يأمل منتخب مصر في متابعة مساره التصاعدي في كأس الأمم الأفريقية 2017 التي تستضيفها الغابون، عندما يواجه، اليوم (الأربعاء)، بوركينا فاسو، في نصف النهائي الذي يعيد الذكريات للقاء الدور عينه في 1998، حينما أقصى «الفراعنة» المنتخب المضيف، في طريقه لإحراز اللقب. ويلتقي المنتخبان في العاصمة ليبرفيل التي تستضيف النهائي أيضًا، المقرر في الخامس من فبراير (شباط)، فيما سيقام لقاء نصف النهائي الثاني بين الكاميرون وغانا في مدينة فرانسفيل، غدًا. وفي بطولة 1998 التي استضافتها، خسرت بوركينا فاسو في نصف النهائي أمام مصر (2 - صفر)، بهدفين للنجم السابق حسام حسن، وأحرزت مصر اللقب عامها، وكان الرابع لها، قبل أن تضيف ألقاب ثلاث بطولات متتالية (2006، و2008، و2010)، وتنفرد بالرقم القياسي لعدد الألقاب القارية الأفريقية، بـ7 ألقاب. والتقى المنتخبان، مرة ثانية، في الدور الأول عام 2000، وفازت مصر (4 – 2). وتميل كفة المباريات الست بين المنتخبين (الرسمية والودية) بشكل لا لبس فيه لصالح مصر، إذ فازت 4 مرات وتعادلت مرتين. كما تسعى مصر إلى الحفاظ على سجلها بالفوز في نصف نهائي البطولة منذ 31 عامًا، إذ فازت في 1986 (على المغرب)، و1998 (على بوركينا فاسو)، و2006 (على السنغال)، و2008 (على ساحل العاج)، و 2010 (على الجزائر). وفي كل مرة، كانت مصر تحرز لقب البطولة. ويأمل المنتخب المصري في تثبيت عودته القوية إلى البطولة الأفريقية، بعد غياب عن نسخها الثلاث الأخيرة. وبدأت مصر مشوارها في بطولة 2017 بتعادل سلبي أمام مالي، إلا أنها استعادت توازنها في المباراتين التاليتين من المجموعة الرابعة، ففازت على أوغندا وغانا بنتيجة (1 - صفر). وفي ربع النهائي، تفوقت مصر على المغرب (1 / صفر) أيضًا، بهدف في الدقيقة 87 لمحمود كهربا. وعلى الرغم من عدم تقديمها لأداء هجومي قوي (3 أهداف فقط في 4 مباريات)، تمكنت مصر من الحفاظ على نظافة شباكها، بالاعتماد خصوصًا على حارس مرماها المخضرم عصام الحضري، 44 عامًا، الذي بات هذه السنة أكبر لاعب يشارك في تاريخ البطولة. ووضع هذا الأداء الثابت المنتخب المصري ضمن المرشحين للتأهل إلى النهائي، والمنافسة الجدية على اللقب. وأشار اللاعب السنغالي الدولي السابق الحجي ضيوف، 36 عامًا، أفضل لاعب في أفريقيا عامي 2001 و2002، إلى أن مصر أمة كبيرة في كرة القدم، وهي عائدة بقوة لتقول للعالم أجمع إنها قادرة على إحراز لقب ثامن في مشاركتها الثالثة والعشرين. إلا أن المنتخب المصري يدخل نصف النهائي في ظل ظروف مرهقه وغير مثالية للاعبيه، إذ إن بوركينا المتأهلة على حساب تونس (2 - صفر) خاضت ربع النهائي السبت، بينما لعبت مصر الأحد، واضطرت للسفر إلى العاصمة ليبرفيل، بعد أن خاضت في مدينة بور جونتي جميع مبارياتها الأربع السابقة. كما تفتقد مصر جهود لاعب وسط آرسنال الإنجليزي محمد النني المصاب، والمهاجم مروان محسن الذي أصيب في ربع النهائي، والظهير الأيسر محمد عبد الشافي، والحارس أحمد الشناوي. وقد يدفع كوبر بعمر جابر للعب بجوار طارق حامد في مركز لاعب الوسط المدافع، فيما سينتقل أحمد فتحي للعب كظهير أيسر، على أن يستمر أحمد المحمدي في مركز الظهير الأيمن، ومحمود كهربا في خط الهجوم، لتعويض تلك الغيابات المؤثرة. واعتبر المدرب الأرجنتيني للمنتخب المصري، هيكتور كوبر، أن هذا الوضع «ليس مثاليًا، لكن لا خيار لنا سوى التأقلم... على اللاعبين استعادة لياقتهم، وآمل في أن يكونوا جاهزين لنصف النهائي». ولم يفوت كوبر المناسبة، ووجه التحية إلى الحضري، قائلاً إنه «أول لاعب يصل إلى ملعب التدريب، وآخر من يغادره». وكان الحضري ضمن التشكيلة التي فازت في بوركينا فاسو 1998. وسيكون نصف النهائي الأول تحديًا بين منتخبين لم يخسرا في البطولة، فبوركينا فاسو تأهلت إلى ربع النهائي بصدارتها للمجموعة الأولى بفارق الأهداف عن الكاميرون، بعدما تعادلت مع الأخيرة والغابون بالنتيجة نفسها (1 – 1)، وفازت على غينيا بيساو (2 – صفر). وفي ربع النهائي، تفوقت على تونس بهدفين نظيفين، سجلا بفارق أقل من 5 دقائق، في الدقائق العشر الأخيرة. وحذر مدرب المنتخب البوركيني، البرتغالي باولو دوارتي، من إبداء توقعات واضحة بالنسبة للمباراة مع مصر، وقال: «نأمل في تقديم أداء أفضل مما قدمناه في 2013»، في إشارة إلى الخسارة أمام نيجيريا (صفر – 1) في النهائي، معتبرًا أن «فريقي قادر على تقديم كرة قدم رائعة، ونشعر بالثقة بين اللاعبين». وتشارك بوركينا فاسو للمرة الحادية عشرة في البطولة، وكانت أفضل نتيجة حلولها وصيفة لنيجيريا عام 2013. ومع خروج كثير من المنتخبات الكبيرة التي سبق لها التتويج باللقب، مثل كوت ديفوار والمغرب وتونس، أو كانت مرشحة بقوة لحصد اللقب في النسخة الحالية، مثل السنغال، اقتصر الصراع في المربع الذهبي على 3 أبطال سابقين ومنتخب يطمح للتتويج بلقبه الأول. وسبق لمصر والكاميرون وغانا تذوق طعم الفوز بالكأس، بل إنها تجمع فيما بينها 15 لقبًا، هي نصف ألقاب النسخ الماضية، فيما لم يسبق للمنتخب البوركيني الفوز باللقب. ورغم هذا، يتطلع خيول بوركينا فاسو إلى التقدم خطوة جديدة في تاريخ مشاركاتهم، وإحراز اللقب للمرة الأولى، بعدما خسروا أمام المنتخب النيجيري في نهائي نسخة 2013 بجنوب أفريقيا. وتتفق منتخبات مصر وغانا والكاميرون في الهدف، حيث يتطلع كل منها إلى استعادة أمجاده. ويستحوذ المنتخب المصري على الرقم القياسي برصيد 7 ألقاب، لكن آخرها كان في 2010 بأنغولا، فيما غاب الفريق عن النهائيات في النسخ الثلاث الماضية، أعوام 2012 و2013 و2015. أما المنتخب الغاني، فكان أول من يحرز لقب البطولة 4 مرات، لكن لقبه الرابع كان قبل 35 عامًا، بقيادة النجم الكبير الأسطورة عبيدي بيليه. ويملك المنتخب الكاميروني 4 ألقاب أيضًا، كان آخرها في عام 2002.
مشاركة :