المبلغون عن الفساد في تونس ينتظرون قانونا "يحميهم"

  • 1/31/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

منظمات مكافحة الفساد في تونس تقوم بتكريم المبلغين عن هذه الآفة بهدف تشجيع الناس على التبليغ وإثبات الحرب المفتوحة ضدها. العرب [نُشرفي2017/01/31] الخوف من الانتقام تونس (تونس)- تسعى منظمات مكافحة الفساد في تونس الى إرساء ثقافة "التبليغ" عن هذه الآفة التي تنخر الاقتصاد، وذلك بتكريم "المبلغين" في انتظار صدور قانون يحميهم من "الانتقام". وبسبب "الخوف من الانتقام" وغياب قانون يحمي المبلّغين، يبلّغ 5 بالمئة فقط من التونسيين عن حالات فساد تعرضوا لها او رصدوها بحسب دراسة لمنظمة الشفافية الدولية نشرت منتصف 2016. وسنويا، تخسر تونس نقطتين في الناتج المحلي الاجمالي بسبب الفساد، ومثلهما بسبب "اللاحوكمة"، وفق البنك الدولي. والجمعة كرّمت منظمة "انا يقظ" فرع الشفافية الدولية في تونس، و"الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد" (دستورية) 10 "مبلّغين" عن حالات فساد في 2016. وقالت هندة الفالح منسقة منظمة أنا يقظ ان الهدف من تكريم هؤلاء هو "تشجيع" الناس على التبليغ عن الفساد و"إثبات أننا في حرب مفتوحة ضد الفساد". وبعد الثورة التي اطاحت مطلع 2011 بنظام الدكتاتور زين العابدين بن علي، تفاقم الفساد في تونس (وفق البنك الدولي) رغم انه كان أحد الاسباب الرئيسية للثورة. وتراجع ترتيب تونس في لائحة الفساد لمنظمة الشفافية الدولية من المرتبة 59 في 2010 الى المرتبة 75 في 2016. وحوالي 90 بالمئة من ملفات الفساد في تونس هي ضد الادارات العمومية، كما أن جل المبلغين عن الفساد هم موظفون بهذه الادارات، وفق "أنا يقظ". وبحسب المنظمة، تعرض كثير من الموظفين الذين شهروا بحالات الفساد في اداراتهم الى "التجميد" في الرتب الوظيفية أو عقوبات تأديبية وحتى محاكمات بحجة "إفشاء اسرار مهنية". انتقام وأفاد محمد عبدالمومن الموظف بشركة نقل عامة والذي تم تكريمه لكشفه ملفات فساد كبيرة بشركته بـ"ملايين الدينارات" انه تعرض إلى عمليات "انتقام" كبيرة من الإدارة إلى درجة اصابته بـ"انهيار عصبي". وقال محمد "كشفت وبالوثائق كيف نهبت لوبيات الفساد ملايين الدينارات من المال العام ومع ذلك مازالوا يصولون ويجولون إلى اليوم لأنهم يتمتعون بحصانة". وأوضح ان محكمة أصدرت في مايو 2015 حكما غيابيا بسجنه سنة و8 اشهر بعدما رفعت عليه شركته قضية اتهمته فيها بـ"الاساءة الى الغير عبر شبكات التواصل الاجتماعي" قبل ان يستانف الحكم. وقال مهاب القروي المدير التنفيذي لمنظمة "انا يقظ" إن القضاء التونسي لم يبتّ حتى اليوم في أكثر من الف ملف فساد "شائك" أحيلت اليه بعد 2011. ودعا رئيس الحكومة يوسف الشاهد في 26 يوليو 2016 أمام البرلمان خلال جلسة نيل حكومته الثقة، السلطات القضائية الى البت في قضايا الفساد المعروضة عليها. وفي الثلاثين من الشهر نفسه أعلن شوقي الطبيب رئيس "الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد" (مستقلة) ان ركود ملفات فساد في محاكم تونسية يعود الى فساد "بعض القضاة" الذين "تواطؤوا للتغطية على بارونات فساد". وقال الطبيب ان "بارونات الفساد اخترقوا بأموالهم وزارة الداخلية ووزارة المالية والجمارك والقضاء ووسائل الاعلام ومجلس النواب والاحزاب السياسية للاحتماء بها" والافلات من المحاسبة القضائية. ويناقش البرلمان التونسي حاليا مشروع قانون لحماية المبلغين عن الفساد. وتوقع شوقي الطبيب ان يصادق البرلمان على القانون خلال شهر شباط القادم. وفي التاسع من ديسمبر 2016 تبنت الحكومة "الاستراتيجية الوطنية للحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد" ووقعت على خطة عمل لتنفيذ هذه الاستراتيجية التي تغطي الفترة ما بين 2016 و2020. وأعلن شوقي الطبيب ان سبب تفاقم الفساد في تونس بعد ثورة 2011 هو تقاعس الحكومات المتعاقبة وغياب ارادة سياسية حاسمة وقاطعة لديها في مكافحة الفساد.

مشاركة :