نشرت الحكومة البريطانية أمس الخميس (2 فبراير/ شباط 2017) استراتيجيتها حول بريكست التي ستشكل خارطة طريق للمفاوضات المقبلة مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى غداة تصويت «تاريخي» في البرلمان. وهذه الخطة التي أطلق عليها اسم «الكتاب الأبيض» والتي طال انتظارها تقع في 77 صفحة وتتمحور حول النقاط الـ12 التي سبق أن عرضتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي في 17 يناير/ كانون الثاني خلال خطاب أشاد «ببريطانيا مستقلة». وتؤكد الوثيقة رغبة بريطانيا في الانسحاب ليس فقط من الاتحاد الاوروبي بحسب تصويت البريطانيين خلال استفتاء 23 يونيو/ حزيران 2016 لكن أيضاً من السوق الموحدة ومن محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي. وتؤكد الوثيقة مجدداً أن الأولوية هي «استعادة ضبط» الهجرة وهو ما لم يكن متطابقاً مع مبدأ حرية تنقل العمال في دول الاتحاد الأوروبي مع الاحتفاظ «بأفضل إمكانية وصول» للسوق الموحدة التي تشمل 500 مليون مستهلك. وقال الوزير البريطاني المكلف شئون بريكست ديفيد ديفيس «أن نجاحنا السياسي والاقتصادي هو في مصلحة بريطانيا والاتحاد الأوروبي على حد سواء». وبعد ترددها في نشر هذه الخطة، رضخت الحكومة أخيراً لضغوط النواب الذين يطالبون بمثل هذه الوثيقة منذ أن قررت المحكمة العليا أن تتم استشارة البرلمان بشأن آلية الخروج. وبعد 17 ساعة من النقاشات الحادة، وافق النواب مساء أمس الأول (الأربعاء) بغالبية 498 صوتاً مقابل 114 على مواصلة النظر في مشروع قانون يسمح للحكومة بتفعيل المادة 50 من اتفاقية لشبونة، والتي تطلق سنتين من مفاوضات الانسحاب. وستجري نقاشات أخرى الأسبوع المقبل لكن وزير الخارجية المحافظ بوريس جونسون تحدث من الآن عن «لحظة تاريخية».
مشاركة :