منفذ «هجوم كيبيك» قومي... ومعجب بترامب ولوبن

  • 2/1/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت الشرطة الكندية أن القضاء وجه مساء أمس الأول تهمة القتل العمد الى الطالب الجامعي الكسندر بيسونيت (27 عاما)، منفذ الهجوم على "المسجد الكبير" في مقاطعة كيبيك الكندية، الذي اسفر عن مقتل 6 من المصلين. وتبين أن بيسونيت فرنسي - كندي متحدر من كيبيك، ويعتنق أفكارا قومية ومعروف بمواقفه القريبة من اليمين المتطرف بشأن الهوية، حسب ما قالت وسائل الإعلام الكندية، ودهمت الشرطة منزله الواقع على بعد أقل من كيلومتر من المسجد الذي نفذ فيه الهجوم. وأغلقت السلطات حسابات المتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بعيد الهجوم، لكنها كانت تشير إلى انه يعتنق أفكارا قومية، ويؤيد مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ انه غالبا ما أعاد نشر هذه المواقف على حساباته. وقالت الشرطة إنه إضافة الى تهمة قتل 6 أشخاص عمدا، وجهت الى الموقوف تهمة الشروع بقتل خمسة أشخاص لايزالون في المستشفى بحال حرجة، مشيرة الى أن "هناك مداهمات جارية، ونأمل الحصول على الدليل" الكافي لتوجيه تهمتي "الإرهاب" والنيل من الأمن القومي. من جهتها، أكدت جامعة لافال القريبة من المركز الثقافي الاسلامي في كيبيك الذي تعرض للهجوم ان "المشتبه به الذي اعتقل لصلته بالاعتداء الارهابي الذي استهدف المركز الثقافي الاسلامي في كيبيك، هو أحد طلابها ويدرس في كلية العلوم الاجتماعية". ومن المقرر أن يمثل المتهم مجددا أمام المحكمة في 21 الجاري، في جلسة يوجه خلالها المدعي العام التهم رسميا اليه. وبعد مرور 24 ساعة على المأساة، لاتزال أسئلة كثيرة بشأن الاعتداء من دون إجابات، ولا سيما تلك المتعلقة بالأسباب التي دفعت الشاب الى إطلاق النار على المصلين في المسجد. وكانت تقارير اشارت الى أنه كان يصرخ الله أكبر بطريقة هستيرية عندما بدأ بإطلاق النار. وكانت الشرطة أعلنت أن بيسيونيت نفسه اتصل بها بعد نصف ساعة من تنفيذه الهجوم لتسليم نفسه. وقالت الشرطة في بادئ الامر إنها اعتقلت مشتبها به ثانيا مغربي الأصل يدعى محمد خضير، إلا انها ما لبثت أن أكدت براءته من الهجوم. من جهة ثانية، أعلن المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك الذي يضم المسجد أن القتلى الستة هم جميعا كنديون مزدوجو الجنسية. وقال نائب رئيس المركز محمد العبيدي إن القتلى هم مغربي وجزائريان وتونسي وغينيان تتراوح أعمارهم بين 39 و60 عاما. في سياق متصل، نشرت الشرطة الكندية دوريات عند المساجد والمدارس في مناطق المسلمين في عدة مدن كندية. وتواصلت الشرطة الكندية وغيرها من أجهزة تنفيذ القانون مع الجماعات المسلمة، ودعت من لديهم مخاوف أمنية إلى الاتصال بالشرطة المحلية. وكان للهجوم تأثير على عمل الشرطة في الولايات المتحدة أيضا. فقد قالت شرطة نيويورك، في بيان أمس الأول، إنها أصدرت توجيهات باهتمام خاص بجميع المساجد وغيرها من دور العبادة في المدينة. وقالت شرطة شيكاغو في رسالة على "تويتر" إنها ستوفر "اهتماما خاصا بالمساجد والمناطق المحيطة بها"، برغم عدم وجود تهديد معلوم. الى ذلك، وفيما تسود حالة من الصدمة، تدفق الكيبكيون بالآلاف غير آبهين بالبرد القارس، ووسط درجة حرارة بلغت 15 تحت الصفر مساء أمس الأول، للمشاركة في تجمع تضامني بالقرب من المسجد الذي شهد الهجوم. وبعد صمت طويل، صفق الحشد بحرارة عندما أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن مسلمي كندا "في بلدهم هنا"، بينما كان على بعد خطوتين من المسجد الذي شهد الهجوم. وتفيد تقديرات نشرها مكتب رئيس الوزراء أنهم كانوا حوالي 12 الف شخص أرادوا تكريم ذكرى المسلمين الستة الذين قتلوا. وبدأت المراسم مع حلول المساء بصلوات ورسائل سلام وجهها كبار رجال الدين في المدينة، قبل أن يثني رئيس الوزراء، المدافع الشرس عن تعدد الثقافات، على مجموعة تشعر بالخوف. وقال إن "المسلمين الكنديين مقدرون من كل المجموعات، ولا يهم أين يعيشون، انهم يستحقون ان يشعروا بأنهم موضع ترحيب وبأمان. إنهم هنا في بلدهم". كان ترودو يتحدث أمام آلاف الكيبكيين الذين حمل بعضهم شموعا أو لافتات او باقات ورد، ليؤكدوا أن كندا لن تخضع لوباء كره الأجانب.

مشاركة :