رؤية 2035... ومرحلة انتقالية - مقالات

  • 2/4/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما إن أمر صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله بعقد مؤتمر«الكويت تسمع» حتى تفجر في الساحة خطاب شبابي أنتج وزارة الدولة لشؤون الشباب ومنها الهيئة العامة للشباب وتطوير وبناء مراكز شبابية ومؤتمرات شبابية وصندوق لمشاريع الشباب وخمسة شباب بعمر الورود في عضوية البرلمان، منهم الأصغر عمراً في تاريخه، وتصاريح عدة استبدلت كلمة المواطن بكلمة الشاب، وإبراز الإبداعات الشبابية والمبادرات الخلاقة وجلسات حوارية رائعة بين الشباب والحكومة، وحكومة ظهرت بمظهر الشباب في مركز الشيخ جابر الأحمد(رحمه الله) الثقافي وهي تطرح خطة عمل كويت جديدة في 2035م تقوم على سبعة محاور من المفترض أن تجعل هذا البلد العظيم مركزاً مالياً وتجارياً وثقافياً وإقليمياً. إلى هنا نستطيع أن نقول إن الحكومة أزالت خاصية تشغيل مانع الضوضاء في سماعات الأذن في وقت كان يصرخ فيه الجميع قائلين: «حريق». فشكراً لأنكم سمعتم... والآن حان وقت التنفيذ والذي سيصاحبه رقابة ومحاسبة وشفافية في المعلومة والأرصدة وليس في الملابس فقط. كان يجب أن أقدم هذا الشكر بكل ما أوتيت من عاطفة تجاه الحكومة حتى كدت أصل لمرحلة التطبيل قبل أن أشير إلى الموضوع المهم والذي قد يكون عائقاً وعصا توضع في عجلة المحاور السبعة وهو موضوع الشاب الناقد ومساحة المشاركة. لا شك أن الخطاب الشبابي حديث عهد بالمنطقة من حيث اعتبار الشباب إمكانية يمكن استثمارها بدلاً من النظر لهم على أنهم مشكلة يجب التعامل معها، ولقد كانت الكويت كعادتها في الخليج هي السباقة في تفجير هذا الخطاب المؤسسي والحكومي. ولكن إذا نظرنا للشاب نفسه نجده يهدم أي خطاب جديد يمسه بكل ما أوتي من أدوات النقد، ليس لأنه صاحب مدرسة نقدية أو لأنه شرير بالفطرة يعشق الهدم أو لأنه جاهل لا يعرف ما يدور حوله... ولكن لأن الخطاب الشبابي جديد وقد سبقه فترة طويلة من الضرب فوق رأس هذا الشاب والذي كان يرتدي نظارة وردية في تحركاته ليكتشف أن الواقع رمادي. تلك الفترة التي أطلق عليها «فساد ما تشيله البعارين»، حيث تم وأد الكفاءات والإبداعات والطاقات الشبابية لفترة طويلة كشكل من أشكال الهدر غير المرئي والذي أنتج واقعاً مرئياً يدعو للطم وشق الجيوب وحثو الرمال على عروس الخليج التي قررت أن تترك عرسها في وقت قرر الجميع أن يقلع بالطائرة النفاثة، وبقت العروس في المطار وحدها. لاشك أن واقعاً مثل هذا مع حداثة الخطاب الشبابي يجعل أي شاب غير مستعد للتنازل عن أدوات النقد التي كانت تشكل له درعاً من الصدمات الحكومية خلال العهد السابق، خصوصاً أنه تعوّد على أن يسمع أو يقرأ لصنفين من البشر... إما رجال يجيدون الكلام ولا يجيدون العمل، وإما رجال يجيدون العمل ممنوعون من الكلام. وعلى اعتبار أننا نعيش الآن مرحلة انتقالية بين فترتين، فعلى الجميع أن يعرف أن ظاهرة الشاب الناقد ستأخذ وقتا طويلاً قبل أن تتحول إلى الشاب المبدع ورأس المال البشري.فلا تلوموا أي شاب يسمعكم صوت شخير النائم وهو يقظان لكي يدلل على عدم ثقته بكم أو تعبيراً عن استيائه وهو يستحضر التاريخ. أما المسألة الأهم فهي شكل الشراكة التي أشار إليها الشيخ محمد العبدالله عندما قال «ما عملناه هو مشوار الألف ميل الذي بدأ بخطوة وإن شاء الله نبني عليها بالشراكة مع مجلس الأمة والمجتمع المدني والإعلام». معالي وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله لا يخفى عليك كوزير أو كشخص أكن له كل احترام وتقدير من أن الشراكة مع مجلس الأمة لا تعتبر شراكة مع الشباب، بل عملية تنسيقية من أجل الركيزة التشريعية التي ستخدم المحاور، كذلك الشراكة مع الإعلام هي من أجل حملة تسويقية للخطة الإنمائية للدولة في محاولة منا لإشراك المجتمع بكل اطيافه، كما أشرت حضرتك في اللقاء... ولكنها شراكة من طرف واحد، المتلقي فيه هم الشباب،أما المجتمع المدني فأنا أعلم وأنت تعلم أنه ينام طوال السنة ولا ينهض إلا من أجل القضايا السياسية والحشد... أما الوعي والبناء، فقليل ما هم وإلا من رحم ربي. تحتاج الكويت إلى قلبها رأساً على عقب ولكن في مكانها، ومن دون إزعاج. حراك مجتمعي يزيل طبقة الجليد التي لا تثير مخزون قاع الأشياء. حراك شبابي من خلال مجلس يوازي مجلس الأمة ولكن بصفة استشارية وليست تشريعية، مجلس ليس المهم فيه آلية الاختيار بقدر أهمية آلية العمل التي سيتبعها الشباب لتعزيز مشاركة الشباب الذين يمثلون 72 في المئة من الهرم السكاني. حراك وزاري يجعل من الكراسي التي داخلها عجلة دائرة غير محنطة بأشخاصها لكي لا يزرع ذلك في المخيلة فكرة سخافة الإصرار على كفاح لا أمل فيه. حراك ثقافي لا يعتمد على الإبداع الذي يبدأ من فوق الركبة، ولا يعتمد على الفضيلة التي تغطي الوجه، ولكنه يعتمد على احتواء الاثنين، والانطلاق بهما نحو هوية إسلامية كويتية مشتركة. ولا أدعي هنا أنني أقدم لكم برنامجا تشاركيا، ولكني أذكركم بأشياء تعرفونها و يعصى عليكم أن تزيلوها وبشباب كثر يحبون الكويت سواء أكانت بدعم أم من غير دعم. شكراً لكم... واحترامي الكامل لجميع أعضاء الحكومة. كاتب كويتي moh1alatwan@

مشاركة :