استعادة ذكرى الضاحك الباكي نجيب الريحاني

  • 1/31/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

احتفلت هيئة قصور الثقافة المصرية بالذكرى الـ 128 لميلاد أحد رواد المسرح المصري الفنان نجيب الريحاني في 21 الجاري في قصر قضى فيه حياته عقب الشهرة، في ضاحية حدائق القبة شرق العاصمة. وهو صور فيه بعض مشاهد فيلمه الأشهر «غزل البنات» مع المطربة ليلى مراد نهاية الأربعينات من القرن الماضي. ضمت الاحتفالية معرض صور يسجل رحلة حياة الريحاني ومعرضاً تشكيلياً، وعرضاً لفرقة كورال أطفال الريحاني وآخر لفرقة من ذوي الحاجات الخاصة ومن ثم عرضاً مسرحياً يروي قصة تاريخية إضافة إلى وصلة غنائية قدمتها فرقة بني سويف للموسيقى العربية. أرسى الريحاني الملقب بـ «الضاحك الباكي» قواعد المسرح المصري الكوميدي في فترة كانت تقاليد المسرح الأوروبي التراجيدي تلقي بأثرها في الفرق المسرحية القليلة، ليتبدل استخفاف الريحاني السابق بقدرة الكوميديا على تبني قضايا مهمة إلى تبن لمسرح كوميديا الموقف الذي نقل مدرسته في ما بعد إلى السينما متربعاً على عرشه استاذاً تبعه عمالقة ومنهم فؤاد المهندس. ولد الريحاني لأب عراقي وأم مصرية في عام 1889 في ضاحية باب الشعرية الشعبية وسط القاهرة، تنقل في وظائف عدة بين البنك الزراعي ومصنع للسكر في نجع حمادي في محافظة قنا (جنوب مصر)، غير أن عشقه للمسرح دفعه في أكثر من واقعة إلى ترك عمله مقابل أدوار ثــانوية في أعمال مسرحية أو ترجمة نصوص من الفرنسية إلى العربية لتعرض على المسرح، مرت حياته بمنحنيات عدة أبرزها طرد والدته اياه من منزلها بعد أن ضاقت بما كانت تعتبره «هوساً تمثيلياً» ليجد نفسه بلا مأوى يجلس نهاره في المقهى وليله متسكعاً في الطرقات. سجل الريحاني في مذكراته أكثر من واقعة ضحك فيها الجمهور بمجرد ظهوره على المسرح خلال مشاركات ثانوية في أعمال تراجيدية، وهو الفعل الذي أثار عليه رؤساء الفرق وقتها، إلا أنه منحه الجرأة لتقديم شخصيته التي اشتهر بها «كشكش بيه» المنتمية إلى ما عُرف باسم «الكوميديا الفرانكوعربية»، إذ قدمها للمرة الأولى على مسرح ملهى ليلي لمدة 20 دقيقة في عرض باسم «تعالي يا بطة» لتلقى نجاحاً جماهيرياً كبيراً، فنقلها إلى السينما عام 1931 في فيلمه «صاحب السعادة كشكش بيه»، فبها عرف طريقه إلى الشهرة ليستعيض بقصر شرق العاصمة عن منزله المتواضع وجلسة المقاهي إلى أن توفي في 8 حزيران (يونيو) 1949. «لم ينل تاريخ الريحاني التكريم اللائق من الدولة المصرية» كما صرحت ابنته الوحيدة جينا مع مرور ذكرى ميلاده ووفاته سابقاً من دون التفات رسمي، حتى قصره الذي انضم إلى ممتلكات وزارة الثقافة المصرية في سبعينات القرن الماضي عانى الإهمال لسنوات، أغلق فيها سبعاً متتاليات، إلى أن افتتح مجدداً كانون الثاني (يناير) 2016، وفيه تقام بعض النشاطات الثقافية والورش التأهيلية للأطفال والشباب، وإن كان لم يشهد بعد نشاطاً يليق بالاسم الفني الذي يحمله، فحتى احتفالية ذكرى ميلاده خرجت متواضعة من حيث الإمكانات المادية أو الفنية للفرق التي أحيتها.

مشاركة :