قرأت لأحدهم تغريدة ينتقد فيها سفر ولي العهد وزير الداخلية في إجازة خاصة بعد ظهور الأمير محمد بن نايف بإرادته في صور على بعض وسائل الإعلام وهو حفظه الله برفقة أصدقائه في رحلة برية ينتقد ويعلل بأن الوطن في حالة حرب في الحد الجنوبي وتأهب وإستعداد في الحد الشمالي وموجة إرهاب تضرب عدد من مناطق المملكة غير مدرك ذلك الناقد ان المملكة العربية السعودية دولة مؤسسات وقانون ورؤية طموحة تنبثق من نظام حكم أساسي إسلامي يعتمد أولاً وأخيراً على كتاب الله وسنة رسوله ثم إيمان راسخ لدى القيادة بأن المواطن هو رجل الأمن الأول والوطن لا يقف على رجل واحد مهما علا منصبه ونتيجة ذلك وبالدليل القاطع والبيان الناصع هو ما تنعم به بلادنا ولله الحمد والمنة من أمن وأمان وإستقرار سياسي وإقتصادي وإجتماعي ويجهل ذاك الناقد إنها قد تكون وكما أفهمها أنا رسالة دبلوماسية مبطنة لدول الحقد والشر فحواها قول الشاعر بدر بن عبدالمحسن :ما لاحد منه الله إللي عزنا ما لاحد منه روحنا كتاب الله وقلبنا السنة وان طمع فينا العدو ماعلي منه لا ماعلي منهوذاك من فضل ربي لا منة فيه علينا من أحد. فلنحب وطننا أحبتي فحب الوطن لا يضاهيه أي حب ونعشق هواه وبحره وترابه وندفع ونصد عنه كل حاقد وحاسد ومارق من الخارج كان أومن الداخل ولا نربط ذلك الحب إطلاقاً بحالة إقتصادية إن تحسنت أحببناه وإن تراجعت كرهناه أو نقرن عشق بلادنا بمسؤول وزير كان أو عضو شورى أو خلافه فإذا غضبنا من حديثه أو أمتعضنا من قراراته فقدنا ولائنا لوطن بأكمله وهذا ليس من الحكمة والعدل بل نقصان عقل وجهل فالمسؤول لا يمثل إلا نفسه فلا يختزل وطن بأكمله في شخص فالوطن كيان شامخ باقي ملك لجميع أبنائه لا ينحني ولا يخضع لكائن من كان ولا يقف على أحد. والنظام يسمح لأصغر مواطن سنا ولا أتحدث هنا عن شأنا فالمواطنين كلهم سواسية كأسنان المشط بممارسة حقه المكفول له شرعاً في حدود اللباقة والعدل والأدب بتسليط الضوء على أي نقص أو تقصير فالمواطن عين المسؤول في ما تتخذه الحكومة من قرارات أو تقدمه من خدمات وله كامل الحرية في توجيه النقد لما يراه خطأ أو به أوجه قصور وله كشف الفساد والمطالبة بمحاسبة الفاسد مهما علا شأنه وأرتفع منصبه فلا أحد فوق النظام ومصلحة الوطن والمواطن أولاً وأخيرا. وحقيقة يجب أن يعيها كل مواطن ويضعها نصب عينيه وتنعكس إيجاباً على سلوكه وأفعاله داخل الوطن وخارجه وهي أن صيت ومكانة المملكة أضحت اليوم واجهة مشرقة ومفخرة للمواطن محلياً وخارجياً وأصبحت دولتنا قائدة للعالم الإسلامي والعربي سياسياً وعسكرياً ومحط أنظار وذات تأثير على العالم أجمع إستراتيجياً وإقتصادياً وفؤاد قلب وقبلة كل المسلمين دينياً وتاريخياً. رضيّ من رضي وأبى من أبى هكذا يجب أن نفهم ونعي معنى وطن يسكنا ونسكنه نحضنه فيحضنا. أكتب هذا المقال وأنا أتابع الليلة مباراة الأهلي والاتحاد وأغمضت عيني فإذا بدموعي تنهمر تأثراً بأمرين الأول تنظيم جماهير الفريقين تيفو موحد بعنوانمحمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا والثاني هذا المشهد العظيم لجماهير بالآلاف تنعم بالأمن والآمان ما دعاها للحضور للملعب والإستمتاع بتشجيع فريقها. شعب بهذا الفكر والإيمان لاخوف عليه ولا هم يحزنون والله من وراء القصد من قبل ومن بعد الرأي كتاب أنحاء محمد سعيد آل درمة
مشاركة :