لقد اختص الله بلادنا ومنذ فجر تاريخها الحديث بالحكمة، وكان هذا هو ديدن قيادتها منذ أن أسسها القائد الموحد - رحمه الله. والحكمة ميزة اختص الله بها بعض عباده الصالحين ليحتلوا درجة عالية بين البشر، والحمد لله أن هذا ما يتمتع به قائد هذه الأمة في وقت تتلاطم به أمواج الأحداث والتقلبات السياسية الداخلية والخارجية. ونجد أن القيادة العظيمة تنظر بثاقب بصيرة للمستقبل وتحسب لكل الاحتمالات وتضع لكل شيء طارئ حدَّه، ولكل تساؤل جواباً. وهكذا كان القرار الإستراتيجي المحسوب والمدروس من جميع الجوانب، والذي أظهر أنه جاء بتوافق لا يقبل الجدل في المستقبل القريب أو البعيد. هكذا، جاء قرار خادم الحرمين الشريفين بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد في المملكة العربية السعودية مع ما صاحب هذا القرار من تبعات وإيضاحات، ولم يكن الأمير مقرن غريباً عن هذه المسؤولية؛ فقد أثبت أنه جدير بدرجة امتياز ممتطياً الصعاب في سبيل صناعة النفس على الصبر والاقتدار، وأمضى فترة ليست بالسهلة ليثبت ذاته بين الأقران في القوات الملكية الجوية السعودية. ثم وجد نفسه يتولى مسؤولية القيادة كأمير لمنطقة حائل أمضى بها ما يقارب العشرين عاماً وفي ظروف صعبة أثبت خلالها حنكته الإدارية والقيادية وحب الناس الذي هو غاية لا تدرك، وكان خلالها دمث الخلق صادق الحدث كثير المروءة قريب من المواطنين في أفراحهم وأتراحهم ثم نقل من هذه المنطقة إلى منطقة أخرى ذات مكانة عالية، وهي إمارة المدينة المنورة وأمضى فيها فترة من الزمن حقق خلالها ما تصبو إليه هذه المنطقة العزيزة من تطلعات اقتصادية وحضارية، ومنها كرئيس للاستخبارات العامة ولقربه الشديد من صاحب القرار، فقد وجد أنه جدير بتولي المسؤولية الأكبر والأدق حساسية فكان عند حسن ظن القيادة وأنيطت به مسؤولية المستشار الخاص والموثوق لدى خادم الحرمين الشريفين، وذلك لما تمتع به من رصانة وبعد نظر وقدرة على فهم المطلوب. لقد كان واعياً عارفاً بدقة كل الأمور ولم يضع علمه ومعرفته هباء؛ فقد استفاد من علمه الغزير واستطلاعه وقراراته ومعارفه في الداخل والخارج ووصَّف ذلك في عمله ولخدمة دينه ووطنه وقيادته. نسأل الله الكريم أن يوفقه في مهامه القادمة، كما وفق في مهامه السابقة، ونقدم بهذه المناسبة صادق التهنئة المباركة ونبايعه بيعة الشجعان على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم-، نسأل الله أن يصون بلادنا من كل شر ومكروه وأن يرزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير. عاش الملك وولي عهده وولي ولي عهده، وعاشت المملكة العربية السعودية في عزة وأمان وأمان. وباسمي وأسرتي وعائلة السويداء في حائل والرياض وجميع أنحاء المملكة أكرر التهنئة والبيعة.. وعشت يا وطن والله أكبر. لواء ركن متقاعد: محمد علي جارالله السويداء - عضو مجلس منطقة حائل الأسبق
مشاركة :