هذه الحلقة الرابعة من التعريف بموضوعات الندوة العلمية التي نظمها قسم اللغة العربية في جامعة القصيم يوم الأربعاء 14 شعبان 1438ه، بعنوان (التحكيم العلمي بين الموضوعية والذاتية). تحكيم الرسائل العلمية: للغامدي بدأ أستاذنا بالإشارة إلى أهمية تحكيم الرسائل العلمية وأن جوانب الموضوع كثيرة ولكنه سيجتزئ من ذلك بما يراه بالغ الأهمية، ومن ذلك ما تشترك به الرسائل العلمية والأعمال الأخرى من بحوث أو كتب وهو أنّها تقتضي القبول أو الرفض، وإن من السهل رد بحث سينشر في مجلة لضعفه العلمي لأنه لا يضيف جديدًا، أما الرسائل فلا تكاد تتعرض للرفض وإن ضعفت ربما درأً لما يترتب عليه من عواقب، وهذا يعد عائقًا لسلامة الحكم ومع ذلك لا يعمل به ما دامت الرسالة مستوفية للجوانب الشكلية التي تجعلها لا مأخذ عليها. ومن ذلك قضية الدراسات السابقة، أي الدراسات التي تناولت موضوع الرسالة كله أو بعضه، فعناية الباحث بالوقوف على الدراسات السابقة وبيان حسن فهمه لها واستيعابه لمحتوياتها يعينه على البدئ من حيث انتهى الآخرون فيثري بذلك عملهم ويستكمل جوانب النقص فيه، البحث العلمي سؤال يتباين في إجابته الباحثون. يظن الطالب وكثير من الأساتذة أن المقصود في الجدة المشروطة في الرسائل العلمية معناها الحرفي، أي أن يأتي الطالب بعنوان لا يطابقه عنوان رسالة أخرى أو كتاب، ولذلك قد يرد مشروع خطة بسبب العنوان من غير اعتبار أن الباحث قادر على إثارة سؤال ومناقشة جانب بحثي مختلف عن الآخر فيثري بذلك الموضوع ويحقق بذلك شريطة الجدة. إهمال الدراسات السابقة يتيح لضعاف الطلاب تلخيص الرسائل فقط وتجميعها في عمل تغيب عنه قدرات الطالب البحثية، بل قد يؤدي إلى سرقات علمية قد تكون فجة مفضوحة وقد تكون مموهة غامضة، ووجدنا من الرسائل ما يحتذي خطة رسالة سابقة ومنهجها وطريقة معالجتها بما يمكن عدّه نسخة من تلك الرسالة؛ ولذلك من المفيد أن يخصص الباحث الفصل الأول من رسالته لاستعراض الرسائل السابقة وقراءتها قراءة ناقدة لبيان موقع رسالته منها وموطن اختلافها المرجو عنها، إن التركيز على فحص الرسائل السابقة وتقويمها والانطلاق منها واستكمالها سيشجع الطلاب على البحث العلمي الجاد المعمق وسيريحهم من محاولاتهم اليائسة في البحث عن عنوان جديد أو افتعال عنوان. ومن ذلك مناقشة الرسالة مناقشة علنية وفرق بين نوعين من الملاحظات فنوع هو الأخطاء المجمع عليها ونوع هي وجهات نظر، وذكر أن من المعجبين بأنفسهم من يسرف على نفسه في التكثر من النوع الأول مع أن الأولى أن يركز على النوع الثاني لأن من مهمة المحكم أن يلفت انتباه الطالب إلى أمور غابت عنه ويدعوه للنظر إلى العمل بمنظاره هو، إذ الثمرة في أن ينصرف الطالب وقد رأى في عمله ما لم يره من قبل مع أنه أقرب الناس إلى عمله. وأحسب أن النوعين مهمان؛ ولكن النوع الأول يمكن أن يزود به الطالب من دون مناقشته فيه، وأما النوع الثاني فهو مجال النقاش والمداولة. هذه محاولة للإشارة إلى أبرز ما فهمته من جوانب تحكيم الرسائل العلمية التي سمعتها من أستاذنا الدكتور محمد ربيع بن سعيد الغامدي، ولمن أراد أن يسمعها غضة بصوته وصورته أن يرجع إليها بهذا الرابط. https://www.youtube.com/watch?v=ouiM4lBjX6A
مشاركة :