشاعر محمد إبراهيم، أن يجعلوا حفل الجائزة في كل عام ملتقى شعريا عربيا يشار إليه بالبنان، حيث يتمنى غالبية الشعراء من الوطن العربي المشاركة في أمسياته، نظرا للأسماء الكبيرة التي تحيي وتشارك في هذا المحفل الكبير. ■ ما انطباعك كأول سعودي يفوز بهذه الجائزة في نسختها الخامسة.. وهل كنت تتوقع الفوز بها؟ سعدت بها مرتين، مرة من أجل قصيدتي التي أخذتني صوب الشمال، وأخذتها صوب الجنوب، كما لو كنا صديقين عاشا دهورا في معارك الحروب وفي المقاهي وفي الزوايا المشبوهة، ولم يخرجا سوى بالصُحبة.. وسُعدت مرة أخرى لأنها من بلادي، ومن أهلي. ■ ما بين الإبداع الشعري والإبداع المسرحي أيهما أكثر صعوبة؟ كلاهما ميدان شائك بالتأكيد، ويحتاج إلى موهبة وحِرفة وتأمل، حيث جمعهما التراث في كثير من المواقع والمختبرات، لذلك لا انقطع عن أحدهما، حيث أغذي كل منهما بالآخر، فلطالما جاء الشعر في مسرحياتي، وجاء المسرح في قصائدي، لهذا أعتقد أنهما توأمان فيني، لكل منهما حاسة إضافية يستشعر به الآخر ويسنده بها. ■ هل تعتقد أن النص الشعري المحصن من النقد هو الأكثر أمانا على مستوى المتلقي؟ لا يمكن اعتبار النص محصنا إلا بالموهبة، ولا يمكن اعتبار النقد جرافة تهدم الحصون.. أعتقد أن إشكالية النص المعاصر هي ضيق الوعاء النقدي، وعدم استيعاب التجربة الحديثة، بوصفها تجربة تقوم على تشكيلات الفنون المتعددة، والتأملات والحدوسات، وتقدمها على منابر جديدة ومنصات مختلفة، في حين أن الحالة النقدية السائدة - في أغلبها - مازالت مشغولة بتعريفات قدامة بن جعفر وعبدالقاهر الجرجاني، والجدير بالذكر أن الحركة النقدية المغربية أفرزت مجموعة من العناوين المتقدمة في النص الحديث وخصوصا «قصيدة النثر»، بل أن بعضها استطاع أن يسبر فحواها في التراث العربي القديم وصولا إلى الإشراقات الصوفية ونصوصها التي استطاعت هدم الجدران بين الشعر والنثر واستخلاص منطقة جديدة تستوعب الأفكار العميقة والصورة المذهلة، كما كان عند الناقد رشيد يحياوي وغيره. ■ ترجمت نصوصك إلى الإسبانية.. كيف كانت التجربة ومستوى تلقيها؟ تمت ترجمة مجموعتي الشعرية «رأسه في الفجيعة.. أصابعه في الضحك» عام 2014م للغة الإسبانية، عن طريق بيت الشعر الكوستاريكي في سان خوسيه، حيث ترجمها الشاعر والمترجم محمد بن أحمد بنيس، واحتوت على 26 نص قصيدة نثر، ولا شك في أن تجربة الترجمة هذه كان لها الأثر الكبير علي، سواء من حيث المشاركة في مهرجانات دولية أتاحتها الترجمة، أو من خلال فتح باب القراءة لما أكتب من قبل جماهير مغايرة وبعيدة.

مشاركة :