دمشق ترفض «المناطق الآمنة» من دون التنسيق معها وتدعو اللاجئين للعودةعواصم - وكالات - توجّهت الحافلات التي تقل مقاتلين من المعارضة ومدنيين من وادي بردى في ريف دمشق إلى إدلب شمال سورية، وفق اتفاق مع النظام. ووصلت قافلة المهجرين التي تضم مقاتلي المعارضة وعائلاتهم الذين يقدر عددهم بنحو 2100، إلى محافظة طرطوس في طريقها إلى إدلب. وانطلقت القافلة من وادي بردى الساعة الرابعة فجر امس، وتضم 42 حافلة و11 سيارة إسعاف تقل نحو سبعين مصابا بحالة حرجة. يشار إلى أن النظام والمعارضة توصلا السبت الماضي إلى اتفاق يقضي بخروج مقاتلي المعارضة المسلحة وعوائلهم من وادي بردى إلى إدلب، بعد 38 يوما من المعارك بين الطرفين. الى ذلك، أعلن «تجمع العزة» - وهو من أكبر فصائل المعارضة المسلحة في ريف حماة - انسحابه من اتفاق أستانة، «نظرا لاستمرار سياسة التغيير الديموغرافي والسيطرة على الأرض، بما يتنافى مع الضمانات الروسية التي تتضمن وضع مراقبين في وادي بردى لمنع حدوث هذه التغييرات، وهو أمر لم ينفذ بعد». من ناحيته، أكد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أن «أي عملية يتم خلالها إخراج أو تهجير مدنيين من بيوتهم وبلداتهم، تحت أي ذريعة، هي خرق وانتهاك واضح لاتفاق وقف النار، واستمرار مكشوف في مخططات التغيير الديموغرافي القسري». ودان «الائتلاف» امس، في بيان، «إجبار سكان وأهالي وادي بردى على ترك أرضهم، وتخييرهم بين الخروج منها، أو الجوع والحصار، أو العودة والخضوع لقمع النظام والميليشيات الإرهابية الأخرى». وطالب «الائتلاف» من مجلس الأمن «بإصدار قرار، تحت الفصل السابع، يقضي بوقف كل أشكال القتل والحصار والتهجير القسري، وإلزام جميع الأطراف باحترام اتفاق وقف النار». وفي تطور آخر، ذكرت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إن طفلين قتلا وأصيب ثمانية أشخاص آخرين بجروح بليغة جراء قصف مدفعي تركي عنيف استهدف مدينة الباب في ريف حلب الشرقي. وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إن إقامة مناطق آمنة في سورية يتطلب توافقا عمليا وتنسيقا مع الحكومة السورية. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الإرتيري عثمان صالح محمد أنه «يمكن التفكير في إقامة مناطق آمنة في سورية للاجئين». وذكر أن تلك المناطق ستوفر «الحد المقبول من ضروريات الحياة لهؤلاء الناس ولتخفيف الأعباء عن الدول المضيفة للاجئين بما في ذلك الويات المتحدة وذلك بالتنسيق مع مفوضية منظمة الأمم المتحدة للاجئين ومنظمة الهجرة. من ناحيته، أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس، عن رفض دمشق إقامة مناطق آمنة في بلاده من دون التنسيق مع النظام. ونقلت الخارجية السورية في بيان عن المعلم خلال اجتماع في دمشق مع مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن تلك المناطق «لن تكون امنة من دون التنسيق مع النظام السوري». وجدد المعلم دعوة حكومة بلاده اللاجئين السوريين في الدول المجاورة الى العودة الى بلدهم، مؤكدا «استعدادها لاستقبالهم وتامين متطلبات الحياة الكريمة لهم».
مشاركة :