رحب المطارنة الموارنة في لبنان باستعادة حركة التشريع في المجلس النيابي حيويتها، وثمنوا المساعي الجارية للاتفاق على قانون جديد للانتخابات، وشددوا على «ضرورة الإسراع في وضع قانون يستلهم الميثاق والدستور، فلا يقع البلد في مراوحة جديدة أمام كل استحقاق دستوري، على أن يحقق القانون تمثيلاً صحيحاً لجميع أطياف المجتمع اللبناني. فيكون ذلك منطلقاً لتعـزيز الشـراكة الوطنية ولتوطيد العيش معـاً، على أن تـحتـرم المهل الدستورية لانتخاب مجلس نيابي جديد». واستغرب المطارنة في بيان بعد اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي «المعالجات الفردية والاعتباطية أحياناً لقضايا عامة، كما حصل في قضية طيور النورس في مطار بيروت، الأمر الذي يسيء إلى صورة لبنان، ويسم الدولة اللبنانية بأنها عدوة للبيئة». ودعوا الى «العمل على سياسة بيئية تراعي الشروط المعمول بها دولياً، ولبنــان شريك فيها، لمعالجة القضايا البيئية، وخصوصاً تلك التي لها انعكاساتها المباشرة على الصالح العام، كما ذكر البابا فرنسيس في رسالته عن البيئة بأننا في حاجة إلى التخلي عن فكرة التدخلات في البيئة، لإفساح المجال لسياسات مدروسة ومناقــشة مـن قـبل جميع الأطراف المعنية». وأبدى المطارنة قلقهم من الوضع الأمني في البلاد، وحيّوا الجيش والقوى الأمنية على الإنجازات التي يحققانها على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة، متوقفين عند «تزايد الجرائم والانتهاكات السافرة لحياة البشر وممتلكاتهم، والتي يذهب ضحيتها أبرياء». وناشدوا السلطات المعنية «أخذ التدابير الآيلة إلى الحد من زهق الأرواح بهذه الطريقة الرخيصة، ومن كل أشكال الاعتداء على سلامة المواطنين وإلى ملاحقة المعتدين حيث هم وسوقهم إلى العدالة». وتوقف المطارنة عند «مضمون التقريرين الصادرين عن مؤسستين دوليتين، في موضوع الشفافية والفساد، وانتهاكات حقوق الإنسان في مؤسسات الدولة اللبنانية. وهما ملفان يستوجبان العمل بموجبهما لأن قيمة أي عمل تقوم به الدولة تقاس بمدى احترامها كرامة الإنسان وحقوقه، ومدى التزام مؤسساتها بهذين المعيارين». وطالب المطارنة الأسرة الدولية بتفعيل المساعي الجدية لإيجاد حلول سلمية للحرب في سورية، ولوضع حدٍ لعذابات الشعب السوري، ومساعدته على استعادة وحدته، وعودة جميع النازحين والمهجرين من أبــنــائــه للمشاركة في إعـادة بناء وطنهم على كل الصعد، وإطلاق حـركة مصالحة وطنية شــاملة تعيــد إليــه الأُلفـة والمحبة والسلام.
مشاركة :