أشياء جديدة أراد القاص المياح ان يخرجها من دائرة الصمت الى حيث الاحتجاج والاعتراض بأسلوب فني إبداعي متماسك ولغة كفاءة رصينة تتراوح بين اللين والشدة مع خلق نوع من التأكيدات والتي جاءت ضمن السياق العام كأنها مكررة وتشترط الافادة من الوقائع الحية للانطلاق إلى تثبيت الذات الموضوعية والتي غيبت بسبب الاحداث تعامل معها المياح بمضادات مدركات شعورية وحسية تتعامل في الأصول والصفات الاكثر تعميقا بمسار الزمان والمكان. هكذا تجري انثيالات القصص حتى آخر قصة في المجموعة. ويمكن إجمال مبناها المعماري والدلالي وفق تكامل الاحداث والحوار والحركة التي احدثها شخوصها: اولا: استطاع المياح ان يخلق من تجربته الحياتية الوظيفية والادبية نموذجا من الغرائز والنوازع تبنت حوادث واقعية رسم معمارها وامتدادها ضمن حوادث خارجية ومشاعر داخلية ليسجل ضربته في هدف المثل العليا في سير النتائج البيانية لما يتحقق من معاني خلاصة التضاد بين الشر والخير والسعادة والشقاء والكرم والبخل والعدل والظلم الخ على اعتبار ان الادب ميراث مشترك بين الجميع يتحقق في الاتصال المباشر كما يقول محمد مندور "ان يكون الادب في خدمة الشعب وان يستمد موضوعاته ومضامينه من معارك الشعب الحارة أي من الاوراق الخضراء لا الاوراق الصفراء وان يكون أدبا هادفا أي أدبا قائدا يسعى الى تطوير حياتنا الشعبية والانتصاف للشعب من الذل والفقر والجهل". وهذا ما برز واتضح في اغلب موضوعات مجموعة القاص هادي المياح ولربما هناك اختلافات نسبية في منحنى التبادل المكاني والزمني في النصوص، ولكن الأعم الاغلب كان يتقرب فيها القاص المياح الى التسجيلية التاريخية بالتقاط صوري جميل باهر عشنا أجواءه من زوايا جمالية ذات أبعاد رؤية أطاحت بالأنظمة العقلية واللاعقلية في رخوة اللامنطق بين التفاؤلي والتشاؤمي في الفعل الدرامي النصي التي أججت المشاعر بهالة من الخزين المعرفي الذي تشبع بالذاتية القائمة على مجموعة من التصورات الدالة على التلازم بين الذاتي والموضوعي بفعالية سلوكية وذهنية وفكرية ودعوة صريحة بالانقضاض على مظاهر الانحطاط والتراجع والنكوص وتصحيح أخطائنا وعيوبنا بثورة الانتفاضات الثقافية والشعبية والتي تجري اليوم على شكل هبّات غير منظمة، تتشابك فيها الأفكار والنوازع في فهم محتوها الانساني والجمالي ومجال حيويتها ومسارها يوعز بالفزع تارة وأخرى يركن بالانتظار لحسم المعركة الكلية. فعلا هي عملية مركبة خلاصتها أننا لا نعرف الى اين نمضي في مجاهل اللا قرار واللاهدف انها الورقة البيضاء كتبتها الاحداث لم يفك رموزها أحد أو يجد لها ملاذا للاستقرار والسكينة رغم التضحيات.
مشاركة :