رئيس جهاز الأمن الوطني الكويتي: أثبتنا بالأدلة والبراهين أن خلية «العبدلي» الإرهابية إيرانية

  • 2/3/2017
  • 00:00
  • 45
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس جهاز الأمن الوطني الكويتي، الشيخ ثامر العلي أن مشكلة إيران ليست مع دول مجلس التعاون الخليجي وإنما مع المجتمع الدولي بأسره، وذلك منذ تفجير السفارة الأميركية في بيروت خلال حقبة الثمانينيات من القرن الماضي واعتقال رهائن أميركيين في سفارة الولايات المتحدة لدى إيران بداية الثورة، لافتا إلى أن دول الخليج ليست هي من فرض عقوبات على إيران وإنما الأمم المتحدة. وفي أول لقاء صحافي له مع جريدة كويتية، قال لصحيفة "الأنباء" الكويتية أمس الخميس (2 فبراير/ شباط 2017)، خلال زيارة المقر الإقليمي للناتو ومبادرة إسطنبول للتعاون الذي افتتح قبل أيام في الكويت، أكد الشيخ ثامر العلي أن دول التعاون تتعامل مع إيران من خلال المواثيق الدولية، وأنها ليست عاجزة عن التعامل بالمثل معها ولو أرادت لأنشأت حزب الخليج كما أنشأت إيران حزب الله، ولكن لم نفعل ذلك، مشيراً إلى أن إيران لن تجد أي شيء يدين الخليج في التعامل معها في حين هي وبشهادة الجامعة العربية والمجتمع الدولي والعالم وليس بشهادتنا نحن فقط تدعم حزب الله الذي يصنف كمنظمة إرهابية. وتطرق اللقاء إلى رسالة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، حيث لفت الشيخ ثامر العلي إلى أن هذه الرسالة واضحة ومفادها احترموا المواثيق الدولية نحترمكم، أما أن تتعاملوا خارج هذا النطاق من خلال دعم منظمات إرهابية وجماعات مسلحة فهذا ليس منطقا طبيعيا في التعامل، مشيراً إلى أن ما تطلبه دول مجلس التعاون من إيران هو التعاون الديبلوماسي الراقي وألا تخرج العلاقات عن إطار الديبلوماسية العامة. كما تطرق اللقاء إلى دور المركز الإقليمي للناتو ومبادرة اسطنبول للتعاون، وأهمية هذا المركز بالنسبة للكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، مشددا على أن العلاقة مع الناتو هي علاقة تعاون وليس حماية، وتناول أيضا دور جهاز الأمن الوطني في تحقيق التواصل ما بين الجهات المعنية بالكويت ومسؤولي الناتو. وفيما يلي التفاصيل مع صحيفة "الأنباء" الكويتية" بداية، شهدت البلاد منذ أيام افتتاح المقر الإقليمي لحلف شمال الأطلسي ومبادرة إسطنبول للتعاون، فكيف سيكون التعامل مع الناتو بعد هذا الافتتاح؟ وما دور جهاز الأمن الوطني؟ ٭ لقد أوكل إلينا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مسؤولية العلاقة مع الناتو منذ أن كان سموه رئيسا لمجلس الوزراء، وكان النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد هو أول رئيس لجهاز الأمن الوطني ذهب إلى مقر الحلف في بروكسل وقدم ترحيب الكويت بهذه العلاقة، إذن فلدى جهاز الأمن الوطني المسؤولية ومن ثم هناك مسؤوليات عدة. فكما نعلم جميعا أن حلف الناتو بدأ كحلف عسكري وانتقل بعد ذلك إلى سياسي، ومن ثم بعد أحداث 11 سبتمبر اصبح حلفا عسكريا سياسيا أمنيا بحيث جمع هذه الجهات الثلاث، وعندما نأتي إلى الكويت نقول من المسؤول عن هذه الجهات الثلاث ؟ فهل يعقل أن ندع مثلا وزارة الخارجية تعمل بمفردها في الشق السياسي ووزارة الداخلية في الشق الأمني ووزارة الدفاع في الشق العسكري، فتوجيهات سموه كانت واضحة في هذا المجال وحددت لنا أطر التعاون مع الناتو، ولذلك اقترحنا كجهاز أمن وطني على الجهات الثلاث، الداخلية والخارجية والدفاع بتشكيل كل منها لجنة تكون منضوية تحت إطار اللجنة العليا التي هي برئاسة جهاز الأمن الوطني أضفنا إليها جهات أخرى كالحرس الوطني لأنه معني ببعض المسؤوليات، والدفاع المدني المعني بالكوارث الطبيعية، وأطلقنا على هذه اللجنة تسمية لجنة نقاط الارتباط برئاسة الجهاز حيث يجتمعون مرة في الشهر لتحديد المتطلبات لمتابعة ما يقدمه الناتو، لأنه في الواقع هناك العديد من الأمور الحديثة التي يقدمها الناتو وبالطبع جهاز الأمن الوطني يعمل يوميا على هذا الموضوع لأنه مكلف بهذا الملف، ولكن إذا فرضنا حدوث حرب إلكترونية مثلا ما الجهات المسؤولة؟ فاليوم الدولة وجدت أن الحرب الإلكترونية قد لا تكون من مسؤولية وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع وإنما هي مسؤولية هيئة الاتصالات، وبالتالي فإن المسؤولية تقع على هذه الهيئة في موضوع الشبكة العنكبوتية، ومن هنا أصبح لدينا مشاركة من جهة جديدة وهي لجنة الاتصالات. إذا اللجنة العليا تعمل على الأمن بشكل عام كل في مجال اختصاصه، ودور جهاز الأمن الوطني هو تنسيق هذه الرؤى على مستوى الدولة ورسم سياسة التعاون مع الناتو من خلال متطلبات الكويت الممثلة في هذه الجهات كلها، فهذه من اهم الأمور التي استطعنا تشكيلها في الكويت والتي لقيت في الواقع إشادة من قبل إخواننا في دول مجلس التعاون الخليجي الذين بدأوا الآن يفكرون بنفس الطريقة من خلال تشكيل لجنة عليا تضم هذه القطاعات للتعاون مع الناتو. بعد مرور 12 عاما على مبادرة إسطنبول للتعاون، كيف تقيمون هذه الشراكة مع الناتو؟ وإلى أي مدى ساهمت في تعزيز أمن الخليج؟ ٭ الكويت دائما كانت السباقة في التعاون مع حلف شمال الأطلسي، حيث اننا كنا أول دولة انضمت إلى مبادرة إسطنبول، وأول دولة دعت لاجتماع لمجلس الحلف خارج حدود الناتو عام 2006، كما أننا أول دولة دعت لانعقاد في الكويت اجتماع لجنة الاستخبارات في الناتو بحضور ممثلين في هذا المجال من دول مجلس التعاون الخليجي، والبلاد هي أول دولة تبادر لاحتضان مركز إقليمي للتعاون بين دول مبادرة إسطنبول وحلف الناتو وإنشاء المركز على أرض الكويت، بهدف تقريب وجهات النظر واطلاعهم بشكل مباشر على المنطقة ومستوى التطور والثقافة في دولنا، وأن ما نحتاجه فقط هو المزيد من التدريب والتمرين وتوحيد الصف، فهم 27 دولة منتظمين عسكريا في أجهزة واحدة وغرفة عمليات واحدة وقيادة موحدة مركزها بروكسل، وهذه تحتاج إلى وعي وتغيير الفكر الكامل للجيوش الموجودة في الناتو، فأصبح عندهم توحيد كل الأنظمة السلكية واللاسلكية في ما بينهم حتى يستطيعوا بحال وجود أي طارئ أن يتفاهموا سوية، كما أنهم وحدوا لغتهم إما باستخدام الإنجليزية أو الفرنسية أو الإيطالية، وكذلك الأمر بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي التي لديها درع الجزيرة، فهناك معدات من مصادر مختلفة وأول شيء قامت به توحيد أنظمة الاتصالات بين الدول الخليجية، فنحن ما نحتاجه هو التعاون وتطوير هذا التعاون لأننا نعيش في منطقة مشتعلة، وكما عقدنا اتفاقيات ثنائية مع الدول الخمس الدائمة العضوية لماذا لا نأتي بالـ28 دولة ونعقد معها اتفاقيات تعاون وليس حماية، فلا يساء هنا الفهم بأنها حماية، فهو تعاون حيث إن لدينا ضيوفا متواجدين في مركزهم يساعدوننا ونحن نساعدهم في فهم المنطقة وهذا قمة التعاون والرقي في المجال الديبلوماسي والأمني وهذا الهدف الأساس الذي أنشأ المركز من اجله. ومن الأمور المهمة التي لابد أن تذكر أن الناتو كانوا يقدمون لدول مبادرة إسطنبول للتعاون بعض المقاعد لحضور المؤتمرات والندوات وورش العمل في الخارج، فهنا التكلفة علينا ليست مادية وإنما هي معنوية أو في الاستفادة المعنوية حيث انهم عندما يحددون لنا كرسيا أو اثنين في دورات القيادة والسيطرة الموجودة في الجيش، الداخلية، والحرس الوطني والدفاع المدني والإطفاء عندها نقع في مأزق لحاجتنا لأكثر من كرسي وعندما نطلب منهم زيادة عدد المقاعد فهم يعتذرون لعدم إمكاناتهم، ولكن الآن بعد إنشاء المركز فإنه يستطيع عندما تكون هناك دورات قيادة وسيطرة استيعاب وفود عدة من الدول المشاركة، وبالتالي أصبح بدل ما ننتظر الدورة سنويا ونوزعها على الجهات المعنية بالدولة وتحتاج لسنوات، أصبحنا ننظمها في المركز وبدورة واحدة لدول مجلس التعاون جميعهم لان كلهم يواجهون نفس المشكلة. تجربة المبادرة جيدة بالطبع، ولكن ما الاستفادة؟ ٭ كما شرحت في السابق الاستفادة ليس للتعاون بين الكويت والولايات المتحدة فقط بالرغم من أنها جيدة والكويت وبريطانيا أو الكويت وفرنسا بشكل ثنائي، ولكن الاستفادة القصوى أن نستفيد من الـ29 دولة الآن المنضوية تحت لواء حلف شمال الأطلسي ويكون التعاون معهم ومن خلالهم في آن واحد. فهذه الاستفادة التي نحصل عليها، حيث إنه قد لا تكون في فرنسا أو بريطانيا بعض الأمور التي مرت فيها تاريخ دولهم موجود فرضا في الدول المحيطة بالاتحاد السوفييتي آنذاك مثل الاشعاع النووي، فبعض دول الناتو وليس كلها تأثرت ولكن القريبة من الاتحاد السوفياتي تأثرت من تبعيات الإشعاعات النووية فقد لا يكون التعاون الثنائي مثلا مع بريطانيا مفيد إلى درجة التعاون مع دولة ثانية قريبة. تحديد احتياجات دول مجلس التعاون كيف ستكون طبيعة مشاركة دول مبادرة إسطنبول للتعاون في المركز؟ ٭ نحن شرحنا خلال افتتاح المقر لوزراء خارجية دول مجلس التعاون المشاركين ووزير الدفاع القطري الذي حضر الافتتاح، أهمية المركز، وسنرسل لهم كتبا خلال هذا الأسبوع لدعوة المختصين لديهم حول التعاون مع الناتو لزيارة الكويت وتحديد احتياجاتهم الفعلية حيث اننا قد نصل معهم لأن يكون لهم ممثلون من دولهم في المقر. فالمجالات مفتوحة وهناك توصية من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بأهمية التعاون، كما ان هناك توصية من سموه بإشراك إخواننا بدول التعاون وأعجبته الفكرة أن يكون لديهم ممثلون هنا في المركز، ويكون التعاون مشتركا، فهذا ما نريده ليس تعاونا كويتيا مع الناتو فقط وإنما خليجي، ولذلك كنا حريصين على دعوة السعودية وعمان لحضور كل فعالية قمنا بها في البلاد وحصلنا على استثناء في ذلك من الناتو. انضمام المملكة وعمان أين وصلت المساعي لانضمام المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان إلى مبادرة إسطنبول للتعاون؟ ٭ على حسب علمي قد تكون هناك زيارات مستقبلية في القريب العاجل من قبل مسؤولين سعوديين وعمانيين إلى الناتو قد يتمخض عنها تعاون مباشر ما بين الحلف وهاتين الدولتين كل منهما على حدة ضمن اطار مبادرة إسطنبول للتعاون، وكذلك تعاون الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي من خلال زيارات قام بها الأمين العام د.عبد اللطيف الزياني إلى الحلف في أكثر من مناسبة ولقائه مع الأمين العام للناتو وإلقائه كلمة أمام مجلس الحلف قد تكون خطوة لانضمام المملكة وعمان إلى الناتو طالما أنه ليس لديهما مانع من تعامل دول التعاون ككيان كامل يشملهما مع حلف شمال الأطلسي. رؤية جديدة كما نعلم أن مبادرة إسطنبول للتعاون تقوم على تعاون الدول الخليجية الأربعة مع الناتو بشكل منفرد، فهل من الممكن أن تتطور هذه المبادرة لتكون هناك رؤية خليجية موحدة للتعاون مع الناتو؟ ٭ من الطبيعي ذلك، وهذا جزء من عمل المركز وهو توحيد هواجسنا، والتي هي واحدة على صعيد دول مجلس التعاون، فعندما نقول الخطر النووي مثلا فهو يطول الجميع، فكلنا نعتمد على مياه الخليج، وأي تلوث سيتأثر الجميع به، فهواجسنا واحدة والدليل ان هناك تعاون ما بين حلف شمال الأطلسي ودول التعاون هي الأمانة العامة، فالأمين العام عبداللطيف الزياني فتح علاقة بتوصية من وزراء خارجية دول التعاون وبالتالي التعاون قائم منذ سنوات ما بين الأمانة العامة والحلف، وفي المركز كذلك عبر الأمين العام عن التواصل معنا ونحن قلنا لهم بدلا من أن تذهبوا إلى أوروبا فنحن نوفر للأمانة ما تريده من خلال علاقتها مع الناتو. تحديات كبيرة تعيشها المنطقة بأكملها في ظل التهديدات الإرهابية وخطر الجماعات الإرهابية، فبرأيكم ما حجم الخطر المتأتي حاليا على المنطقة من الإرهاب؟ وما استعدادات الكويت لمواجهة مثل هذه التهديدات؟ ٭ لا شك أن المنطقة ملتهبة، وهناك شواهد على ارض الواقع، وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في أكثر من مناسبة يدعو إلى تظافر الجهود وإلى تحكيم العقل وعدم الانجرار خلف التطرف الذي يحدث، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك كذلك دعا في اكثر من مناسبة، وأيضا النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد يدعو في كل مناسبة وفي كل كلمة للكويت أمام الأمم المتحدة والجامعة العربية وفي مجلس التعاون الخليجي إلى أهمية الالتفات إلى الأخطار الموجودة وتوحيد الكلمة والصف ومكافحة التطرف والغلو ودعوة بعض الدول إلى تحكيم العقل والديبلوماسية العامة المتعارف عليها دوليا، فالأخطار موجودة وهذا ما نقوم به في محاولة مواجهة هذه الأخطار بإشراك دول مجلس التعاون والدول العربية والمجتمع الدولي وحاليا الناتو. وبالنسبة لاستعداداتنا فهي موجودة، فمجلس الوزراء عقد أكثر من اجتماع في السابق وسمعتم عن خطط طوارئ، فكل الاستعدادات موجودة، وان شاء الله لا نحتاج الى أن نفعل هذه الخطط لأننا نراهن على تحكيم العقل من قبل كثيرين. التزامات محددة هناك من يرى أن المركز أو مبادرة إسطنبول للتعاون هي لمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة؟ فما ردكم؟ ٭ غير صحيح، فيجب ألا نضع الناتو في موقف مدافع أو مهاجم لإيران، وان كان الحال كذلك لوجدنا أميركا وبريطانيا تحاربان إيران، وهذا الأمر لم يحدث لا بشكل فردي ولا بشكل جماعي من خلال الحلف، وإنما هناك التزامات دولية بخصوص الاتفاق النووي، وحلف الناتو لم يأت ليكون قوة ضاغطة لإلزام إيران بالاتفاق النووي. بعد مرور عام على الاتفاق النووي، فكيف تقيمونه؟ وهل استطاع أن يزل الهواجس الخليجية بشأن طموحات إيران في هذا المجال؟ لكل دولة الحق في قيام مفاعلات نووية سلمية ولم يأت الاتفاق الاممي مع إيران إلا من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي رفعت الأمر لمجلس الأمن للعب دور اكبر في هذا الموضوع، فأتت المبادرة ما بين الدول الخمس دائمة العضوية مع ألمانيا وإيران، وبالتالي تقييمنا لما هو قائم يعتمد على تنفيذ الطرفين الاتفاق الذي أبرم بينهم، فنحن متفرجون، ولكن هذا لا يعني اننا لا نطور قدراتنا بوضع خطط لمواجهة لسمح الله أي تسريب قد يأتي من مفاعل بوشهر من خلال هذا البرنامج السلمي، أما إن كانت هناك طموحات اكبر للانتقال من برنامج سلمي إلى سلاح عسكري فهذا تحكمه قوانين ومعاهدات دولية وسيكون لنا دور وردة فعل حينما يتجهون لهذا الاتجاه، وهذا أمر مرفوض بتاتا، فنحن دائما ما ندعو لأن يكون ليس فقط الخليج منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وإنما منطقة الشرق الأوسط ككل. دعوة واضحة كما يعلم الجميع هناك وساطة كويتية ورسالة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد باسم دول مجلس التعاون الخليجي لإيران، فهل برأيكم أمام إيران الآن فرصة ذهبية لاستغلالها لإمكانية فتح حوار بينها ودول مجلس التعاون؟ ٭ دول مجلس التعاون في أكثر من مناسبة تدعو للجيرة الحسنة، والرسالة التي كان يحملها النائب الأول كانت واضحة وسهلة، ومفادها احترموا المواثيق الدولية نحترمكم، أما أن تتعاملوا خارج هذا النطاق في دعم منظمات إرهابية وجماعات مسلحة، فهذا ليس منطقا طبيعيا في التعامل، لذلك لدينا توصيات وأفكار بألا تخرج العلاقات عن إطار الديبلوماسية العامة الدولية، فهذا ما نطلبه، التعاون الديبلوماسي الراقي. ودول المجلس في الواقع واجهت أمورا كثيرة ولكن دائما ما كانت تستخدم الحكمة في التعامل مع إيران، ومنذ أقل من عامين اكتشفنا خلية العبدلي وبحوزتها أكثر من 19 ألف كيلوغرام من الأسلحة والذخائر والمتفجرات وربطناها بالأدلة والبراهين أنها آتية من إيران، ولكننا لم ندخل في حرب معهم، وإنما شجبنا وأكدنا أن هذا الأمر ليس طريقا للتعاون الذي من المفترض أن يكون، وها نحن نتوسط لبقية دول مجلس التعاون، فالأبواب إذا مفتوحة. وأشير هنا إلى ما كشف عنه من فضيحة تجسس أجهزة أميركية خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وخطورة التجسس على ميركل من وجهة نظري يسبب خطرا أكبر مما اكتشفناه، ورغم ذلك لم تقم الحرب بين ألمانيا والولايات المتحدة.فنحن لسنا دعاة حرب، وإنما دعاة للسلام، ودائما سندعو إيران إلى تحكيم العقل والتعامل من خلال الأطر الديبلوماسية العامة المتفق عليها بين دول العالم أجمع. هل لديكم أوراق معينة تقدمونها لدفع إيران للسير بالاتجاه الذي تريدونه؟ ٭ لا نحتاج أن نقدم شيئا لإيران، نحن نتعامل معها من خلال المواثيق الدولية، ودول المجلس ليست غافلة عن التعامل بالمثل مع إيران ولو أرادت ذلك لكانت أنشأت حزب الخليج كما أنشأت إيران حزب الله، ولكن لم نفعل ذلك، فنحن لم نتعامل بالمثل في هذه الأمور، ولتجد إيران شيئا واحدا تقوم به دول الخليج يعود بالضرر عليها، ولكن هي التي تقوم بأعمال غير اعتيادية وبشهادة الجامعة العربية والمجتمع الدولي والعالم بأسره وليس بشهادتنا تم تصنيف حزب الله كجماعة إرهابية، ولسنا نحن من يريد الخروج عن المواثيق الدولية، فالمجتمع الدولي تكلم ضد إيران ولسنا نحن من وضع العقوبات على إيران وإنما المجتمع الدولي. الإيرانيون يجب أن يفهموا أننا لا نسعى إلى تدمير ولا تخريب ولا إلى زعزعة أمنهم، وبالتالي ليست معنا كدول مجلس تعاون وإنما مع المجتمع الدولي، وإذا كانت هناك مشاكل مع دول الخليج فهي صغيرة وبالإمكان حلها ولذلك نحن نبادر إلى التعاون.

مشاركة :